عساسي عبدالحميد- المغرب
السير على خطى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح كمادة استراتيجية هو إحدى الأوراش التنموية التي يجب أن تستمر ؛ فمن لا يملك رغيف يومه لا يملك قراره وما ينطبق على القمح كمادة أساسية ينطبق على الزيت والسكر واللحوم؛ مصر لها من الامكانيات البشرية و الطبيعية على خلق ضيعات نموذجية بمهندسين فلاحيين وبياطرة وتقنيين و أيادي عاملة وتمليك الأرض للرأسمال الوطني وخريجي المعاهد الزراعية المتفوقين ممن له حب الزراعة والقدرة على الانتاج ...
.......................
أكيد مشروع كهذا لن يروق مافيات ما وراء البحار والعصابات المتغولة خاصة في أمريكا والتي كانت دائما تحتكر هذه السلعة الإستراتيجية للتحكم في التوجهات السياسية لبلدان العالم الثالث والتي لا تتردد في اغتيال قادة وزعماء ممن تبنوا سياسة الاكتفاء الذاتي من المواد الأولية ...
.........................
وكلنا نتذكر نهاية الرئيس الروماني ''نيكولاي تشاوسيسكو'' التراجيدية والذي اغتيل رفقة زوجته '' ايلينا '' سنة 1989 وهما مقيدين؛ لم يقتلوه لأنه كان ديكتاتورا وظالما لشعبه ؛ بل لأنه استطاع تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة الحيوية ؛ هذه المافيات التي كانت تكن حقدا دفينا للرئيس السوري الراحل ''حافظ الأسد'' ليس لأنه كان ممانعا وغير راغب في تطبيع علاقاته مع تل أبيب؛ بل لأنه حقق فائضا من القمح ذو الجودة العالية؛ وكان يمنح منه هبات لدول صديقة وشقيقة ...
لحد الان المغرب ورغم توفره على سهول خضراء بأنهار لا تنضب و سدود عديدة من شأنها ضمان الغذاء لأكثر من 300 مليون من ساكنة الأرض الا أنه يستورد نصف حاجياته من المواد الأساسية (( القمح والسكر والزيت )) من الخارج؛ لأن الاتحاد الأوروبي يريد من المغرب حديقة خلفية فقط تنتج المقدونس والفجل والخس والفلفل والباذنجان و بعض أنواع الفاكهة والنظام المغربي يذعن ويخضع لتوجيهات العصابات المافيوزية التي تحظى بحصانة من حكوماتها و تتوفر على لوبيات ضاغطة داخل أجهزتها ومؤسساتها
..............................
مشروع واحة الفرافرة الذي أعطى مصر هذه السنة قمحا جيدا من نبت الأرض المصرية هو مشروع رائد ونموذجي يجب تعميمه على كل واحات الوادي الجديد (( سيوة – الداخلة- الخارجة .....