بقلم :جميل يوسف
تحديات مبارك

اعترف للرئيس مبارك بدوره وبجهده فنحن امام رجـل وجد نفسه فى موقف المسؤولية فجأة بعد رحيل انور السادات,فمن حق الرجل علينا ان نقدر له نجاحه فى ميادين كثيرة , أولها أنه انتقل بمصر ومعها من أجواء مزدحمة بالأرهاب , أرهاب السلطة وأرهاب خصومها الى أجواء أخرى حلت فيها الكلمة محل الرصاصة وصفحة الجريدة بدلا من المنشور وهو أنجازلا أجد مثيلا له فى العالم العربى وهو شى ليس بالقليل.

ولقد ورث مشاكل ضخمة وأضيفت اليها فى عهده اخطاء نستطيع أن نعدها.
ولا استطيع ان اعتبره مسؤولا عما ورثه ولكنه بالتاكيد مسؤول عن الاخطاء التى وقعت فى عصره، وعلى اى حال فهده الاخطاء من باب التفاصيل. المهم فى رأيى انه لا يتصدى لحركة التطور ولا يعترض المسار الطبيعى للنمو ولا يحاول عرقلته. المهم انه يعرف الى حد كبير حدود السلطة وحقوق الناس وعلى المدى الطويل لحكم مبارك فان  هده ميزة كبرى.
واقول ونحن فى فترة التمهيد لرئاسته السادسة ، اتمنى عليه ولا اقول له، ان يولى اهتماما خاصا لثلاث قضايا لا اكثر ،أعتقد أنها اصبحت يوما بعد يوم اخطر معوقات التطور والنمو: مواجهة حازمة للفساد، وتصد صارم للفتنة الطائفية ، ووقفة قوية فى وجه عملية الاختراق الجارية للمجتمع المصرى.

ان الفساد ظهر واستشرى فى عصر سابق وكانت له رؤوس ظاهرة تقوده زحفه وتنظمه والان اختفت الرؤوس وتحول الفساد الى نوع من حرب العصابات تكفينا فى امره نظرة الى ما يجرى فى ميدان تضخم الثروات فى يد قلة يمكن ان تعد على اصابع اليدين فى بلد حافلة بالبطالة وغياب الحلم لدى الشباب ان المستقبل افضل.
والفتنة الطائفية تطل براسها على البلد العربى الوحيد الدى يملك مقدرة التماسك الداخلى والوحدة الوطنية وهى اول الضرورات لضمان أى مستقبل.
بقيت مشكلة الاختراق وهى ماضية فى مصر، لاتعرف حدا ولا رادعا وهى احيانا باسم الحرية الاعلامية وتشجيع الاستثمارالخليجى وراس المال الاجنبى.  

وعلى أى حال ، فاغلب الظن ان فترة الرئاسة القادمة سوف تكون امتدادا للفترات السابقة، لان المسائل لا تتغير بين يوم وليلة كما يتصور بعض الناس ، وهو شى لا بأس به ان ظل الطريق مفتوحا اما م عملية نمو القوى الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، ولو استطعنا اكتشاف ان الماضى لايهمنا وان المستقبل شى اخر له أفكاره وله أفاقه وله أحكامه وله ضروراته، لجاز لنا ان نتفهم الواقع الجديد المتطورالمتحرك من دون طمع فى المستقبل الدى يتعلق بخداع الوهم بأكثرمما يتصل بصدق الارادة.

لعلى أعترف هنا بان هناك قوى حقيقية اجتماعية هائلة تتخلق وتتشكل فى المجتمع المصرى يتجه بحثها الى عالم جديد والى فكرجديد والى لغة جديدة تفتش الان بجد فى احتمالات الغد ، وليس فى مخلفات الماضى.

قلم مفروش للايجار

لا شك بان الاقلام النقية نادرة فى الاعلام العربى والغربى، فبقدرة غريبة انتشرت ظاهرة الاقلام المفروشة بصورة مقززة للغاية للاشادة لكل ما هو قادرعلى الدفع فى كافة الحقول السيا سية و الفنية والجتماعية ووسط رجال الاعمال، ولا عجب ولا خجل ان حاصراتك أخبار قائد اونجم أو فنان او رجل أعمال من كل زاوية اعلامية مرئية أو مقرِِؤة، فالخطة الجديدة لهؤلاء هى ان يضع المتفرج والقارى فى غابات الصرعات ولا يجد مفر من نشاز الاقلام والبرامج المفروشة للايجار، فهى معرض متنقل لا يقفل أبوابه, وبالطبع لم يعد هناك اهتماما كبيرا لرأيك فيما يعرض عليك من فظاعات فى السوق العالمية لبورصة الفن الحديث.
 أنه مجرد ناقد أو مفكر يبيع قلمه، بل يؤجره كشقة مفروشة وهو يبدل زبائنه وفقا للنسبة المئوية التى يتقاضاها من البيع وينقل فؤاده حيث شاء هوى الدولاروالاسترلينى.  

وأعرف عدد ليس بقليل فى بلاط الاعلام العربى يتعيشون من عرض موهبتهم بثمن بخيص حتى يوفون احتياجاتهم المعيشية ورضاء غروروتلميع الكثيرين فى عالمنا العربى ، وروى لى نجم غنائى معروف بان كثرة الاقلام المفروشة لعبت دورا كبير فى زهورأسماء شهيرة فى عالم الفن كانت لاتستحق أية ضجة أعلامية لافتقارها الى الموهبة الحقيقية والدراسة وقد أدى زهورها فى النهاية الى كارثة وتدهورالاوضاع الفنية ترهل الفن وترحم بحسرة على زمن الفن الجميل.

وربما لاتعرف ان عدد ليس بقليل من الشعراء العرب والكتاب والمفكرين يبيعون خلاصة انتاجهم    وموهبتهم الى مدعى الثقافة والفكرفى الخليج العربى. وربما لاتعرف ان شاعرا مصريا معدم باع    للعندليب الاسمر"عبد الحليم حافظ" قصيدة رائعة وفريدة فاقت كل الاعجاب والشهرة والنجاح المدهل تدعى " يامالكا قلبى" لتحمل اسم أحد الامراء السعوديون مقابل ثمن بخيص للحاجة الشديدة للشاعر الموهوب للعيش والعلاج , وروى القصة لنا الفنان الكبيرالملحن محمد الموجى وبانه اطلع عبد الحليم بان أغنيته المشهورة من كلمات الشاعر المغمورقبل ان يعلن على المسرح وبفخرشديد  انها من كلمات صاحب السمو الملكى الاميرالسعودى وللاسف الشديد مازالت الاغنية المعروفة تحمل أسم سمو الامير.

ولا أنسى يوم أطلعت على مقال صحفى هام وخطيرلكاتب السطورنشرفى مجلة سياسية شهيرة فى  العالم العربى وكان الموضوع الرئيسى للغلاف تحت عنوان " ليلة ألقبض على الشيخ عمرو عبد الرحمن" ، لأاكتشف ان سبقى الصحفى حمل أسم رئيس التحرير وليس أسمى وكان رئيس التحريرالراحل رحمه الله يفخر بانه يسرق خلاصة فكرالصحفيين والكتاب والمفكرين ليضع على رأسها أسمه بالبنط العريض، ويومها قابل رئيس التحرير الحرامى  ثورتى العارمة ضده بالرد وببرود شديد " أنا خوفت عليك من الارها بيين , أهم شى وصلتلك المصارى" وقفلت السكة فى وجهه وانقطعت علاقتى به و بمجلته الى الابد.

ربما تتعجب من امرهولاء اللصوص، ولكنه عاد امرمعروف وتعودنا السكوت عليه ونتردد فى فضحه ، وربما نضحك عليه،لاننا ياسادة فقدنا الصلة بالمكان والزمان وتخلفنا عن الركب العالمى بمئات السنين والشك عندنا تزوج من اليقين فى رحلة الجوع الى الحقيقة.   
 الولايات المتحدة الاسلامية

  نشرت مجلة التابمز الاميركية فى شهرأغسطس الماضى بحثا موثقا بالحقائق والادلة عن عدد وحال وفعالية المسلمين فى أميركا ، وادهشنى بالفعل أن أعرف أن عدد المسلمين لا يزيد عن مليونين ونصف المليون ،وان نسبة المسلمين القادمين من دول عربية لاتزيد عن خمسة وثلاثين بالمائة ، وبأن الاكثرية من دول أسيوية بالاضافة الى عدد قليل للغاية من الافارقة واميركا اللاتنية والسود الاميركين. وعرضت مجلة نيوزماكس الاميركية فى عدد نوفمبر بحثا عجيب تحت عنوان
"الولايات المتحدة الاسلامية" .

وخلال زيارة الرئيس باراك أوباما الى الهند سأل عن الجهاد فى الاسلام فقال: أن تعبير الجهاد لديه الكثيرمن المعانى فى الاسلام ، ويتعرض للكثير من التأويلات ، ولكن دعونى أقول أولا أن الاسلام واحد من أعظم الأديان وحوالى مليار شخص يعتنقونه. ان هدا الدين يعلم السلام والعدالة والانصا ف والتسامح، وكلنا يقر بأن هدا الدين العظيم لا يمكن أن يبرر العنف. ان هدا الدين العظيم تعرض للتشويه على يد بعض المتطرفين.

ولن أعلق طويلا على مفهوم أوباما للدين الاسلامى لاننى متأكد للغاية بأنه لايعرف شيئا عن القرآن والاحاديث وما تبثه الفضائيات الاسلامية المملوكة لعدد ليس بقليل من الامراء الخليجين نهارا وليلا فى أرجاء المسكونة من رسائل بغض وكراهية وفتاوى شيطانية وتحريض لقتل غير المسلمين.
وقد سئلت أكثر من  مرة عن رأيى فى معتقدات واهداف الرئيس أوباما من هده التصريحات المتتالية مند دخوله البيت الابيض، وقد أكتفيت برد موجزجدا بأنى أعتقد أن الرئيس أوباما ليس مسلما ولكنه ليس مسيحيا أيضا،وبأنه متعاطف للغاية مع جدوره الاسلامية بسبب ان والده حسين أوباما كان مسلما وكدلك عائلة والده. اما عن عائلة والدته فكانت غير مسيحية ولا تؤِمن بالقيامة والآخرة. أما عن الاهداف فعليك ان تقرأ وتراجع تاريخ وأفكار أوباما السياسية وتاثره الكبيربرؤى وأحلام وأفكار والده الاشتراكى حسين أوباما ، واقترح عليك قرأة كتاب:

“How He Thinks, The Root of Obama’ s Race” by Dinesh D. Souza

اما عن المسلمين فى الولايات المتحدة فأعتقد أنهم يتمتعون بحرية رائعة وعدل لا مثيل له فى أى بقعة اسلامية على ظهر الارض وان كان الاكثرية منهم مازالت تحلم بأسلمة اميركا وتطبيق الشريعة الاسلامية التى ثبت فشلها بالكامل فى عدة بلاد اسلامية وبانها لا تجارى العصر الحديث وغير انسانية ولا يقبل بأحكامها غير المسلمين وعدد ليس بقليل من المسلمين. وليس هناك صلة على الاطلاق بين العدد الدى يعتنق الاسلام وعظمة وتسامح التعليم فى الديانة كما يعتقد البعض ، فالعبرة ليست بالعدد والا أعتبرنا أن تعاليم الدينات الاخرى عظيمة ايضا لان عدد اتباعها فى العالم يفوق المسيحيين والمسلميين معا، والحق يقال أننى لم اسمع يوما بان احد اتباع الدينات الاخرى يحرض ابنائه على تفجير نفسه وقتل الابرياء من غير المسلمين ليحظى بالحوريات فى الجنة.  

وفى النهاية أقول بأن ليس كل المسلمين اشرارا ولا كل المسيحيين واتباع الدينات الاخرى صالحين وبأن حلم البعض باسلمة اميركا وتطبيق الشريعة الاسلامية ضرب من الخيال والجنون.

بيج أبل ميوزك أوورد

اعلنت اللجنة المنظمة لجائزة "بيج أبل ميوزك أوورد" فى نيويورك بأنها قررت اعطاه جائزة "التاج الثلاثية" لهدا العام للمطرب عمرو دياب ، ورفض عمرو فى رسالة موجهة الى اللجنة المنظمة   الدهاب الى نيويورك لتسلم الجائزة بعد ان اشاع مغنى تافه يدعى تامر حسنى فى كافة وسائل الاعلام المصرية والعربية بان معظم اعضاء اللجنة المنظمة للجائزة وبعض المطربين المشتركين فى المسابقة من اسرائيل.

وببساطة اقول ان معظم اعضاء اللجان المسوؤلة عن ترشيح ومنح جوائزفنية عالمية هم من اليهود ومن كبار المِؤيدين لاسرائيل، وبان موقف عمرو دياب العدائى من اليهود والاسرائيلين مرفوض ويجب عدم دعودته او ترشيحه مرة اخرى فى اية مسابقة عالمية ومنعه من الدخول الى  الولايات المتحدة واوروبا مرة أخرى للزيارة او  للغناء حتى يحترم الدينات والاصول والشعوب الاخرى.

والواقع اننى اعلم شخصيا بان عدد ليس بقليل من الموسقيين والفنيين فى العالم هم اصدقاء لعمرو فى الخفاء، وبان معظم الدين رشحوه من قبل لجوائز عالمية فى الموسيقى والغناء هم من اليهود والاسرائيليين مثل وورلد ميوزييك أوورد ، وأفريكان ميوزيك أوورد وغيرها وقد حضر عمرو دياب اكثر من مرة هده الحفلات وتسلم جوائزها والتقى بالاخوة الاعداء فى السرواكل ورقص وتمنى العمل والاشتراك معهم فى اعمال عالمية.

عيب ياعمرو كفاك مرائبة وعنصرية والعيب كل العيب على اللجنة التى رشحتك لجائزة فنية مثل بيج أبل ميوزك أوورد ، وربما كان الافضل ترشيحك لافضل مطرب فى العنصرية وكراهية الشعوب وازدراءالاديان.               
 
وقبل ان أنسى نصيحتى لوزير الثقافة "فاروق حسنى" بان يسرع على الفور فى طلب مصر من الانسحا ب من الاشتراك فى مسابقة الاوسكار لهدا العام بعد ان علمت من كاتب السطور بان معظم اعضاء الاكاديمية الاميركية للعلوم والفنون السينمائية هم من اليهود والاسرائيلين ومن كبار المؤيدين لدولة اسرائيل ، حتى لا يضطر ويتورط الفنانيين المصريين من لقاء يهود واسرائيلين فى الحفل العالمى الشهير، ويعتدروا عن قبول جائزة الاوسكار لهدا العام كافضل فيلم اجنبى.