خروف العيد
بقلم: مينا ملاك عازر
أحبائنا المسلمون اليوم بيعيدون، ومن حقهم من فجر اليوم ده وحتى غروب اليوم الرابع من العيد، إنهم يدبحوا ويضحوا، فياريت برضه الحزب الوطني يكون له عدد من الأيام محدَّد يدبح فيه ويضحي فيه، مش معقولة الـ365 أو 366 يوم في السنة بيضحي بـ"مصر" ويدبح المصريين. شفتم تواضع أكثر من كده؟ بصراحة ده أهون بكتير من إننا نفضل كل يوم نتعذب، ده يا ريتنا بنتدبح ونخلص، ده هما بيقطعوا حتة من رقبتنا كل يوم، ويسيبونا متشعلقين لا طايلين الموت ولا طايلين الحياة، حالنا أسوأ من حال خروف العيد.
خروف العيد، أعتقد أنه ممكن يكون أحسن رمز للمصري إللي بجد نازل الانتخابات، مش تحت راية الحزب الوطني ولا أحزاب المعارضة ولا المعارضة كلها؛ لأنه بيعبر عن المصريين بجد، فالباقين كلهم عارفين أدوارهم في المسرحية السياسية الجارية على أرض الوطن.
على أرض الوطني يجري دماء الخرفان أربعة أيام في السنة، ويجري دماء المصريين في حوادث الطرق كل أيام السنة، ولا تشرب الأرض دماء الخرفان في أيام العيد، لكن تمتص بطون المحتكرين والفاسدين واللصوص دماء المصريين على طول.
على طول يقول الخروف ماء، وهي لغته المصرية، ويبحث المصريون عن الماء في كثير من قرى "مصر"، ويخشى الباقون من الماء في البحر إذا زاد وغرَّق دلتا "مصر"!!
مصر لم تعد غنية بمواردها ولا بشعبها، بل غنية بحب المصريين لها، الذين لا يزالوا يقاومون الفاسدين ولم يهجروها ويتركونها فريسة لهم، ولم ينهاروا تحت وطأة فسادهم.
فسادهم لن ينتهي بكلمة، ولا بشعار ولا ببرنامج حزبي، وإنما بخروج كل وطني– وإنتم فاهمين- من السلطة ليحل الوطني الأصلي مش التايواني.
التايواني غزا السوق المصري، وأثبت كفاءة، لذا أعتذر لكل تايواني حيث قارنته بأولئك الذين سفكوا دمائنا وغلوا كهربتنا وضلموا شوارعنا وقفلوا محلاتنا وأفسدوا تعليمنا. تعليمنا انهار وانهارت معه دموع أولياء أمور تلاميذ انتحروا في بداية العام الدراسي وأثناءه! ياترى وزير تعليمنا الهمام لا زال يذكرهم؟ وهل يذكر أحد تلك الأسر في مثل هذه الأيام؟ من المفترض أنها كانت ستعيِّد فيها، وتحاول أن تسعد أبنائها اللذين انتحروا..
الذين انتحروا في "مصر" كثيرون، والحق يُقال لم يحتكر وزير التعليم المنتحرين؛ فهناك شاب انتحر من الدور الخامس من إحدى المستشفيات لعدم قدرته على توفير العلاج لأمه، ورغم كل هذا، لم يكن من بين هؤلاء المنتحرون مسئول واحد ممن اقترفوا ذنب أو جريمة.. تفتكروا ليه؟!
تفتكروا ليه "مصر" للآن بتكافح الزمن، وحكامها؟ ولم يزل قلبها ودمها ينبض في كفاح مستمر، وكأنها تعيش بألف روح؟ أم أن ما نراه الآن لا يزد عن كونه حلاوة روح؟!
حلاوة روح أو حلاوة العيد، المهم كل عام وإخوتنا المسلمين طيبين، و"مصر" طيبة وبتعيِّد رغم كيد الكائدين..
المختصر المفيد، عيد.. بأية حال عُدتَ يا عيد..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :