- تهديدات القاعدة مادة مطهِّرة انسكبت على جرح المواطنة
- "العفو" تدعو لعدم التحرش بالمرشحين، و"عقيل": المشاركة هي الضمان الوحيد للديمقراطية
- "وفاء الجندى": نواب مجلس الشعب يستطيعون أن يقضوا على بزوغ أي فتن طائفية
- القس باسيليوس صبحي: الغرب اهتم بالحضارة القبطية بينما أهملها المصريون
- أديرة وادي النطرون.. وهروب من ضجيج وقسوة الحياة
يحميك من العين
بقلم: ميرفت عياد
كل سنة وانت طيب عزيزي القارئ بمناسبة عيد الأضحى المبارك؛ جعله الله عيد سعيدًا على المصريين جميعا داخل مصر وخارجها.
أما بعد فأريد أن أقول للقارئ العزيز: كل سنة وانت طيب مرة أخرى؛ بمناسبة حلول موسم حريق قش الأرز، وسحابتنا السوداء العزيزة، التي ثبت أنها ستر وغطا علينا..
و قد يرد أحد القراء الأعزاء غاضبًا: نعم غطاء أسود ومهبب..
فأقول له: احمد ربنا يا أخي إنه أسود ومهبب.. وإلا لما حمانا من العين، ولا أقصد هنا عين الحسود التي "يندب" فيها عود.. وعلى فكرة؛ "فيه اعواد تندب في عين الحسود صيني نازلة اليومين الجايين" و لكنها لن تلاقي رواجًا في السوق، لأننا "ها نتحسد على إيه يا حسرة"؟!..
ولكن العين التي أقصدها هنا هي عين خيالية، إذ أحيانًا أتخيل أنه لو كانت هناك حياة على الكواكب الأخرى، وكان علماء أحد تلك الكواكب يراقبوننا.. فماذا ستكون تعليقاتهم؟
فسوف يرون مصرنا العزيزة يلفها التلوث في ورق مذهب من جميع الأنواع، تلوث بصري من كل المباني المشوهة، والقمامة، والعشوائيات، والزحام الشديد، والقبح، الذي أصبح قاسمًا مشتركًا أعظم فى جميع مظاهر حياتنا..
أما التلوث السمعي فحدث عنه ولا حرج؛ من أصوات أبواق السيارات؛ التي أصبحت لغة تستخدم في السب والشتيمة.. هذا بالإضافة إلى سماعات الاستريو التي تُستخدم في أفراح الشوارع؛ التي هي وجه من وجوه هذا الزمن القبيح.. والميكروفونات التي تصرخ بأعلى صوتها في كل المحلات التجارية؛ للنداء على البضاعة الكاسدة.. وأنا أعتقد أن بعد فترة وجيزة ستصبح سماعات الاستريو "وسيلة للمناداة على الخضار فى عربيات الباعة الجائلين" بأغانٍ من تأليف بعض العباقرة والموهوببن، فمثلاً بالنسبة للطاطم ستسمع من يغنى قائلاً:
يا قوطة يا مجنونة يا بنت المجانين.. بعشرة جنيه ياللا يا حلوين
أو: يا كوسة مفعولك زي السحر.. في الجو والبر والبحر.. بثلاثة جنيه و بريزة.. ده غير اللي تحت الترابيزة
أما عن التلوث المائي والغذائي والهوائي.. ففي هذا تكتب مجلدات قد لا تسعها خزانة دار الكتب.. وأقول خزانة لأنها لن تخرج إلى النور.. وإن خرجت فلن يهتم أحد بما فيها من ترهات وخرافات، في عقول ناس فاضيين ما وراهمش حاجة إلا ده مسرطن.. وده مشع. وده مدود.. وده منتهي الصلاحية.. عالم كئيبة طول النهار "بيبشروا" على الناس الغلابة بالمرض والموت.. حاجة تغم..
أما عن التلوث الفكري فالعنكبوت والتراب اللي معشش في عقول الناس يعمل جبلين قد جبل المقطم، فمن هوس ديني.. إلى هوس كروي.. إلى هوس جنسي.. نعم فلم نعد نفكر في أي أمر من أمور حياتنا إلا بهوس.
أعتقد بعد كل هذا فإن علماء هذا الكوكب المجهول، الذين ساء حظهم أن يوجهوا إلينا تلسكوبهم الفضائي، سيلطمون على خوذاتهم الفضائية.. أو قد يكون لديهم مترجم إلكتروني للغات.. فيصوتون بالبلدي مثل بنت سلطح بابا فى فيلم "إشاعة حب".. رحم الله يوسف وهبي و زمنه الجميل.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :