الأقباط متحدون | هل يضمن تنوع وسائل الدعاية الانتخابية تحقيق الوعود البراقة؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٥٦ | الاربعاء ١٧ نوفمبر ٢٠١٠ | ٨ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل يضمن تنوع وسائل الدعاية الانتخابية تحقيق الوعود البراقة؟

الاربعاء ١٧ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إلى متى سيُستغل فقروجوع هذا الشعب فى اللعب بأحلامه؟!
نريد برنامج انتخابي محترم وقوي يخاطب عقول المواطنين وليس بطونهم
كثرة الملصقات واللافتات يُفقد أي مدينة شكلها الحضاري
مجرد كلام لن يجلس أمامه الناس لمشاهدته في التليفزيون
من سيحاسب هؤلاء المرشحين عندما لا ينفذون وعودهم للمواطنين؟

كتب: ميرفت عياد

أعلن التيلفزيون المصري عن إعداده باقة من البرامج السياسية؛ التي تناقش البرنامج الانتخابي للأحزاب السياسية المختلفة، ومن أهم هذه البرامج؛ "حوار الأحزاب"؛ الذي يعطي لكل حزب التسجيل لمدة ساعة كاملة، للحديث عن برنامجه الذي سيقوم بتنفيذه فور دخوله تحت قبة البرلمان، وجاء ذلك في إطار الحكم الذي صدر مؤخرًا من المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، بشأن تخصيص "وزارة الإعلام" ساعات من بثها التلفزيوني للأحزاب السياسية، على مختلف انتمائتها، بصورة متساوية، وذلك لإتاحة الفرصة لهم للظهور الإعلامي، والقيام بالدعاية الانتخابية، بشكل واسع الانتشار، يصل إلى جميع الناس.

عن وسائل الدعاية المختلفة وأجداها -من وجهة نظر الناس- استطلعنا آراء الشارع المصري، لمعرفة أي الطرق تصل إليهم، ويتأثرون بها، وتجعلهم ينتخبون على أساسها.

هل يضمن تنوع وسائل الدعاية الانتخابية تحقيق الوعود البراقة؟اطعم الفم تستحي العين!

يتعجب "حازم" -طالب جامعي- من المرشحين الذين يقدمون للمواطنين السلع الغذائية، مثلما حدث في الجيزة، حيث قدم أحد المرشحين الطماطم للناس كوسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية، متسائلاً: إلى متى سيستغل فقر وجوع هذا الشعب، وارتفاع أسعار متطلباته الأساسية في اللعب بأحلامه وأمنياته فى العيش حياة كريمة من أجل الحصول على أصواته.

وتوافقه الرأي "شاهندا" -طالبة جامعية- التي ترى أن المرشحين الذين يُقدمون على هذا الفعل؛ لا يقدمون للناخبين أى برنامج انتخابي محترم وقوي، يستطيعون به مخاطبة عقول المواطنين، وليس بطونهم، لأن العقل هو السبيل الوحيد لاختيار المرشح الذي يخدم دائرته، ولكنهم يستسهلون الطريق معتمدين على المثل القائل: "اطعم الفم يستحي العين" وهنا اطعم الناخبين تستحي أصواتهم في الذهاب إلى غير هذا المرشح.

التواجد والتواصل الإنساني
وتخالفها الرأي "سعاد" –موظفة- التي ترى أن الناس غلابة، ومحتاجين، -على حد قولها- لأي عطاء مادي من قِبَل المرشح لدائرتهم، ولعل هذا ما يجعلهم يتوسمون فيه خيرًا، أما الكلام والوعود البراقة، والأحاديث والندوات، فهي لا تطعم الفم، ولا تُشبع بطون الأطفال التي تصفر من شدة الجوع، وعلى رأي "عادل إمام" في فيلم "بخيت وعديلة" "الناس فوق روسهم اليفط القماش وهما عريانين" فهل هذا يعقل؟!

بينما يرى "بركات" -مدرس ثانوي- أن تواصل المرشحين مع الجمهور عن طريق الندوات، والسرادقات، يُساعد على التعريف بهم، وبخبراتهم، ومؤهلاتهم العلمية، وبرنامجهم الانتخابي، واقتراحاتهم، من أجل خدمة أبناء دائرتهم بصورة أعمق، وأصدق من الوسائل التي يغيب فيها التواجد الإنساني؛ الذي له تأثير كبير في الإحساس بمدى صدق المرشح في تفاعله مع الصالح العام، وإلى أي مدى سيسعى من أجل تحسين حال المواطن البسيط. 

الشكل الحضاري للشارع المصري
ويؤكد "حسن" –مهندس- على أن استخدام اللافتات وإعلانات الشوارع في الدعاية الانتخابية، يتم بصورة عشوائية، وفاقدة لأي نوع من الجمال، كما أنها تؤذي العين؛ بالتكدس الذي يحدث بها، حيث نجد في اللافتة أو الإعلان الواحد صورة المرشح وانتمائه السياسي، هل هو خاضع لحزب أم مستقل، وشعاره وبعض من برنامجه الانتخابي، كما أن كثرة هذه الملصقات واللافتات، من شأنه أن يُفقد أي مدينة شكلها الحضاري.

ويخالفه الرأي "عم حنفي" -سائق تاكسي- الذي يرى أن هذه الملصقات واللافتات هي السبيل الوحيد الأكثر شيوعًا، للتعريف بالناخبين، وبرنامجهم الانتخابي، لأن أي إنسان يمر بالشارع يستطيع أن يقف دقائق لقراءة تلك الملصقات.

ثقافة الكلام الكبير
ويُعرب "محمد" –موظف- عن رأيه فيما سمع عنه مؤخرًا، من تخصيص ساعة لكل حزب من الأحزاب لعرض برنامجه الانتخابي، بأن هذا شيئ غير مجدٍ، أو عملي، لأن لن يشاهد تلك البرامج غير الناس المهتمة بالأمر، أما باقي الناس فهم لن يجلسوا أمام التلفاز بعد يوم طويل من الشقاء، والتعب من أجل لقمة العيش، لسماع برنامج حزب؛ يعرفون مسبقًا أنه كلام لا يرقى إلى مستوى الفعل.

ويوافقه الرأي "رامي" -خريج كلية التجارة- متسائلاً: ماذا بعد؟ ماذا سيتغير بعد سماعي لمدة ساعات طويلة لبرامج الأحزاب الانتخابية في التلفزيون؟! هذه البرامج التي لن تختلف كثيرًا في محتواها ووعودها البراقة، وأحلامها الوردية، التي يعدون بها الشيوخ والشباب والأطفال، كل دورة انتخابية دون جدوى، من سيحاسب هؤلاء المرشحين عندما لا يقومون بتنفيذ وعودهم للمواطنين؟
ألا يكفينا ثقافة الكلام الكبير دون فعل، التي أصبحت منتشرة في ثقافة المصريين، متسائلاً عن تنوع و سائل الدعاية الانتخابية؛ هل سيضمن تحقيقها على أرض الواقع؟!

صوتكم أمانة في أعناقكم
و يخالفه الرأي "ألبير" –طبيب- الذي يرى أن فكرة تخصيص ساعة كاملة لكل حزب؛ للحديث عن برنامجه الانتخابي في وسائل الإعلام المرئية، هى فكرة جديرة بالاحترام، لأن هذا يجعل برامج هذه الأحزاب متاحة لجميع المواطنين، في بيوتهم، دون عناء البحث عنها، أو النزول للشارع، حيث السرادقات التي تقام لعقد الندوات، للتعريف بالمرشحين، وبرامجهم، إنها حقًا و سيلة دعاية انتخابية قوية، يدعو إليها جميع المواطنين، لكي يتم ترشيحهم بناء على أساس سليم، لأن صوتهم أمانة في أعناقهم.

بينما ترى "كريستين" –مهندسة- أن رسائل المحمول، هي و سيلة سهلة وسريعة، في الدعاية الانتخابية، لأن من المؤكد أنها ستصل إلى جميع الناس، وسيقومون بقرائتها  في دقائق معدودة، دون تحمل عناء الجلوس بالساعات أمام التلفاز، يتجرعون كأسًا من الوعود البراقة، التي يشكون في مصداقية قائليها، من خبراتهم السابقة عنهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :