الجالية المصرية في مصر
محمد حسين يونس
الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١٦
محمد حسين يونس
الصديق رسام الكريكاتير بهجت عثمان الذى غادرنا منذ عام 2001 ، هو صاحب هذا التعبير الذكي الذى صكه في نهاية تسعينيات القرن الماضي و رغم هذا لم يصبح صادقا فى يوم بالقدر الذى هو عليه الآن .
فنحن( ابناء الجالية ) نعيش غرباء فى هذا الوطن ، ملعونين مطاردين ،مهددين من أنصاف متعلمين أو جهلة أميين .. ولقد رفعوا علينا قوانينهم و دستورهم وسيوفهم وهددونا بمصاحفهم ، وكبلونا بجهاز إدارى معوق غاية فى التخلف..التدنى ، حتى أصبحت مصر فى النهاية تتسول قوت يومها بدون خجل.
وقد ينطبق علينا قول الشاعر ((حياتى مغسلوله بعرقى،ولقمتى من عصارةكدحى وكريم أستحقاقى ،لم اغلق باب فى وجه أحد، لم أخطف شيئا من أحد،ولم أكن عونا على كذب أو ظلم أو فساد )) محمد عفيفي مطر
و الجالية المصرية خلال العقود الثلاثة الماضية كانت تضم عناصر مؤسسة من هؤلاء الذين كان يعنيهم امر بلادهم أثناء حكم المبارك عندما تحول الاقتصاد الي السرقة و النهب و التهليب و إستغلال النفوذ وأصبحت هذه السلوكيات عامة بين الاغلبية ومن يخالفونها أصبحوا غرباء يكونون جالية صغيرة مندهشة مرعوبة من حجم الفساد المنتشر والتوسونامي السلفي الذى أغرق البلاد في الغثاثة و التسطح و العشوائية .
وهي أيضا قد توسعت فى عهدها الجديد ( بعد أن ملك أرض مصرتحالف أصحاب القوى العسكرية و الامنية و الحقوقية و رجال الاعمال) ..فضمت قدرا من النساء المهمشات خصوصا المثقفات الباحثات عن حقوق المراة ، وضمت بعضا من الأقباط الذين تحرق كنائسهم ويهددون بدفع الجزية ، وضمت الفنانين فى كل مجال ، الشعر ، السينما ، المسرح ، الرسم ، والنحت ذلك الفن الذى علي وشك الانقراض وسيضطر أبناء الجالية النحاتين لعمل مخابئ لإنتاجهم خوفا من التدمير ، وضمت بعض من المستثمرين فى مجال السياحة وسياحة العرى بالتحديد .
ولازال هناك العديد من الفئات والجماعات تطالب بالانضمام الى الجالية المصرية في مصرو التى قد ينتشر أفرادها ـ إذا دام الأمر على ما هو عليه ـ الى جميع ربوع المهجر من الاسكندرية حتى أسوان بعد أن كان مقر الجالية منيل الروضة / القاهرة حيث كان يعيش العميد.
في مصر ما بعد السادات .. لم يعد هناك من يردد ما كان شائعا عن الوطنية و القومية .. و النهضة .. والمعاصرة و الثقافة و العلم .. و لم تعد مصر تنجب إلا العسكر و تجار الدين و المهلبتية من رجال الاعمال ..و دقاقي الصنج والطبول و الراقصين في موجات المولد اللي صاحبة غائب .. مع تحول حاملي المنطق إلي أغراب .. وأيتام علي موائد اللئام .. الله يرحمك يا أستاذ بهجت .