الأقباط متحدون | شــــاهــــدت لكـــم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٤ | الجمعة ١٩ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٠ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شــــاهــــدت لكـــم

الجمعة ١٩ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطـــونـــي ولســـن
شاهدت لكم  يوم الخميس 18 نوفمبر 2010 حوالي الساعة العاشرة صباحا حسب التوقيت المحلي لمدينة سيدني وحسب عادتي وأنا جالس أمام شاشة التلفزيون  أخذت أنتقل من قناة تلفزيونية إلى أخرى سواء أسترالية أو عربية أبحث عن ما يشد إنتباهي لمشاهدته . وهذه عادة تضايق زوجتي كثيرا وخاصة إذا كانت تريد مشاهدة برنامج معين . لكن على الرغم من أنها عادة سيئة إلا أنها في كثير من الأحيان أجد في التجوال التلفزيوني ما يجعلني أتوقف أمام بث معين أجد فيه غايتي وما يمتعني  وليس من المهم نوعية ما يبث إن كان برنامجا أو فيلما أو مسرحية أو حتى مسلسلا وخاصة المسلسلات التركية  المدبلجة باللهجة السورية و التي بدأت تستحوز على تفكيري و مشاهد تها لدقة التمثيل وواقع النص مع مقدرة المخرج على تقديم عملا فنيا متكاملا ممتعا الحرفة المهنية فيه تكاد تكون متكاملة حتى مع البراعم الصغيرة جدا والشابة .
شاهدت اليوم ضمن تجوالي التلفزيوني على شاشة تلفزيون سلطنة عمان حفلا موسيقيا في على ما أعتقد الأوبرا العمانية . فرقة موسيقية كل أفرادها عمانيون وبها الآلات الموسيقية الحديثة الوترية والنحاسية والصوتية مثل " الطبلة الكبيرة والرق " ولم يكن بين الفرقة " طبلة الرقص البلدي الشهيرة " . يرأس الفرقة عازف كمان عماني بالطبع " وليغفر لي القاريء إن لم يكن رئيس الفرقة عماني " ، ويقود الفرقة مايسترو أوربي .
وسط هذا العدد الهائل من العازفين على مختلف الآلات الموسيقية كانت توجد إمرأة أو أكثر وسط كل مجموعة تعزف على ألة موسيقية معينة يشاركن بالعزف على معظم الآلات الموسيقية المشاركة . سيدات محجبات في زي موحد يعزفن بمهارة فائقة ويجلسن جنبا إلى جنب العازفين من الرجال .ربكم والحق لقد بهرني المنظر العام للفرقة والمشاهدين الذين كان بينهم أوربيون يشاركون مع العرب الأستمتاع بالعزف الموسيقي الجميل والمبدع . طبيعي كان بين النسوة محجبات عربيات يستمتعن بالعزف وصدقوني عدد الحضور يفوق عدد الحضور الذي كانت تشهده حفلات الفنانة العظيمة السيدة أم كلثوم .
الفن مثل الأدب ليس له دين أو وطن إذا كان بقصد الفن للفن نفسه أو الأدب للأدب نفسه وكلاهما الفن والأدب لهما عشاقهما من كل حدب وصوب ، ومن كل جنس ودين دون ما تفرقة أو تميز .
أقول قد إستمتعت بالعزف حتى بعد إنتهاء المعزوفة الموسيقية التي كان يعزف على " الكمان " رئيس الفرقة الذي غادرها  بعد ذلك الترحيب الذي رحب به الحضور وقوفا مصفقين له وللمايسترو، والعازفات والعازفين .واستمريت في المشاهدة والأستمتاع بالموسيقى وجمال الفن مع المشاركة الفعالة للمرأة العمانية .
النساء المشاركات في العزف كن مثل الورود في جنة رضوان كما يقولون مما أعطى لوجودهن وسط العازفين الرجال منظرا من أجمل مناظر الفرق الموسيقية التي شاهدتها من أي دولة في العالم . وبدأت أفكر فيهن وفي الحجاب الذي يرتدين فوق رؤوسهن .مما لاشك فيه كزي أنيق وراق ويضفي جمالا للحسنوات لعدم وجود مانراه مع الأسف لبعض المتحجبات اللآي يرتدين الحجاب ليس مثل ما كانت العازفات يرتدينه من بساطة وزوق رفيع إنتشر الحجاب كرمز من رموز العفة . بل أخذ البعض يقارنه بزي الراهبات وإن كان ذلك مخالف للواقع فالراهبة عندما تقبل الرهبنة تكون قد قبلت حياة الطهارة بعيدا عن كل مشتهيات الحياة من زواج وأولاد وملبس ومسكن وما شابه ذلك مما تفعله المرأة العادية . لأنها سلمت حياتها بالكامل لخالقها ومخلصها يسوع المسيح وخدمة الأنسانية وعندنا أمثلة قريبة إلى ذهن معظم القراء في شخص الأم تريزا البتول والتي وهبت حياتها لخدمة البشرية وعاشت وماتت وسط الفقراء والمعوزين والمرضى بعد أن رفضت كل مباهج الحياة .إذن لا وجه للشبه بين المحجبات والراهبات .. لأن المحجبة تعيش حياتها كأي إمرأة غير محجبة تأكل وتلبس ما تشاء مع الحجاب ، تتزوج وتنجب ، تحلم وتأمل ، تعمل ويمكنها الذهاب إلى السينما مع والدها أو شقيقها أوزوجها .. تسير على الكورنيش مع صديقها وتتسلى بـ " الترمس أو الدرة المشوية " ولا مانع من مسك إيد الحبيب في الطريق العام لأن الحجاب يضفي عليها صفة العفة والشرف ، وكأن المرأة الغير محجبة غير شريفة أو عفيفة . وكم أستغل الحجاب في إرتكاب المعصيات .
مع الأسف إنتشرهذا الفكر حول الحجاب وأصبح قناعا " للبعض حتى أكون صادقا " . لكن على ما أعتقد وحسب فكري المتواضع العفة والشرف ليس بحجاب ولا بالمظهر الخارجي ، إنما بالتربية الحسنة ومخافة الله فلا يرتدين الملابس " المحزقة " والتي تثير الغرائزو تظهرمنها ما لا يصح أن يظهر.
دعوني أقص عليكم حكايتان إحداهما حدثت معي وأخرى قرأتها . التي حدثت معي كانت في قطار 88 المجري في الخمسينات والمتجه من القاهرة إلى أسوان وكنا عادل وأنا عائد ان إلى عملنا في قنا . في تلك الليلة كان القطار مزدحما بطريقة غير معهودة على الرغم إنه درجة أولى وتانية فقط . إضطررنا للوقوف حتى مدينة المنيا على ماأتذ كروخلى مكان في ناحية وأخر في الجهة المقابلة . جلس عادل وكانت عن يمينه شابة لا تتعدى السادسة عشر من عمرها وعن يساره رجل معمم في منتصف الستينات من عمره تقريبا . بدأت ألحظ ميل الفتاة على عادل مما حدى بالجالس إلى جوارى النهوض ووضع حقيبة بينهما فظننت أنه قريبها .بعد فترة ترك الرجل الجالس إلى جواري المكان ونزل عند وقوف القطار . لا أنام في سفري مهما كانت المسافة .. في الفجر رأيت الحالسة أمامي تكتب أسمهاعلى زجاج القطار المغطى بشبورة الفجر وأتذكره حتى الأن لكن لن أذكره . كنا وحدنا في الصالون أربعة أشخاص ، هي والرجل المعمم وعادل وأنا . إستيقظ الرجل وبعد صباح الخير خرج إلى دورة المياه فطلبت من عادل أن يلاحظ الرجل وسألتها عن من يكون فكانت إجابتها أنه زوجي . تعجبت وقلت لها ربنا معاكي حظك كده . جاءت محطة نزولهما .. سلام .. سلام . وقفت وقلت لعادل دعنا نودعها . توجهنا الى نافذة القطار وهالنا ما رأينا .. إمرأة لا يظهر منها شيء من قمة رأسها حتى إخمص قدمها ، حملها رجل ووضعها فوق " الركوبة " وزوجها يسير وسط الأهل ولكم أن تتخيلوا حال مثل تلك المرأة التي لا شك لم يحمها من الخطأ والخطية ما ترتديه والذي يخفي ليس رأسها فقط ، بل كل جسدها .
الحكاية التانية عن أمير خرج مع حارسه يتجولان في حديقة كبيرة بعيدة عن المدينة . في أثناء تجوالهما سمعا صوت يشق الهواء ورأيا ماردا يحمل فوق ظهره صندوقا كبيرا . خافا وكانا قريبان من شجرة كبيرة .. جريا وتسلقاها مختبئين من المارد . هبط المارد عند الشجرة ووضع الصندوق أمامه وفتحه وأخرج منه صندوقا أخرا .. ظل يفعل هذا حتى وصل عدد الصندوق الأخير بسابع صندوق . فتح الصندوق السابع وأخرج منه إمرأة غاية في الجمال أجلسها ووضع رأسه على " فخذها " وبدأت تلعب في شعره حتى غاب في نوم عميق . أخذت تنظر حولها وإلى أعلى فوقع بصرها على الأمير وحارسه . طلبت منهما أن ينزلا ولا يخافا . نزلا من فوق الشجرة وهما يرتعبان خوفا من المارد .طمأنتهما وأزاحت رأس المارد جانبا وطلبت من كل منهما مطلب المرأة . بعد أن فعلا ذلك طلبت من كل منهما أن يعطيها خاتمه لتضيفه إلى سلسلة خواتم من ناموا معها .
خلاصة القول أن المرأة العفيفة الشريفة هي المرأة التي تعرف قيمة نفسها وتخاف الله وتحترم جسدها سواء كانت محجبة أو غير محجبة .. المهم أن تكون لها شخصيتها ولا تتبع هوى الغير وإستخدامه لها مخلبا يخيف به الناس .
أما المرأة المنقبة فهي بفعلتها هذه تكون قد أغضبت الله  بإخفاء صنع يديه من جمال باركه في عفتها وحفاظها على شرفها فخورة متباهية بما صورها سبحانه وتعالى من جمال يبعث الطمأنينة للناظر ويا لروعتها لو كانت ملاك رحمة كطبيبة أو ممرضة ، أو مدرسة فتعطي لكل من يتعامل معها فرصة التسبيح لله لجمال ما خلق ، على عكس النظر إلى المنقبة دون أن يرى الناظرإليها ما يطمئنه ويريح نفسه إن كان طفلا مريضا أو رجلا أو إمرأة ، أو تلميذا أو طالبا أو طالبة ..
الحجاب إذا كان رمزا للعفة والشرف إخلعيه لتثبتي أنك شريفة وعفيفة بأيمانك وثقتك  بالله وبأعمالك وأفعالك وحفاظك على عدم إغضاب الله وذويكي وليس من طلبوا منك أرتداء الحجاب .
وإن كان النقاب يخفي جمالك خشية الفتنة .. إخلعيه .. لأن جمالك من صنع الخالق الذي تباهى بك فصورك في أجمل صورة . فلماذا تعصين الله الخالق وتصرين على إخفاء عظمته وجمال صنعه والخضوع للأنسان الزائل والراغب في إستخدامك أداة يخيف بها عباد الله وبدلا من التسبيح بجمال الخالق يقولون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؟؟ يارب نجنا مما يخيفنا !! .. إخلعيه ولا تخافي فالله على كل شيء قدير ...
وأنا لا أحرض على العصيان .. لكن أقول للمرأة العربية ثقي بالله وبنفسك التي خلقها الله على أكمل صورة وأجملها . وأختم قولي وأقول لك لقد أعجبت جدا بالعازفات العومانيات المحجبات .. وأنت حرة في أن تتحجبي أو تتنقبي فلا إكراه فيما يفعل المرء مادام ما يفعله لا يسبب أذى أو ضرر للأخرين . لكن لا تكوني أداة للأخرين ... 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :