عرض: سحر غريب
تعتبر المرأة على مر العصور لغزاً مُحيراً أحتار معه الرجل وهو يحاول فك طلاسمها وكسب رضائها ونسى الرجل أن ما يرضيه ويسعده ليس بالضرورة هو ما يرضي أنثاه ويسعدها، ونسى أن الطبيعة هي التي جعلت من كلاهما مخلوقان مختلفان في كل شيء وعليهما أن يتعلما كيف يتعاملا مع هذا الاختلاف.
كتابنا محور عرض اليوم من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم والذي يُنصح بأن يتواجد نسخة منه في كل بيت للرجوع إليه عند حدوث أي مشكلة من مشاكل التواصل بين الرجل والمرأة، وهو للكاتب د. جون غراي الذي يقول أن كتابه هو نتيجة لخبرات علاجية عميقة ودراسات ميدانية عديدة.
الكتاب للمؤلف د. جون غراي وقام بترجمته إلى العربية د. حمود الشريف وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 2003 ميلادياً وهو صادر عن مكتبة جرير للنشر والتوزيع والكتاب مكوّن من حوالي أربعمائة واثنان صفحة من القطع المتوسط مقسم إلى ثلاثة عشر فصل يحاول من خلاله غراي فهم أساليب الاتصال بين الرجال والنساء.
في مقدمة الكتاب يقدم د. غراي شكره العميق لزوجته التي ساعدته على التوغل في أعماق النفس البشرية النسائية لكي يكسب رضاها، وقد تأكد من خلال تعامله معها أن اللمس والاحتضان والإنصات مهم جداً للمرأة أكثر من تقديم الحلول مباشرة، ويتكون الكتاب من ثلاثة عشر فصل كل فصل يناقش عدة نقاط مختلفة
ففي الفصل الأول والذي يحمل عنوانه نفس أسم الكتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة يتخيل الكاتب أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد بينما كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة اكتشفوا أهل الزهرة وبلمحة خاطفة أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد.
لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفناً فضائية وطاروا إلى الزهرة. فتحوا أهل الزهرة أذرعهم مرحبين بأهل المريخ وعاشوا داخل فقاعة من الحب السحري واحترم كلاهما اختلاف الآخر وعاشوا سنوات مع بعضهم في حب وانسجام ثم بعد ذلك قرروا أن يسافروا إلى الأرض كان كل شيء مدهشاً وجميلاً ولكن تأثير جو الأرض غلب عليهم وفي صباح أحد الأيام استيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة، فقدان اختياري للذاكرة وحدث تصادم كبير بين عقلية أهل المريخ وأهل الزهرة.
فالرجال يتوقعون أن تفكر النساء وتتواصل وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجال والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء نسى الجميع أن الرجال والنساء يُفترض فيهم الاختلاف ثم يناقش الكتاب اختلاف الجنسين بتفصيل دقيق ويعرض مظاهر هذا الاختلاف.
وفي الفصل الثاني وعنوانه السيد الخبير ولجنة تحسين البيت ويتناول فيه كيف أن قيم الرجال والنساء مختلفة بطبيعتها ويحاول الكاتب أن يفهمنا أعظم خطأين نرتكبهما عند التواصل مع الجنس الآخر فيقدم الرجال عن طريق الخطأ حلولاً بينما النساء يقدمن توجيهاً دون طلب مُسبق، وعن طريق فهم خلفيتنا المريخية/ الزهرية يصبح واضحاً لماذا يرتكب الرجال والنساء دون علم هذه الأخطاء.
في الفصل الثالث بعنوان يذهب الرجال إلى كهوفهم وتتحدث النساء وفيه يكشف لنا الكاتب الأساليب المختلفة للرجال والنساء في التعايش مع الضغط النفسي فبينما يميل أهل المريخ إلى الانسحاب والتفكير بصمت فيما يضايقهم، تشعر الزهريات بحاجة فطرية للتحدث والفضفضة عما يضايقهن. ثم يعلمنا إستراتيجيات جديدة للحصول على ما نريده في أوقات النزاع وعدم خسارة الطرف الآخر.
وفي الفصل الرابع كيف تحفز الجنس الآخر يكشف لنا الكاتب عن كيفية تحفيز الجنس الآخر فيتحفز الرجال عندما يشعرون أنهم مرغوبون وبأن هناك مَن يحتاج إليهم وعندما يشعر الرجل بأنه غير مُحتاج إليه في إطار العلاقة يُصبح بالتدريج سلبياً وأقل نشاطاً أما النساء فيتم تحفيزهن عندما يشعرن أنهن عزيزات فالنساء تتعب من البذل الكثير طوال الوقت ويرغبن أن يسترحن ويُعتني بهن فقط لبعض الوقت. ويكشف لنا الكاتب عن كيفية التغلب على أعظم تحدياتنا فالرجال يحتاجون إلى أن يتغلبوا على مقاومتهم لبذل الحب بينما يجب أن تتغلب النساء على مقاومتهن لتقبله.
وفي الفصل الخامس وعنوانه التحدث بلغات مختلفة يلقي الكاتب الضوء على كيف يسيء الرجال والنساء عادة فهم بعضهم البعض، فتفضل النساء التعبير عن المشاعر في مقبل تفضيل الرجل للتعبير عن المعلومات. ثم يقدم لنا قاموس العبارات المريخي/ الزهري لترجمة تعبيرات سوء الفهم المعتادة وأورد لنا الكاتب عدة أمثلة على ذلك مثل عندما تقول المرأة" إنني متعبة، ولا أستطيع عمل أي شيء" فتلك الكلمات البسيطة يسمعها الرجل كالآتي تعني "لقد كنت أقوم بعمل كثير اليوم. وأنت لا تفعل شيئاً يجب أن تقوم بعمل أكثر إني أشعر بيأس شديد أريد رجلاً حقاً أعيش معه لقد كان اختياري لك غلطة" أما ما تقصده المرأة هو "أنا أقوم بعمل كثير هل لي أن أرتاح قليلاً هلا تضمني إلى صدرك وتؤكد لي بأنني أقوم بعملي على أكمل وجه".
وسنعلم كيف أن الرجال والنساء يتكلمون ويتوقفون عن الكلام لأسباب مختلفة كلياً وستتعلم النساء ماذا يفعلن إذا توقف الرجل عن الكلام، ثم يوجّه الرجال لكيفية الإنصات أفضل دون إساءة فهم الطرف الآخر.
في الفصل السادس وعنوانه الرجال مثل الأحزمة المطاطية سنكتشف كيف أن للرجال والنساء حاجات حب مختلفة، يقترب الرجل ولكنه لا محالة يحتاج إلى الانسحاب بحيث يرتد إليها مثل الرباط المطاطي وستتعلم النساء أفضل الأوقات للأحاديث الدافئة مع الرجل وكيفية جعل الرجل يتكلم ويبوح بما داخله وكيف تبدأ المرأة حديثاً مُثمراً مع زوجها.
ثم نكتشف في الفصل السابع والذي جاء بعنوان النساء مثل الأمواج كيف أن مواقف الحب عند المرأة تثور وتسكن بانتظام في حركة موجية فتقدير المرأة لذاتها يصعد ويهبط مثل الموجة، وسيتعلم الرجل كيف يتعاملون مع هذا التبدل الفجائي في المشاعر، وسيتعلم الرجال أن يتعرفوا متى يكونون مرغوبين بشدة وكيف يستطيع الرجل مساندة امرأة، وكيف يقدم الدعم المطلوب منه بمهارة في ساعات الانكسارات دون أن يكون عليهم تقديم تضحيات، ثم تطرق إلى نقطة مهمة وهي أنه كلما تحققت حاجات المرأة المالية تصبح أكثر وعيّاً بحاجاتها العاطفية.
وبعنوان استكشاف حاجاتنا العاطفية المختلفة جاء في الفصل الثامن كيف أن الرجال والنساء يقدمون نوع الحب الذي يحتاجون إليه وليس الحب الذي يحتاج إليه الجنس الآخر، فالرجل يحتاج بصورة أساسيه إلى نوع الحب المُغلف بالاستحسان والثقة والتقبل والتقدير والإعجاب والتشجيع وتحتاج النساء بصورة رئيسية إلي نوع الحب المُغلف بالرعاية والتفهم والاحترام والإخلاص والتصديق والتطمين.
ثم يورد لنا لأخطاء التي يرتكبها الطرفان لإشعار الطرف الآخر بأنه غير محبوب ثم يوجه النساء إلى أفضل الأساليب لمساعدة الرجل لكي ينمو وهو التخلي عن محاولة تغييره بأي أسلوب مباشر أو غير مباشر.
في الفصل التاسع وهو بعنوان كيف تتجنب المجادلات يدلنا الكاتب عن كيفية تفادي المجادلات المؤلمة وسيتعلم الرجال أن يتوقفوا عن التعامل على أنهم معصومون من الخطأ وإنهم دائماً على حق فهم بذلك يضعفون من مشاعر المرأة، وستتعلم النساء كيف أنهن دون علم يرسلن إشارات استهجان بدلاً من عدم الموافقة وبهذا تشتعل دفاعات الرجل.
في الفصل العاشر بعنوان إحراز النقاط مع الجنس الآخر يعرض لنا الكاتب كيف أن الرجال والنساء يسجلون النقاط مع الطرف الآخر بطرق مختلفة: فعلى الرجل أن يتعلم أن كل هدية بالنسبة للزهريات تتساوى مع أي هدية أخرى بغض النظر عن الحجم، وعلى الرجل أن يتذكر بأنه بدلاً من التركيز على هدية واحدة كبيرة فإن التعبيرات الصغيرة عن الحب مهمة بنفس الدرجة ثم وضع قائمة بمائة طريقة وطريقة لتسجيل تلك النقاط مع المرأة.
ثم توجه إلى النساء لكي يقدم لهن نصائح تساعد على تسجيل نقاط باهرة مع الرجال عن طريق منحهم ما يحتاجون إليه من مشاعر إيجابية ومسامحة وتقدير معنوي لخدماتهم.
في الفصل الحادي عشر وعنوانه كيف تنقل مشاعر صعبة سيعلمنا الكاتب طرقاً للتواصل مع بعضنا البعض في الأوقات العصيبة ويناقش مختلف الأساليب التي يخفي بها الرجال والنساء مشاعرهم وأهمية المشاركة في المشاعر، ويوصي بأسلوب رسالة الحب للتعبير لشريكك عن المشاعر السلبية كأسلوب للبحث عن حب وتسامح أعظم.
ثم سنتفهم في الفصل الثاني عشر تحت عنوان كيف تطلب الدعم وكيف تحصل عليه لماذا تجد الزهريات صعوبة بالغة عند طلب التشجيع والتأييد، وكذلك لماذا يقاوم أهل المريخ عادة تلك المطالب، وسنتعلم كيف أن عبارات هل تقدر وهل تستطيع تطفئ من حماسة الرجال وأن الرجل يحتاج إلى استخدام الأسلوب المباشر وعدم اللف والدوران حول الأمر المطلوب منهم منعاً لسوء الفهم.
في الفصل الأخير والذي جاء بعنوان الإبقاء علي سحر الحب حياً وفيه ستكتشف الفصول الأربعة للحب فيرى المؤلف أن علاقة الرجل بالمرأة أشبه ما تكون بحديقة، ولكي تزدهر هذه الحديقة يجب أن تكون موضع اهتمام على مدار الفصول الأربعة، ويجب دائماً رش البذور الجديدة وقلع الحشائش الضارة وتأمين ماء السقاية النقي والحماية من الأمراض والأوبئة.
ويرى المؤلف أن الوقوع في الحب مثل فصل الربيع نشعر بأننا سنكون سعداء إلى الأبد، وخلال صيف الحب ندرك أن شريكنا ليس كاملاً كما توقعنا بل هو إنسان يخطئ ويصيب، ولهذا علينا رعايته والوقوف إلى جانبه أما في خريف الحب فسنحصد نتائج ما فعلنا في الصيف وهو وقت للشكر والمشاركة.
وفي شتاء الحب نحتاج إلى وقت من الانكفاء والتأمل في أنفسنا لنعالج ما بها من أخطاء حتى يأتي الربيع من جديد. وستتعلم كيف يمكن أن يؤثر ماضيك وماضي شريكك على علاقتك في الوقت الراهن وستتعلم طرق أخرى للحفاظ على وهج الحب وسحره.
ففي كل فصل من فصول الكتاب ستتعلم معلومة جديدة وسر جديد واكتشافات جديدة تساعدك على بناء علاقة حميمة ودائمة مع شريكك، ولكن عليك أن تكون صبوراً ومقدراً لكل خطوة صغير تخطوها فالعمل مع تلك الأفكار ودمجها في سياق حياتك يستغرق بعض الوقت.