الأقباط متحدون - تسييس الأفلام الكوميدية
  • ١٦:٥٨
  • الأحد , ٢١ نوفمبر ٢٠١٠
English version

تسييس الأفلام الكوميدية

جوزيف فكري

شغل سيما

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٢١ نوفمبر ٢٠١٠

* "نادر جلال": لابد أن يكون الموقف السياسي بالفيلم متوافقًا مع النسيج الدرامي.
* "محمد راضي": لا أحب أن أقحم مشهد سياسي فى فيلم ليس له أساس سياسي.
* "علي عبد الخالق": استغلال رمز سياسي فى فيلم فى غير محله، ركاكة فنية ويسئ للرمز نفسه.
* "محفوظ عبد الرحمن": أنا ضد تدخُّل الرقابة.. لابد أن يكون الجمهور على وعي.
* "يوسف القعيد": لابد أن يواجه النقَّاد والكتَّاب الأفلام التى تحتوى رموز سياسية دخيلة على العمل. 

تحقيق: جوزيف فكري

من الملاحظ أن هناك أفلام ليس لها علاقة بالسياسة ويتم تسييسها بإقحام مشاهد يحتوى على رمز أو مضمون أو موقف أو مدلول سياسي؛ لجذب الجماهير إليها، سواء كانت هذه الأفلام كوميدية أو غيرها. وهناك أيضًا أفلام سياسية تُعالج فيها الرموز السياسية بطريقة غير سليمة، وأحيانًا لا تحتاج لمثل هذه الرموز لكونها سياسية أصلاً.. فكيف نواجه الأفلام التى تلعب على عواطف وغرائز الجماهير باستخدام رمز أو مضمون أو موقف أو مدلول سياسي فى غير محله؟

بدايةً، قال المخرج "نادر جلال": لو أن المضمون السياسي كان نابعًا من دراما العمل، ومتماشيًا معه لا اعتراض عليه، لكنه لو كان خارجًا عن نطاق دراما العمل لا يكون مناسبًا. مشيرًا إلى أنه فى الأربعينات كان كل فيلم لابد أن يتضمن رقصة وأغنية، وفى الخمسينات والستينات كان لابد أن يتضمن خناقة ومطاردة. وجاءت أصبح لابد أن يتضمن كل فيلم موقفًا سياسيًا!! بعض النظر عن مدى احتياج الفيلم إلى ذلك. مؤكدًا أن أي مشاهد دخيلة، سواء كانت سياسية أو حركية أو غنائية أو درامية، يجب أن تُحذف.

ورأى المخرج "محمد راضي" أن هناك فرق شاسع بين فيلم يتناول موضوع يمس السياسة ويعالج قضايا سياسية هامة فى المجتمع المصري، وفيلم يمس قضية الإنسان في العالم كله. مؤكدًا أن البعض يأتي برمز سياسي داخل فيلم كوميدي أو غيره، كي يطفي صبغة سياسية على الفيلم ويكسبه أهمية، وقد لا يكون ذلك مرتبطًا بالموضوع. موضحًا أنه من الممكن عمل فيلم كوميدي سياسي، إنما لا يجب وضع رمز أو موقف سياسي داخل فيلم بعيد عن أي سياسة كي يكسبه أهمية.

واتفق مع الرأيين السابقين المخرج "على عبد الخالق"، موضحًا أن أي وضع سياسي يُستغل في "لقطة"، ولم يكون داخل نسيج العمل، يصبح دخيلاً عليه، وركاكة فنية. مؤكدًا أنه، ورغم أن أفلامه "إعدام ميت"، "بئر الخيانة"، "أغنية على الممر"، "يوم الكرامة" كان موضوعها قائمًا على الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أنه ركَّز على الموضوعية وعدم اللعب على غرائز "المتفرج" على حد تعبيره.

وأوضح المؤلف "محفوظ عبد الرحمن" أن هناك أفلام لها علاقة بالسياسة، إلا أنها تستخدم رموزًا ومدلولات سياسية بطريقة تفسد القضية، مدللًا على ذلك بفيلم "ليلة سقوط بغداد"، الذى ينقل للمتلقي احساس بمهاجمة العدو، وهو أمر "قبيح، وليس له معنى" فى رأيه. مؤكدًا أنه ضد تدخُّل الرقابة، حيث يجب أن يكون الجمهور على وعي، ويكشف هؤلاء الذين يكذبون على الناس، ويطرحون قضية سياسية غير منفعلين بها.

ومن جانبه، أكّد المؤلف "يوسف القعيد" أن فيلم "ليلة سقوط بغداد"، فيلم سياسي جيد لم تُقحم السياسة به. مشيرًا إلى أنه ضد كلمة "تسييس"، موضحًا أنها محاولة استغلال للسياسة من أجل جذب الجمهور إلى الفيلم، وهى محاولات سخيفة، نشأت من حرق العلم الإسرائيلي فى فيلم "صعيدي فى الجامعة الأمريكية" فى رأيه، حيث رأى أن بنية الفيلم ليس لها علاقة بـ"إسرائيل"، إنما هي بنية كوميدية. موضحًا أن ذلك، وللأسف الشديد، أصبح "موضة" فى الفترة الأخيرة. إلا أنه استثني منها فيلم "خيانة مشروعة" لـ"خالد يوسف"، والذى محوره الأساسي هو الفساد فى مصر وكشف الصحافة له، وفيلم "السفارة في العمارة" الذى يتحدث عن موضوع سياسي تمامًا.

واختتم "القعيد" حديثه، موضحًا أنه ليس لديه أمل في مواجهة الجمهور، مؤكدًا على ضرورة مواجهة النقَّاد والكتاب لمثل تلك الأفلام التى وصفها بأنها "بضاعة مغشوشة" ومحاولة لاستثمار موقف سياسي بما لا يجب الاستثمار فيه. وأضاف: لابد من وجود ضمير نقدي عام يواجه مثل هذه الأعمال ويوجِّه الجمهور.