بقلم – أماني موسى
ذات صباح وأنا أركض لألحق بحبيبي "المترو" وطأت قدماي عربة حبايبنا السيدات –يجعل كلامنا خفيف عليهم- وأخذت ألتقط أنفاسي بعد مرحلة الصراع في يوم الحشر.
وبينما ألقي بنظري في أخر العربة لمحت مسنة يبدو عليها التعب الجسدي كما النفسي، وتقوم ببيع أشياءها البسيطة والحاجة بجنيه، لم تكن تتسول أو تستعطف الركاب لأجل الحصول على بعض الجنيهات التي تساعدها على المعيشة.
في العادة بت أدرك جيدًا مافيا التسول وأساليبهم المبتكرة لابتزاز عاطفتك وسلبك أكبر قدر ممكن من أموالك أيها الكائن عفوًا الأهبل، ولكن طريقة هذه السيدة جذبتني، فاتجهت نحوها لأجد ابنها مقعد وهي تقوم بالبيع إلى أن تأتي محطتها فتنزل معه.
اقتربت منها في حذر ومنحتها قليل من المال، لأجدها تصر ألا تأخذ أي فلوس دون مقابل، مؤكدة أنها ليست شحاذة، وحين غلبت من الإلحاح، قلت لها لأجل ابنك وليس لك، احضري له بهم ما يرغب من حلوى.
لن أنسى نظرتها وأنا أودعها قاصدة محطتي، وهي تدعو لي "ربنا يسعدك ويفرح قلبك يا بنتي".
أتذكر قول أبي ومعلمي "مهم نعمل رصيد للسما وكنوز فوق مبتضيعش".