الأقباط متحدون | الربُ معك يا جَبّار البَأسْ ...!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٠١ | الاثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٣هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الربُ معك يا جَبّار البَأسْ ...!!!

الاثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
تَمتعتُ هذه الأيام بقراءة بعض الكتب الروحية ... ومنها خَرجتُ بنتيجة أن الكتابَ المقدس يدعو دائما إلي وحدتنا بالرب ... فأحببتُ أن تشاركون مَعي هذه التأملات التي تُبرهِنْ أنهُ مِنْ واجبنا أن نسعي دائما إلي وحدة الطوائف والتركيز فقط علي رب المجد , بغض النظر عن الطقوس والتقاليد المختلفة .
       كان جدعون عندما باغته ملاكَ الربِ , في الحضيض نفسيا, وفي أسوء حالة يُمكن أن يكون عليها إنسان , وعيناهُ لا تكاد تقويان علي النَظرِ من شدة التراب نتيجة تَخْبيطهُ الحِنطة في المعصرة ليُهربها من أعدائه الميدانيين فعَجَزَ عن رؤياه ... وبالرغم من هذا كُلُه يُنَادِيه ملاك الرب قائلا : " الرب معك يا جبار البأس". أكيد إعتبر جدعون هذا الكلام ما إلا سخرية لهُ ما بعدها سخرية ... فكيف يكون جبارا , وهو الخائف من الميدانيين , حتي أنه يكاد يخاف من خيالِهِ !!؟ ... لكن الرب يري فيه رَجُلاً بأس ... وأن هناك قوة روحية فعّالة في داخلِهِ علي وشك أن تنفجر.
      ملاكُ الربِ لا يوجِهْ هذا النداء لجدعون فقط ... بل يوجههُ لكُل مسيحي الشرق الأوسط ... فهو ينادي علي كل منا " الرب معك يا جبار البأس " لكن ينبغي أن يكون هناك فرق بيننا وبين جدعون لأنه ساوَرَهُ الشك حتي أنه أجاب علي ملاك الرب بأنهُ لا يستطيع أن يُصدِقْ هذه الحقيقة , وذلك لأن الرب الذي يذكرهُ لَهُ الملاك , يَختلفْ تماما عن الذي حدثهُ به آبائهِ ... فأين العجائب التي أخبروهُ بِها آباؤهُ ؟؟... ألم يخبروه أنهُ أصعدهُم مِنْ مصر !... إذا ً لماذا يرفضهُ الآن ويجعلهُ تحتَ رحمة مديان.؟؟؟؟  قضاة 6 : 11 – 13
  
كثيرون من مسيحي الشرق الأوسط  وبالأخص المتواجدون في البلاد العربية  ...  يتخذون نفس موقف الشك الذي إتخذه جدعون .  فنحن المسيحيون ما زلنا تحت ضغوط وإضطهادات والكيل بالمكياليين منذ دخول العرب هذه البلدان . وإن خفت قليلة , إلا أنها زَادتْ حِدة بعد ظهور الجماعة السلفية والمذهب الوهابي وبدأوا يبثون روحَ التعصب والفتنة والكُرْه في قلوب إخوتنا المُسلمين المعتدلين والذين يعيشون معنا من مئات السنين علي الحلوة والمرة ... بدأت هذه الجماعات في أعمالها الوحشية ضد مسيحي دول الشرق الأوسط ... لم تُفرق بين ملة وملة ... فبدأت تعمل في جذب القاصرات ليدخلن في ديانتهم ... بدأت تُخلق مشاكل مع الأديرة للإستيلاء عليها كما حدث الهجوم السافر علي دير ابي قانا ... تنفيذ حكم السجن لراعي تم إتهامه زورا بتزوير أوراق رسمية لصالح فتاة قبلت المسيح ... الهجوم داخل كنيسة إنجيلية بالمنيا منذ سنوات وقتل حوالي 4 من الشباب ... قتل شباب من نجع حمادي وهم خارجين من الكنيسة بعد الإنتهاء من قداس ليلة عيد الميلاد ... هدم كنائس قصرا , والوقوف ضد بناء كنائس لا أستطيع حصرها ... أحداث الإسكندرية وإلصاق الجاني بأنه مجنون لتثبت برائته ... حرائق بالجملة في قُري لمجرد إشاعة كاذبة أن شخصا مسيحيا صَاحَبَ فتاة مُسلمة ... الإزدراء بحياتنا المسيحية علي يد بعض الدعاة يبثون سمومهم عبر الفضائيات التي تتبع الحكومة والتي لا تتبعها .... وهكذا تتوالي الأحداث من بدأ القيام بمظاهرات تبدو أنها إعلان حرب علي المسيحيين , وذلك بالسب والشتائم لرموز المسيحية الأرثوذكسية , إلي مسيحي العراق ويهاجمون كنيسة النجاة الكاثوليكية في قلب بغداد .
 
   سوف لا نتمثل بجدعون ونترك الشك يبحر فينا ... لأننا نثق في مَواعيد الرب , كما أن وعدَهُ  صادق ، ينادي به إله المَرَاحِم ، مِنْ جيل إلى جيل " لو نسيت أم رضيعها فأنا لا أنساكم " أشعياء  49 : 15 . لكن علينا أن نفكر لماذا الرب تأخرَ عنا ؟ ... لماذا لم يُعطي سلام لإبنائه ؟؟ وعندما ننظر إلي الأسباب الحقيقية نجد أنه لا وجود للمسيح في ما بيننا ... كل جدعون ينتمي إلي ملة أو طائفة,  لديهِ مسيح مختلف تماما عَنْ جدعون آخر ينتمي إلي ملة أخري.
  أوصانا الرب وصيتين مهمتين لكي يُظهر مجدَهُ فينا ... وهاتين الوصيتين تشيران إلي الوحدة بين شعوب الكنائس الموجودة في أنحاء العالم بمختلف طوائفها والتي تقر بقانون الإيمان النيقوي :
أولا أن نثبت فيه  ... فأعطي لنا مَثل الكرمة والأغصان في يوحنا 15 : 1 - 11 «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. 3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. 5أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. 6إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ، فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ، فَيَحْتَرِقُ. 7إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. 8بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي. 9كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. 10إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. 11كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.

  ومعني التثبيت هنا هو الإلتصاق برب المجد ... لكي نكتسب قوة منهُ ... فالغصن يستمدُ قوتَهُ من الكرمة الأصلية , أما الذي ينفصل عن الكرمة وعن إخوته الآخرين الملتصقة , فسوف يجفْ ويضعفْ ويُطرح في النيران . وهذا المثل والذي يشير إلي قوة الوحدة بين أعضاء الكنيسة ورأسها , يشبهني بالعضو الضعيف , والمُنهار جسديا ونفسيا , هذا الشخص ليس أمامه إلا طريق واحد هو أن يلتصق بشخص أقوي منه لكي يكتسب منه القوة والشخصية ... فإذا إنفصل هذا الشخص عَنْ مَنْ إلتصق به سوف يعود إلي ضعفِهِ وهوانِهِ . فالثبوت في المسيح لجميع الطوائف هو الطريق الوحيد إلي إكتساب قوة روحية ونفسانية نستطيع بها أن نواجه كل هذه الإضطرابات والقلاقل .

كذلك يشبهني هذا الغصن الذي ينفصل عن أصل الكرمة بهؤلاء الذين يقفون أمام وحدة الأغصان وإلتصاقها بالكرمة الحقيقية ... لذلك علينا  أن نتصدي لهذه الأغصان الفاسدة ونطرحها في النار .. وهذه الأغصان تتمثل في وجود بعض الأعضاء ترفض أصلا فكرة الوحدة في المسيح وتعتبر نفسها هي الحق الوحيد .. بالإضافة إلي خروج بعض المجموعات من داخل كنائسنا ببدع جديدة وخرافات وهرطقات بعيدة كل البعد عن إيماننا القويم . فلتبحث هذه الأغصان لنفسها إلي نبات شيطاني تلتصق به.

أما الوصية الثانية هي أن نتمسك بالمحبة  حيث أنها أساس الوحدة لأنه هو الذي إختارنا :  12«هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. 13لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. 14أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. 15لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. 16لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. 17بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. يوحنا 15 :  12 – 17  .

 إختيار الله لنا لكي يعطينا الفرح والمحبة . فالفرح يملأ قلب المسيحي الحقيقي .. مهما كان طريق الحياة المسيحية شاقا ... المسيحي هو فارس المسيح المُبتهج ... أما المسيحي الذي يحاول تقطيع الجسد الواحد فهو مسيحي مُكمد الوجه ... حزين الملامح ... دامع العينين ... أسوء دعاية للحياة المسيحية  . لقد أوصانا أن ننشر المحبة وأن نحب أحدنا الآخر ... ولا نعيش في العالم وكأننا وُجدنا لينافس أحدنا الآخر , أو حتي ليتشاجر الواحد مع الآخر لمجرد أنه من طائفة مختلفة.

ليس أمامنا كمسيحيين إلاّ أن نكون واحدا في المسيح ... وأن نلتصق به ونثبت فيه وأن نحب بعضنا البعض ... وعندما نصل إلي هذا المستوي سيحق لنا أن يدعونا ملاك الرب  " الـــــرب معـــــــكم يا جبـــــــاري البــــــــأس "..!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :