الأقباط متحدون | تهديدات القاعدة مادة مطهِّرة انسكبت على جرح المواطنة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٩ | الاثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٣هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تهديدات القاعدة مادة مطهِّرة انسكبت على جرح المواطنة

الاثنين ٢٢ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* المواطنون:
- التفجير الذى حدث بكنيسة "سيدة النجاة" لا يقبله أي ضمير إنساني.
- التهديدات أحدثت تعاطفًا وترابطًا وتوحيدًا لصفوف الشعب دون تفرقة.
- لماذا تُرتكب هذه الجرائم البشعة باسم الأديان السماوية والأديان منها بريئة؟
- التهديدات أوضحت بما لا يدع مجالاً للشك، أن "مصر" مستهدفة من الجميع.
 
كتبت: ميرفت عياد 
خرجت علينا العديد من الهيئات والمنظمات السياسية والدينية، والمفكرين والعلماء، ببيانات وآراء تدين وتشجب الأحداث الإرهابية الأخيرة بـ"بغداد" من قبل مجموعة من الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة، الذين أعلنوا تهديداتهم المباشرة والصريحة للكنائس القبطية فى "مصر" فى حالة عدم تنفيذ رغباتهم، وإخراج "الأسيرات المسلمات"- كما اسموهن- من سجون الأديرة والكنائس، حيث أعطوا الكنيسة مهلة 48 ساعة، وبعد انتهاء المهلة حذَّر تنظيم القاعدة من بحور دماء قادمة فى الكنائس بـ"مصر".
 
من جانبنا، وبعد أن رصدنا ردود أفعال كبار المسئولين بالدولة على هذه التهديدات، قرَّرنا رصد رأي الشارع المصري فى هذه الأحداث الإرهابية، وفى تهديدات القاعدة للكنائس القبطية فى "مصر".
 
فى البداية، قالت "ماريان"- مهندسة: إن التفجير الذى حدث فى كنيسة "سيدة النجاة" لا يقبله أي ضمير إنساني مهما كان المعتقد الذى يعتنقه. مؤكِّدةً أن تعاليم الدين الإسلامي بريئة مما يُرتكب باسمها، فهى لا تستبيح قتل الأرواح الآمنة دون أى ذنب اقترفته. وأضافت: إن تهديدات القاعدة للكنائس لن تصيب كنائس "مصر" المحفوظة فى يد الله القدير، كما أن وحدة وتماسك عنصري الأمة، سيجعلنا نخطو فوق هذه الأزمة، عابرين إياها بسلام.
 
توحيد صفوف قوى الشعب
"هم أرادوا بنا شرًا ولكن الله أراد لنا خيرًا، أو كما يقولون: رب ضارة نافعة".. هكذا أوضح "مينا"- طالب جامعي- مشيرًا إلى أن التهديدات الأخيرة من قبل القاعدة لكنائس "مصر"، أرادوا بها ضرب الوحدة الوطنية وتفتيت صخرة المواطنة التى نلتجأ إليها عند حدوث أي أحداث طائفية عابرة، إلا أن حظهم العاثر جعل ما يفكرون فيه ينقلب إلى الضد، حيث أحدثت هذه التهديدات تعاطفًا و ترابطًا وتوحيدًا لصفوف الشعب- مسلميه ومسيحييه- دون تفرقة، وهبّ الكل للدفاع عن تدخل أى قوى خارجية فى مصير بلدنا التى نحبها جميعًا. 
 
وقدَّم "عماد"- موظف- خالص التعازي لأسر ضحايا كنيسة "سيدة النجاة" بـ"بغداد"، معربًا عن وحشية هذه الأحداث الإرهابية التى عادة ما تستهدف الآمنين المتعبدين لله فى الكنائس دون أى ذنب اقترفوه. وتساءل: أين الضمير الإنساني؟ وما هى القوة التى يتم بها السيطرة على هؤلاء الشباب الذين يقومون بعمليات انتحارية عن طيب خاطر؟ وما هو الهدف من إراقة دماء الأبرياء؟ وأكّد أن الإنسانية بأكملها، بجميع طوائفها ومعتقداتها، بريئة من هذه الجرائم.
 
لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد
"لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها.. لا تخافوا لأن شعور رؤوسكم محصاة..." هكذا أوضح "جورج"- مهندس كمبيوتر- وقال: "هذه هى رسالة الله لنا جميعًا بعدم الخوف، فقد ذكر الكتاب المقدس (366) مرة كلمة "لا تخافوا"، وكأن الله يطالبنا يوميًا بعدم الخوف. معلنًا أننا محفوظين فى رعايته. كما طالب جميع الناس بعدم الخوف وبالذهاب إلى الكنيسة للعبادة بشكل عادي، مع التقليل من الأنشطة الإجتماعية والثقافية التى تقوم بها الكنائس؛ للحد من الزحام والتكدُّس، حتى يسهل على رجال الأمن القيام بعملهم.
 
وأشاد د. "جميل"- أستاذ جامعي- بموقف جميع هيئات "مصر" السياسية والدينية ورفضها لهذا التهديد، وتضامنها مع المسيحيين فى الدفاع عن دور العبادة التى لا يسمح الدين الإسلامي بالمساس بها. معربًا عن سعادته بالبيانات التى أصدرها كل من مجلس الشعب والشورى والأزهر والإخوان المسلمين، وغيرهم، والتى ندّدت بهذا العمل الإرهابي الذى اُرتكب بكنيسة "بغداد"، كما شكر كل من أصدر بيانًا يرفض فيه الاعتداء على دور العبادة وأى تدخل أجنبي فى شئون "مصر"، وطالب المسلمين بالوقوف بجانب إخوتهم المسيحيين للدفاع عن الكنائس ومؤازرتهم.
 
ذعر ممزوج بغضب
وقالت "كاميليا"- ربة منزل: إنها لا تنكر أنه ارتابها الخوف والقلق عندما سمعت بهذه التهديدات للكنيسة، وعندما شاهدت ما حدث للأبرياء في كنيسة "بغداد". موضحةً أنها تحدَّثت إلى الأب الكاهن الذى زرع بذور الاطمئنان فى قلبها، وأوضح أنهم سيقومون بتخفيض أنشطتهم والحد من التكدُّس والتواجد المستمر بالكنيسة، على حد قولها.
 
ووافقها الرأى "ميشيل"- موظف- الذى أشار إلى أنه أحس بالذعر لسماعه تلك التهديدات الفجة التى ألقت بها القاعدة دون سابق انذار، إلا أن ذعره هذا ممزوج بغضب. وتساءل: لماذا تُرتكب هذه الجرائم البشعة باسم الأديان السماوية والأديان منها بريئة؟ لماذا كل هذه القتال ولصالح من؟ لماذا يزج بالدين فى الحروب والأطماع السياسية؟
 
النيل من وحدة الوطن
وعلى الجانب الآخر، قال "محمد"- طالب جامعي: إنه يرفض أي تهديد لأي فرد أو منشأة مصرية مهما كانت، وبالأحرى لأى دور للعبادة والمتعبدين الآمنين فى كنائسهم. مضيفًا أن التهديدات لا تستهدف المسيحيين فقط، بل تستهدف جميع شعب "مصر" وتريد النيل من وحدة هذا الوطن لتمزيقه لسهولة السيطرة عليه وتدميره، ونحن نعي هذا المخطط جيدًا. مؤكدًا أنهم لن يسمحوا لتنظيم القاعدة أو أى تنظيم آخر أن يستبيحوا دمائهم ويقتل إخوانهم، وإنهم سيقفون لهم بالمرصاد، وويل لمن يحاول الاقتراب من بلادنا ومن هذا الشعب بمسلميه ومسيحييه.
 
ووافقه الرأي "خالد"- مدرِّس- موضحًا أنه كثيرًا ما يحاول البعض قلب الدفة فيعدلونها، حيث أن تهديدات القاعدة أرادت نشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد؛ فهب الجميع كرجل واحد مدافعين عن وحدة وطنهم وأمن إخوانهم فى الوطن. مطالبًا القاعدة بقراءة التاريخ جيدًا، فالشعب المصري يقف صفًا واحدًا فى الأزمات، لا تفرقة بين مسلم ومسيحي، الأمر الذى ظهر فى ثورة 1919 وفى نكسة 1967 وفى انتصار أكتوبر 1973، فرصاص العدو لم يفرِّق بين مسلم ومسيحي من أبناء هذا الوطن.
 
رصاص الغدر
ورأى "علاء"- طبيب- أن هذه التهديدات الإرهابية للكنائس المصرية، هى بمثابة مادة مطهِّرة انسكبت على جرح المواطنة لتطهِّره وتداويه من تلوث أفكاره بالتعصب ورفض الآخر؛ ليُشفى الجسد ويتعافى ويستعيد حيويته، ويستطيع مواجهة الأزمات السياسية والإقتصادية العديدة التي يعاني منها أبناء الوطن دون تفرقة بين مسلم ومسيحي. مشيرًا إلى أن هذه التهديدات توضِّح بما لا يدع مجالاً للشك، أن "مصر" بموقعها الإستراتيجي وريادتها للمنطقة، مستهدفة من الجميع، ولن يحمى جبهتها من رصاص الغدر سوى التمسك بوحدتنا ونبذ خلافاتنا التافهة، والتعاون سويًا من أجل رفعة شأنها.
 
وفى النهاية، أدان "إسلام"- موظف- الأحداث الإرهابية التى وقعت بكنيسة "سيدة النجاة". مستنكرًا تهديدات القاعدة لأقباط "مصر" وكنائسها، ومطالبًا الأزهر وجميع الهيئات والجماعات الإسلامية، بإعداد حملة لدحض أفكار تنظيم القاعدة التى تخالف الدين والشريعة الإسلامية، وإظهار الصورة السليمة لتعاليم هذا الدين الذى يرفض الإعتداء على دور العبادة، وإراقة دماء الأبرياء دون ذنب اقترفوه، والتأكيد على التسامح وقبول الآخر وعدم التعصب، واحترام حرية الإنسان فى ممارسة شعائره الدينية. 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :