بقلم: ويصا البنا
تعليقاً على ما تم نشره في الجرائد القومية في الخبر التالي:
طالبت اللجنة المشتركة من الدفاع والأمن القومي والشؤون الدينية بالبرلمان المصري بإصدار قانون عاجل يجرم الفكر البهائي المنحرف بمختلف صوره وشرائعه ومحاكمة المروجين له وملاحقتهم أينما حلوا من أجل تخليص مصر من خطرهم الداهم وفق رأي أعضاء اللجنة.
وأجمع نواب الأغلبية والمعارضة في الإجتماع على أن البهائية تعتبر جماعة سياسية تخضع للصهيونية، وزعيمهم المزعوم تمَّ دفنه في عكا، وبقية أفراد هذه الطائفة قبلتهم عكا، وعندهم الصلاة 19 ركعة، والصيام 19 يوماً فقط. (انتهى الخبر)
وكالعادة انتهى الخبر وترك تساؤلات عديدة تنتظر إجابات!
أولاً: لماذا التأكيد الآن على أن البهائية خطر ويجب محاربتها؟
منذ متى والبهائيين في مصر؟
لماذا تركهم الشعب المصري وحكوماته المتعاقبة يعيشون بيننا وهم يخضعون للصهاينة كما ذكروا في تقريرهم؟
أليست هذه جريمة في حد ذاتها؟
أم أن المسئولين عن الدولة نايمين في العسل ومش عارفين مين وطني ومين خائن؟
بالطبع لا يخفى على الطفل الرضيع أن هناك أسباب أخرى من ضمنها الحكم الصادر للبهائيين بإثبات ديانتهم في البطاقة وهي شرطة (-)، وأشياء أخرى نرجو أعضاء البرلمان الحاليين والسابقين الإجابة عليها لماذا الآن الحرب على البهائية؟!
ولكن ليس هذا كل ما في الأمر يوجد شيئاً خطير جداً وهو..
إذا تم إقرار التشريع المزمع بتجريم البهائية ماذا سيكون مصير البهائيين في مصر؟
هل الإعتقال؟ وهل سنعتقل أسر وأطفال ونساء؟
أم سنجبرهم أن يتحولوا إلى دين آخر؟
وهل الأديان الأخرى ستقبل بهم وهي تعلم تمام العلم والثقة أنهم لا يؤمنون بما في هذه الأديان أو بالدين الذي سينضمون إليه؟
اليهودية لن تقبلهم ولا المسيحية لأن الإنضمام إلى المسيحية يتطلب شروط عديدة لتضمن الكنيسة أن من ينضم إليها هو مؤمن حقيقي فالعملية بالنسبة للمسيحية ليست سهلة، وكذلك اليهودية كحد علمي..
إذاً ماذا عن الإسلام؟
هل سيقبلهم وهم غير مقتنعين به أو بتعاليمه؟
وإن فعل فما هو الضامن أن لا يعملون من داخل انتمائهم إلى الإسلام وجذب آخرين ليصبحوا خطراً على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً..
إذاً لن يتبقى شيء سوى أن نقتلهم في ميدان عام وندفنهم في مقابر جماعية ونكتب عليها دول صهاينة وإحنا اكتشفنا الموضوع ده بعد ما الإخوان حكموا البلد..
لا أعلم ماذا يحدث الآن في بلدي مصر؟ ولماذا لا ندرس القرارات قبل أن نتخذها ولا نفكر بها؟!!
أنا أناقش الأمر بموضوعية شديدة ومحايدة، فأنا مع حرية الإعتقاد وحرية الرأي ولكن أتساءل أي دين يقبل هؤلاء؟
بالأمس مشروع قانون حد الردة على المتنصرين والمرتدين، واليوم تجريم البهائية وماذا بعد؟
إلى أين أنتِ ذاهبة يا مصر؟!
ويصا البنا
lesanelshaap@hotmail.com