كتب/ هـاني شـهدي
تلعب شخصية الخادمة او " الخدّامة" دوراً هاماً في الكثير من أفلام السينما المصرية وكذلك المسرحيات خصوصاً في فترة الخمسينات والستينيات من القرن الماضي، يتكرر مشهد الخدّامة بتفتح الباب للضيف وهي اول من يستقبل لذلك هي عنوان كرم وشياكة للمنزل، كتير من الافلام تبدا اولي مشاهدها بالخدّامة التي تقوم بدور الراوي لانها الوحيدة التي علي دراية بكل خباية المنزل وهي بئر اسرار لكل شخصياته برغبتهم او بدون رغبتهم.
يمكننا النظر لشخصية الخدّامة علي انها شبه مؤشر يعكس الواقع الاجتماعي لتلك الفترة،منازل الطبقة المتوسطة الخدّامة شخص متكرر في افلام تلك الفترة ،لا تعبر عن مدي تعظم معيشتهم بقدر ما تعبر عن احلام والآلام اصحاب المنزل المتوسطة، تعبر عن مستوي اخلاقي راقي للمصريين في تلك الفترة حيث يعاملها الجميع باحترام علي انها تقدم خدمة ومساعدة لافراد المنزل وليس باستعلاء او تطاول او تحرش.وفي نفس الوقت الاسرة لديها من الإمكانيات المادية ما يجعلها قادرة علي دفع مرتب الخادمة ولديها من البراح المكاني ما يجعل هناك ركن او حجرة صغيرة للخدّامة.
وفي منازل الطبقة الراقية ، تظهر الخدّامة بدور المربية او "الدادة" التي ثتق بها الاسرة اكثر من دورها كخادمة ،ففي سراية طاهر باشا الفنان " ذكي رستم" يستامن ابنه للدادة ام الخير لتربية ابنه بعد طلاقه من زوجته نوال الفنانة فاتن حمامة،كذلك عزمي باشا رئيس البوليس السياسي بمل جبروته الفنان محمود المليجي اهمل نصيحة الجميع ، الوحيدة التي استمع لها خادمته انه " مينكدش علي بنته ليلة عيد ميلادها فيلم غروب وشروق.كانت ارحم علي الابنة من ابيها.
الخدّامة لعبت ادوار اخري بجانب دورها الرئيسي فهي مرسال الغرام بين البطل والبطلة ،هي خفيفة الظل التي تشيع البهجة وتلطف جو المنزل،وبرغم ذلك تجدها المتهم الاول في اي حادث سرقة لمجوهرات " ستها" صاحبة المنزل ،وهي اول من يصنع منها المخرج والمولف بطلة لاغراء البطل رب المنزل. او هي حلقة الوصل بين اعداء المنزل وشخصيات المنزل،وبرغم انشغالها مع البطلة في قصة حبها مع البطل الا انها لا تهمل حياتها العاطفية وغالبا بتحب " سفرجي " المنزل المجاور.
اشهر خادمات السينما المصرية الفنانة وداد حمدي،وتعد الفنانة كاميليا اجمل جميلات السينما المصرية التي قامت بدور الخادمة، وشاركت في فيلم بريطاني بعنوان " Cairo Road".وقد احبها الملك فاروق منذ اول مرة راها فيها في حفلة من حفلات كازينو " حليمة بالاس".