الأقباط متحدون | لا تربية ، و لا تعليم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:١٣ | الاربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦ | ٨بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٦٠ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تربية ، و لا تعليم

الاربعاء ١٥ يونيو ٢٠١٦ - ٢٠: ٠٨ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ماجد سوس
       ما يحدث في إمتحانات الثانوية لهو أمرٌ عن جد خطير فالمشهد يزداد سوءاً في مجتمع فقد كل مقومات النخوة و الرجولة فبعد ان قام نفر منه بتعرية أم فاضلة في حادثة مخذية امام أعين الدنيا ، ها هو المشهد يتكرر بعد ايام قليلة بتعرية الوطن الأم بكارثة لا تقل في أي حال من الأحوال عن الكوارث الطبيعية التي تصيب الشعوب فأنا ارى بالفعل انه زلازل مدمر يدمر المجتمع و ضربه في مقتل ، فتسريب اسئلة إمتحانات الثانوية يخفي وراءها إنهيار مجتمع بأكمله فهي بمثابة جريمة تمس أمن الدولة العليا ، تحتوي على غش ، تدليس ، فساد ، رشوة ، سرقة ، احتيال ، نصب ، اهدار مال خاص متمثل فيما تتكبده الأسرة المصرية من مصاريف و تكلفة باهظة و بالطبع اهدارا للمال العام أيضاً.

سلسة الجرائم التي ذكرتها أقل من تللك الجرائم النفسية التي تصيب الطالب المجتهد الذي يسرق منه تعبه و مجهوده و لعل الأزمة النفسية التي مرت بها الطالبة مريم في العام الماضي تكشف كم الظلم الذي أحاق بها حين اجتهدت كعادتها و تم التلاعب في ورقة إجابات و ضرب بتظلمها عرض الحائط رغم شهادة أساتذتها و الخبيرة المتخصصة المحايدة التي اطلعت على اوراق إجابتها و جزما بأن هناك تلاعب واضح .

خطورة الأمر اننا اصبحنا امام مجتمع يسير بظهره و بدلا من ان نجد لدينا مجدي يعقوب اخر او احمد زويل اخر سنجد اطباءنا على مستوى جهاز الكفتة او من يتركون الفوط و المناديل و المقات في أحشاء المرضى كما سنجد المهندسين الذين لا يتورعون في غش مواد البناء المسببة في انهيار المباني و الكباري و سنجد انفسنا اما قضاة يذنبون البريء و يبرئون المذنب و امام قادة يبيعون ذممهم بأبخث الأثمان .

السؤال الذي تبادر في ذهني ، هل هناك ارادة سياسية و مجتمعية من حل مشكلة التعليم في مصر و التي ضربت المجتمع في مقتل منذ بداية السبعينيات من القرن الفائت .

لقد تم تسريب اسئلة الإمتحانات بإجابتها النموذجية هذا العام ، و هذا معناه ان هناك جريمة و تواطؤ يسهل كشفه بداية ممن وضع أسئلة الإمتحان ثم الناسخ و الطابع و الناقل و ربما يصعب كشفه لتورط كبار رجال الدولة فيه فقد انما الى علمي ان هناك لجان أنشأت خاصة بأولاد الضباط و القضاة و لست اعلم مدى صدق الرواية و ان صحت فنحن نكون امام اقصى معدلات الفساد عرفه الإنسان .

كأستاذ مساعد في معهد أمريكي للغات أتذكر في بداية عملي ان هناك طالب أمريكي تظلم لأني أعطيته درجة زيادة يرى انه لا يستحقها و حين أفهمته ان إجابتك تقترب من الصواب ، فقال لي اسف انا لا اقبل درجة لا استحقها فألغيت الدرجة بناء على إلحاحه و كنت مصدوماً من تلك الآمانة .

أتذكر أيضاً أنني ، ذات مرة كنت اراقب الطلبة في الإمتحان النهائي في ولاية هاواي ، وجدت طالبا متوترا و مرتعشا و كاد ان يصاب بمرض فإقتربت منه محاولاً تهدئته وحين هممت مساعدته و بدأت بقرأة احدى الأسئلة معه ، صرخ في وجهي قائلا من فضلك أستاذ لا تحاول ان تساعدني فأنا لا اقبل ان انجح بالغش !! فقلت له بالطبع لن أغششك و لكني فقط أريد ان اهديء من توترك فشكرني بإبتعدت عنه و انا فخور به.

يقال ان وزارة االتربية و التعليم تعج بالفاسدين و بالإخوان و السلفيين و لكن و ان سلمنا بخطورة هذا فإن القرار الآن لا بيدهم بل بيد آخر فهل الآخر اتفق الجميع على تعرية الوطن امام الدنيا . هل اتفق الجميع على تدمير المجتمع و أجياله هو ارتضى الجميع ان تتحول وزارة التربية و التعليم الى لا تربية و لا تعليم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :