الأقباط متحدون | القنوات الفضائية وشجر الكراهية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٠٨ | الجمعة ٢٦ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٧هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

القنوات الفضائية وشجر الكراهية

الجمعة ٢٦ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جميل يوسف
أعترف انى ترددت لبعض الوقت عندما دعانى الدكتور" رأفت وليم" مديرقناة الشفاء الاميركية التى تطلقها للعالم محطة" تى. بى. أن" الشهيرة لندوة حول الأعلام المسيحى الى أين ؟  وسر ترددى يرجع  الى ما أتابعه من آن الى آخرلفوضى الفضائيات العربية وكيفية تدنى الحواربين البشروغياب فن الاصغاء واحترام الراى الاخر، ولا أود ان أغوص الأن فى أسباب هدا النشازوالضجيج المهوس والتلوث البصرى والسمعى من برامج تافهة غيرهادفة وبلا معنى أو رسالة ومجرد طق حنك ، وليس بمستغرب أن تعرف سر ضعف أغلب البرامج فى الفضائيات.

والمتأمل للسبب يدرك أنه "ضعف الاعداد، فالمعد ليس الشخص الدى يلم مجموعة من الشخصيات العامة لكى يتحدثوا فى موضوع ما ، وهو الشخص الموهوب الدى يعرف أسرار الفضائيات وجادبية العرض ومن الملائم للحديث والايقاع السريع، وهو من يتحمل المسئولية الفكرية للبرنامج ويخرج من خزائن ضيوف حلقانه أفضل من لديهم من أفكار وآراء ودررتغنى وتمتع المتفرج وتجلسه  بشغف امام الشاشة بالساعات بلا ملل ، وتشوق للمزيد من الاراء والافكار.

وقد رأيت فى الدكتور رأفت وليم هدا النمط من المعدين ومقدمى البرامج الدينية على شاشة قناة الشفاء ، فالرجل يعرف جيدا رسالته ومسئولياته واحترامه لعقل المشاهد وخطورة دور الأعلام فى هدا العصر، وهو ينبش بنفسه عن المهارات والمواهب والعقول الواعية والباحثة التى لديها القدرة على تحريك بركة السأم ليضع "شاشة الشفاء" فى الصفوف الأولى للفضائيات المسيحية ، وهو واع  للدنيا وخبايا الأعلام وهو صوت مثقف محيط بما حوله من احداث ، واختيارمحطة "تى. بى. أن" له كمدير لقناة الشفاء أختيارعاقل وموزون وفى محله.

اما عن الندوة فقد لمست فى كل الضيوف والمشاركين بالاتصال التليفونى للبرنامج روعة التوقف والتأمل عن أسباب الكراهية بين الاديان والدعوة الواعية لاستصال واقتلاع شجر الكراهية من النفوس وشجاعة فى القول والرأى ودون الخوف ومواجهة صادقة لفيروس التعصب الاعمى ، فبدون المواجهة سنظل ندور فى نفس الساقية وسيأكلنا لغط الأيام.

وفرحت بمشاركتى ومتابعتى لكل الأراء الواعية فى تلك الندوة التى خلت من السفسطة والتفاصيل الصغيرة التى طالما يقع فيها الكثيرين وتبعدنا عن الجوهر، وأعتقد بأن كل دعوات الحب والتسامح والتقارب وجدية والتزام الحوارالصادق بين المسيحيين والمسلمين فى الشرق الأوسط والعالم ليست مجرد "فورة" أو حماس مِؤقت ولا هى مجرد يفط أعلامية تسعى وراء الخروج  عن السيناريوهات المحفوظة فى القنوات الفضائية.

صدقونى ليس اسهل من من زراعة غابات من اشجار الكراهية وليس أسهل من أقتلاع هده الاشجار من جدورها التى فى النفوس ، وللأسف بعضنا كل يوم  يزرع  هده الشجرة ، لان فى اعماقنا الحقد والغضب والثورة دفين ، ونحن لانريد دفنه وانما أحياوه واضحا لكل عين وفى كل عين.

وفى أستطاعة أى أحد أن يقتلع هده الشجرة ، ولكن هل نستطيع أن نقتطلع معناها. ولابد من اقتلاع المعانى والالفاظ الكريهة التى تملء اسماعنا كل يوم عبر الفضائيات والانترنت. وانا أعرف جيدا بان الامر يحتاج الى وقت ، والوقت يجب أن يكون مليئا بالعمل ، والعمل هو تصحيح مستمر لاخطاء ومصادمات كثيرة وقعت فى الماضى ، حتى لا نقع مرة أخرى فى الخطأ ، ويجب أن لا نعرف الملل ، فالدى يستشعر الملل يجب أن ينحى نفسه جانبا عن هده القضية.
ولايزال معاوية هو أبو السياسة والحكمة عندما قال:

لو كانت بينى وبين الناس شعرة ما أنقطعت ، أدا شدوها أرخيتها ، وادا أرخوها شددتها.

نحن بحاجة الى هز الواقع وغربلته و النظر اليه بعين فاحصة ولا مانع من تغيير الخطط واعادة تقييم الصيغ والوقوف عن اللها ث الاعلامى  لنسلط ضوء فكرنا على الواقع المريرالدى وصلنا اليه وليس النيات والاحلام الطيبة والسادجة المؤدية للهلاك وتضييع الوقت في  حكايات لاتجدى والبعد عن الحساسيات المتشنجة فى مواجهة مع الدات ونسيان الماضى ، فلولا نعمة النسيان لدقنا عداب التدكر الدائم للاساءات والصدامات.

نحن فى حاجة ملحة الى تعميق الشعوربالخطر، ولدينا ما هو أخطر من دلك: عدم الاحساس بالخطر، والبلادة التى هى توأم اللامبالاة بنت السطحية أم الانتهازية.

أتمنى أن تجد فى لقاء هده السطور ما يغسل احزانك.

محاكمة قنديل
المحاكمة الجنائية التى يتعرض لها الأعلامى حمدى قنديل بتهمة السب والقدف عن طريق النشر فى حق وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط بسبب مقال أهوج وغير مسئول فى جريدة "الشروق" قال فيه:
"ان وصف أبو الغيط لاسرائيل بالعدوهو تصريح سقط سهوا من فم الوزير الدى عادة ما تسقط من فمه الكلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم " بحسب قول قنديل فى مقاله.
هل هدا يعقل ويصدر من أعلامى كبير مثل حمدى قنديل فى حق وزير محترم يحظى بالتقدير والاحترام فى معظم دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الاميركية والدول الأوروبية ، لكن يبدو بأن السبب يرجع الى تصلب وغرورحمدى قنديل المعروف عنه بعد أن ضل الطريق مند زمن بعيد ولم يعد أحد يدكره لا من بعيد ولا من قريب فقد ظل طوال تلك السنين يلعب على كل الاحبال المعروفة والغير معروفة ليبحث لنفسه عن بقعة ضوء  تبعث به من جديد لمسرح الاضواء والمشاهيروالسلطة  فى جولات و مهاجمات شرسة غير مبررة ضد كل ما هو اميركى وأوروبى والمنادة بافكار شادة وغريبة لمقاطعة كل ما هو أميركى ، مع اننا جميعا نعلم جيدا بشغف وولع قنديل والسيدة حرمه  بكل ما تنتجه الماكينات الأميركية من تكنولوجيا متفردة فى العالم من كومبيوتر،وموسيقى، وأفلام، وتليفونات محمولة ،وازياء، ودخان ، وسيارات  وثلاجات ، وعطور الى أصغرالة فى بيته وفى مكتبته وفى سيارته الفاخرة.
مسكين قنديل فهو معجون حقد وكراهية وتعصب أعمى على كل ما هو غربى وعربى ويعتقد فى قرارة نفسه أنه موهبة نادرة وفريدة وهبة من السماء الى المصريين وغير المصريين وأفضل من الجميع فى كافة العصور، وأن لزم الامر لزوم "البرستيج" الى أعتناق والتحلى بكل ما هو غريب من أفكارسياسية ومواقف عنترية فى مواجهة ومناطحة المسوؤلين الكبار لجدب الانتباه اليه والحديث عنه أطول وقت ممكن.
وقنديل أكبر من ان يتأسف ويعتدر أو ان يقول سامحونى ويعتقد بأنه محصن وله كل الحق فى شتم الاخرين وتلويث سماعاتهم ولا يسمح أويجرؤ أحد على توجيه أية أتهامات ضده أو مقاضاته ومطالبته بالتعويض ، ويرجع كافة الاسياب فى موا قف السلطات المصرية ضده بأنه بسبب بطولاته السياسية حتى أنه فى لحظة من لحظا ت غياب العقل وصف الأمة الأسلامية بأنها : " لم تعد أمة محمد بل أمة مهند {الممثل التركى الشهير فى مسلسل نور}" . وكما قلنا غرور قنديل يمنعه من الاعتدار وعدم الاعتراف بالغلط حتى بعد هدا التصريح الخطير والقى بكل اللوم على الوزير أبو الغيط متهما أياه بتحريض المسلمين ضده والأساءة الى سمعته وتشويه صورته. 
والحق يقال بأن الشارع العربى لا يعرف الان عن الأعلامى حمدى قنديل أكثر من أنه زوج الفنانة الرقيقة الموهوبة نجلاء فتحى وهو أرتباط غريب وعجيب يتحير منه الكثيرين ومهم كاتب السطور.
ويبدو أن قنديل جزء من ظاهرة عامة شادة وغريبة تفشت مؤخرا فى مجتمعنا المصرى والعربى وهى أفتقارنا للغة وأداب الحوار والحديث وعدم الأعتدار والأعتراف بالخطأ واحترام أراء واحاسيس الاخرين ، وهو الأمر الدى أصبح متنشرا كالوباء فى الأوساط الاعلامية والفنية والسياسية والأجتماعية اليوم ، وأن لديك شك فى دلك ، فأنصحك أن تشاهد وتقرأ وتسمع الى كل ما تعرضه لك القنوات الفضائية والصحف والمجلات العربية لتعرف  حجم الماساة الأخلاقية التى نحن بصددها والتى نرأها أمام عيوننا تتفاقم كل يوم عن يوم فى كل الشارع العربى ومازالنا تلوز بالصمت والغيبوبة فى مواجهتها ، وسوف لا تتعجب بعد الأن من أسباب أنتشار الفوضى ،  وقلة الدوق ، والفهلوة والفساد والهمجية والتدنى بلغة الحوار الى الحضيض فى كافة ظواهر حياتنا الأجتماعية وفى كافة الوسائل الأعلامية والأتصالات وغيرها ، ومن تناول وأحتراف الاغلبية من أجيالنا الصاعدة للغة عجيبة ومنطق وأخلاقيات غريبة لم نعهدها من قبل. أننى أنبه عن كارثة اجتماعية وأزمة أخلاقية غير حضرية خطيرة للغاية تسيربنا  بأقصى سرعة الى التخلف والتدهور والرجعية  وأرجو أن لا نتصدى لها كالمعتاد بمنطق: قول ياباسط




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :