إنها حقًا مسألة حياة أو موت
بقلم: سحر غريب
بملامحه الرجولية التي حصل عليها حديثاً، وشنبه الذي خط نتؤاته البارزة فوق فمه، وحبوب الشباب التي ترمح علي صفحة جبهته، أخذ"هيثم"يحلق ذقنه ويلبس ملابسه استعدادًا لخروجه لمقابلة مجموعة من أصدقاءه، ليتسكعوا قليلاً قبل أن تعود أيام الدراسة إلي سابق عهدها.
يقولون أن يوم البنت بسنة خصوصًا لو كانت المرآة أمام وجهها، معذورون فهم لم يروا بعد"هيثم"،وهو يقف أمام المرآة ليرتدي ملابس الخروج.
يمسك"هيثم"بالمشط الخاص به ليحرك خصلات شعره المتطايرة ذات اليمين وذات اليسار، ثم يستقر الشعر للخلف مثبتًا إياه بكمية كبيرة من الجيل المُثبت للشعر، لا ينسي اليوم الذي أجبره فيه أبيه علي حلاقة شعر رأسه، بعد أن اشتكت أخته الكبيرة من انتهاء كريم الشعر الذي يساعدها علي تيسير تمشيط شعرها الطويل، بسبب الكمية الكبيرة التي يستهلكها"هيثم"يوميًا علي تصفيفه شعره، الذي كان طويلاً تقليدًا لـ"أحمد حلمي"في فيلمه الجديد، وقتها والذي ترك فيه شعره منسدلاً، يومها أقسم والده يمين طلاق أنه سيتبرأ من"هيثم"لو لم يحلق شعر رأسه فوراً، وعندما تخلص"هيثم"من خصلات شعره الهفهافة عفا عنه أبيه، ومع انه امتثل لرغبة والده إلا انه لم ينسي يومًا القهر والذل الذي شعر به وهو يمتثل لأوامر والده.
"أحمد"يقف الآن أمام دولابه متحيرًا، ماذا يرتدي أيرتدي الشورت الذي لبسه البارحة، أم يرتدي البنطلون بني اللون.. حقًا إنها لمعضلة، تساءل عن رأي صديقه"بهاء"ثري الشلة وممولها المادي عنه، وماذا سيقول عنه لو رآه يرتدي الشورت الذي اختفي لونه بفعل وضعه في الغسالة مع بعض الملابس الحمراء لأخوته البنات، هل سيعتبرها موضة جديدة أم سيسخر من عدم قدرته علي شراء شورتًا جديدًا غيره .
جلس علي"الفيس بوك"وهو يرتدي كامل تفاهته، وكتب علي حائطه الخاص اليوم قررت الخروج، فماذا أرتدي هل أرتدي البنطلون أم أن الشورت أفضل.. أنها حقاً مسألة حياة أو موت.. أرجوا الرد سريعاً.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :