المناخ الطائفي هو المعوق الرئيسي لمشاركة الأقباط
السياسة لغتها الخداع والدين لغته الصراحة

كتبت: ميرفت عياد

طلب القساوسة من الأقباط فى القداس الأول أمس الأحد، النزول إلى المقرات الانتخابية والتصويت لمن يمثلهم، ليكون للمسيحي صوتًا في المشاركة السياسية. ووفقًا لما ورد بجريدة "اليوم السابع" فقد طلب الكهنة من الأقباط عدم الالتفات للمطالب التي تنادي بمقاطعة الانتخابات، خاصة بعد أحداث العمرانية، وأكدت مصادر قبطية، أن هذه التنبيهات جاءت بناءً على تعليمات البابا شنودة، لحث الأقباط على المشاركة السياسية في أكبر جولة انتخابية.

تعقيبًا على الخبر، قال دكتور "جميل عبيد بباوي" -طبيب الأمراض النفسية، وأمين وحدة الميرلاند بالحزب الوطني- لـ"الأقباط متحدون": يجب على الأقباط أن ينخرطوا في العمل السياسي سواء في الحياة الحزبية عن طريق الانضمام للأحزاب المختلفة، أو المشاركة في الانتخابات، والانضمام إلى مؤسسات المجتمع المدني، ليقف جميع المصريين جنبًا إلى جنب من أجل إعلاء شأن بلادهم، والعبور بها إلى بر الأمان والتقدم والرخاء، كما طالب الكتاب والمفكرين، بإعداد الدراسات التي توضح الدور الوطني للكنيسة القبطية ورموزها، من أجل التعريف بوطنية الأقباط وعطائهم الدائم، عبر مراحل التاريخ المختلفة، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر، الأمر الذي يقلل من حدة الاحتقان الطائفي، ويذيب الثلوج المتراكمة على تلك العلاقة، ويزيد من شان الانتماء الوطني.

وأشر بباوي إلى أن المشاركة السياسية للأقباط يعرقلها العديد من المعوقات، منها المناخ الطائفي الذي أصبح متغلغلاً في جميع نواحي الحياة؛ السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، داخل مصر، والأحاديث المتعصبة من قِبَل البعض، والتي من شأنها أن تشحذ فكر وقلوب الناس ضد الآخر، وتعطي لهم معلومات مغلوطة تساعدهم على النفور، ورفض وعدم تقبل الآخر، هذا إلى جانب غياب تكافؤ الفرص، والمساواة بين جميع أفراد الشعب، واختيار الأصلح لشغل المناصب، بعيدًا عن أية اعتبارات دينية أو عقائدية أو طائفية، متعجبًا من تديين الحركة السياسية، وربطها بالعقائد، مع أن السياسة هي لغة المكر والخداع ، والدين هو لغة الصدق والصراحة.