الأقباط متحدون | املأ سواقينا يا ربّ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:١٤ | الاثنين ٢٩ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٠هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

املأ سواقينا يا ربّ

الاثنين ٢٩ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: زهير دعيم
الخريف باهتٌ، كئيب ، بدون زخّات المطر تُغسّل الاشجار العارية والكاسية وخدود الطرقات.
الخريف حزينٌ بدون وهج البروق يُلوّن الآفاق ويزركش النواحي.
الخريف كلمةٌ جافّة، مُغبرّة بدون الغيمات تُوشّح السّماء وتُغطّي وجه شمسها نهارًا وقمرها ليلاً، وترسم لوحات جميلةً تتماوج مع كلّ هبّة ريح.
الخريف الباهت، الكئيب، الحزين، يستوطن في هذه السّنة في بلادنا ويأبى أن يغادر.. إنّه عنيد، حرون وغليظ الرقبة.
وننظر إلى السّماء، ونتوسّل إلى المُبدع الأروع، ربّ الخيرات، لعلّه يُشفق علينا ويأمر الانحباس بالرّحيل.
ننظر إلى الغرب، لعلّ هناك من غيمة صغيرة بقدر كفّ اليد، تأتينا من لدنه لتملأ أوديتنا وسواقينا بعسل الحياة، فتزغرد معها الحياة  والحقول والبقول والزّنابق، وتدبّ الحياة في الإنسان والحيوان وتجاعيد الزّمان.
إنّه المُعطي بلا مِنّة.
إنّه معطي الحياة وباعثها.
 
إنّه "كل ما شاء الربّ صنع في السماوات وفي الأرض، في البحار وفي كل اللجج
المصعد السحاب من أقاصي الأرض. الصانع بروقا للمطر. المخرج الريح من خزائنه" ( مز 135).
لقد اشتقنا في الشّرق إلى البقول يا سيّدي!!...الى طبخة "العلت"  و"الخبيزة" والهليون وإلى كلّ خيراتك المجّانيّة تسكبها على الفقراء والمعدمين والأغنياء.
اشتقنا إلى "قعدات" العائلة حول موقد النّار، نتلذّذ بشيّ الكستناء، والأحاديث الطّليّة والترنيمات تشقّ العنان إلى السماء.
اشتقنا إلى حبّات المطر تُوقّع فوق زجاج النوافذ سيمفونيّة جميلة.
اشتقنا إلى العاصفة تطرد من نفوسنا الخمول والكسل وأوراق الخريف الصّفراء.
اشتقنا إلى قوس قزح يُعيدنا إلى محبتك، ويُذكّرنا بفجورنا وتوبتنا وبطوفانٍ لن يعود.
  اشتقنا إلى حساء شهيّ، نحتسيه على مَهَل ونحن نتاول من مائدة خيراتك عشاءَنا.
  إنّنا نتوسّل إليــــــــــك يا ربّ ونرجوك، فشرقنا يبكي بلا دموع، فالعطش أخذ منه مأخذًا، فشقّق خدوده، ويبّسَ شفتيْه.
  إنّنا نتوسّل إليــــــــــــــك يا ربّ أن ترحم شعبك في الشّرق، فتُلمّع وجوههنا بدهن خيراتك، وتبلّ شفاهنا بغيثك، وتُحيي أوديتنا بمائك.
  الميلاد على الأبواب، ذكرى ميلادك يا يسوع؛ هذا الميلاد الذي قسّم التاريخ إلى قبل وبعد.. هذا الميلاد الذي ما عهدناه إلا آتيًا إلينا بالخير العميم....آتيًا على أكف السُّحب وأكتاف الرّياح وجفون العواصف.
 أتتركنا عطاشى!!!
 أتترك ذكرى ميلادك الأغرّ يمرّ والرّياح الخمسينيّة تحرق أعصابنا؟!!
لا أظنّك تفعل.
وأحدنا -ونحن الخطأة-  لا يعطي ولده حيّة إن طلب منه سمكة، فكيف بك وأنت الإله الحنّان؟!!
غدًا أو بعد غد ستعود ترقص الموجات في أنهارنا وسواقينا.
غدًا أو بعد غد ستبتسم الأزهار والزنابق واللوز في كرومنا ومروجنا.
غدّا أو بعد غد سترفع السنابل رؤوسها متباهية في حقولنا.
 فقد كنت بالأمس وستكون اليوم وستكون غدًا موسم فرحنا وخيرنا  يا الله.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :