بقلم : د. رأفت فهيم جندي
هذه الايام هي الذكرى الثالثة لخروج الملايين من المصريين لإقصاء الاخوان من الحكم. والطريق مازال طويلا لإصلاح بعض مما فسد، كما عادت أيضا بعض المؤسسات القديمة مثل الداخلية وخاصة في تعاملها مع الاقباط لنفس ما انتهجته ورضعته منذ أيام السادات ومبارك.
وإذا كانت شعوب العالم الثالث لا تملك الا الخروج للشوارع وإعلان العصيان المدني لإقالة الحاكم المتشبث بالسلطة كما حدث في الشرق الأوسط ومصر، فأن الشعوب الغربية تثور أيضا على حكامها الذين ينافقونهم ولا يعبرون عما يجيش بأفكارهم ولكن عبر صناديق الاقتراع.
أحدث ثورة غربية على الحكام حدثت في بريطانيا بعد ان اقترع معظم البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
حتى وان كان الكثير من البريطانيون يندمون على انفصالهم فأن السبب الكامن الذى لم يجرؤ معظم السياسيين البريطانيين ان يفصح عنه ان البريطانيين يرون ان بلادهم تُحكم من الاتحاد الأوروبي، وان هناك خطر قادم من الشرق الأوسط يهدد ثقافتهم ولا يملكون ان يوقفوه لان العقوبات ستنالهم من اتحادهم وباستمرار نفاق زعمائهم الذين يطلقون عليه فقط "اسلام فوبيا" أي ان الخوف منه هو فقط تخيل ووهم وليس حقيقة، هذا بالإضافة لكراهية عنصرية من البعض ضد باقي شعوب الاتحاد الأوربية.
وكما قالت شويكار من قبل "الفيل في المنديل" فان الفيل الذي لا يجرؤ ان يناقشه الساسة البريطانيين ويظنون انهم يخفونه في المنديل هو التطرف الإسلامي الزاحف إليهم، ولقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني كاميرون انه ضد الانفصال ولكن البريطانيون ثاروا عليه وقالوا له "لا" .... فلم يملك غير الاستقالة.
الوضع الاقتصادي لبريطانيا اهتز ومعظم من نادوا بالانفصال كانوا يعلمون هذا، كما ان الوضع الاقتصادي في مصر اهتز لزوال مبارك ولكنها الحرية التي لا تقدر بثمن.
انفصال بريطانيا سيعقبه انفصالات لدول آخري خاصة من الدول التي ترى الخطر الداهم من الاتحاد على تقاليدها ومبادئها، والشعوب الغربية لا تخدع طويلا لأن صناديق الاقتراع تحسمها.
السياسة البريطانية مسؤولة ومشاركة في الغزو الأمريكي الاثيم للعراق الذى جلب الخراب للمنطقة، والذى بسببه كان الخراب الداعشى المتفشي الآن في المنطقة، والذى نالهم منه في اوروبا وامريكا تماما كما حذرهم السيسي منذ بضعة سنوات.
وبينما السيسي كان يحذر الغربيين من خطر الإسلاميين المتطرفين فأنهم يرعون ويمرحون ويمتلكون حزبا في مصر ويحرقون بيوت اقباطها!
الذي يجذب الكثير من الامريكان لمساندة ترامب هو صدقه الفج بعكس التلون السياسي للآخرين، والثورة الامريكية القادمة ستكون على نفاق ومداهنة نظام أوباما للإسلاميين في شخص المداهنة هيلارى كلينتون بالرغم من تهور وغوغائية ترامب، ولم يتبقى غير أربعة أشهر على الثورة الأمريكية التي ستؤثر في العالم كله.
وعندما زار أوباما البرلمان الكندي الايام السابقة استقبله صبيان البرلمان يقفزون ويلهون حوله وهم يمرحون ويتمنون له فترة ثالثة مع ان الشعب الأمريكي يكاد أن يتقياه.
وكما يقول النشيد الكندي " يا رب أحفظ كندا" فمن الممكن أن نضيف له هذا العام "بالرغم من صبيانية نوابها"