سيدة النجاة فى قرية الإرهاب
بقلم : د.عاطف نوار
لم يكن مقصورا على مصر فقط .. بل شمل أوطان الوطن العربى بُغية تصفيته من عباد المسيح أملا فى إعادة الخلافة مرة أخرى .. فأضحى و أمسى ذاك الوطن قرية للإرهاب .. ما شاهدناه جميعا بعيوننا و سمعناه بآذاننا يؤكد أن مسيحيى الشرق الأوسط يعيشون فى قرية للإرهاب .. بل و يؤكد أن إرهاب عبد الوهاب أصبح عالميا يرمى للعودة إلى عصر الفتوحات الإسلامية التى توقف عند بلاط الشهداء .. إرهاب أساسه واحد .. أسلوبه واحد فى الكر و الفر .. تشريعه واحد لا يعاقب القتلة و المجرمين إذا كان المجنى عليهم من غير المسلمين .. و فى النهاية يكون أسلوب الثعالب الذى "يقتل القتيل و يمشى فى جنازته" حيث نسمع إخواننا المسلمين فى أرجاء الوطن العربى يشجبون و ينددون و يدينون الإرهاب و يستنكرون بل ينفون كون هؤلاء المجرمون مسلمين فالدين منهم براء .. أسلوب معروف و سيناريو مكشوف على مر الأجيال نما و ترعرع فى عصرنا الحديث فى مصر و الجزائر و المغرب و العراق و لبنان .. إلخ.. توالت المذابح الإسلامية على مسيحيى الشرق من الخانكة إلى نجع حمادى فى مصر إلى المذابح المستمرة فى الجزائر إلى حرب لا تنتهى فى لبنان و كان آخر هذه السلسلة حتى الآن ما حدث فى كنيسة سيدة النجاة فى العراق .. فلم يمر ثلاثة أعوام على مقتل المطران فرح رحو و إلقاء جسدته على قارعة الطريق إلا ودخل مجموعة من الشباب الأشقياء الجهلاء المسوقين بافكار الإرهاب البالية داخل كنيسة سيدة النجاة فى بغداد و احتجزوا المصلين بها من سيدات و أطفال و رجال عزل و فى النهاية قتلوا العشرات و تركوا العشرات جرحى .. كانت كلمات هؤلاء الإرهابيين الجهلاء تنحصر فى إتهام المصلين بالكنيسة بالكُفر ف" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار(المائدة:72- 7). ولهذا فاقتلوا و" قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ(التوبة 29) و أيضا " وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا(الأحزاب 26 و 27)...
و كانت نداءات الكراهية لهم " يا عباد الصليب " تملأ أرجاء الكنيسة .. ثم كانت الرسالة النهائية من العراق موجهة لأقباط مصر تحمل تهديدا للكنيسة المصرية بالويلات ما لم تُسلم كاميليا شحاتة و أخوتها الأسيرات كما ادعوا .. كان هؤلاء الصبية الإرهابيين من جنسيات عربية مختلفة قاموا بجريمتهم الشنعاء مؤكدين أن العالم العربى هو قرية الإرهاب.. جاءت تلك المذبحة كحلقة فى مسلسل الإرهاب المُستمر عرضه على مسرح قرية الإرهاب العربية .. جاءت تلك المذبحة تتويجا للجهود المصرية التى قادها سليم العوا و محمد عمارة فى التحريض على على إرهاب و قتال الكنيسة و التعدى على قداسة البابا شنودة " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ(الأنفال 65).. و استجابة لهذه الجهود خرج المُصلين من المساجد عقب الصلاة فى جمعة كل اسبوع يسبون الكنيسة و بطريركها و يتفلون على صورته و يسبونه بأقذع الشتائم التى لا تليق بأناس أدوا الصلاة لربهم .. و إمعانا فى إكتمال منظومة الإرهاب فى قرية الإرهاب كنا على الموعد السنوى فى محافظة قنا و تحديدا فى مركز أبو تشت حيث يجتر مسلمو قرية النواهض ما فعله إخوانهم فى فرشوط فى نفس هذا الموعد من العام الماضى و قاموا باختلاق علاقة ملفقة بين شاب قبطى و فتاة مسلمة قام على إثرها إرهابيو القرية البواسل بحرق 12 منزلا قبطيا و نهب ممتلكات الأقباط هناك و كالعادة تحت مباركة الأمن الباسل إلى درجة منع وصول سيارات الإطفاء إلى القرية .. و يبدو أن هذا هو مقدمة لنجع حمادى جديدة مع إطلالة 2011 .. خاصة و قد وافق الحزب الوطنى النابه على ترشيح نائبه الكداب عبد الرحيم الغول بطل مذبحة نجع حمادى 2010 مرة أخرى فى انتخابات البرلمان المصرى الموقر .. جاءت مذبحة النواهض فى أعقاب تهديد سيادة الرئيس مبارك للإرهاب ووعيده بأنه لن يسمح لأحد لأن ينال من وحدة مصر الوطنية .. تفاخر د. على السمان المستنير بكلمة السيد الرئيس " لن أسمح " و اعتبرها صمام أمن لأمن الشعب المصرى و خاصة الأقباط منه.. و كانت النتيجة فى قرية النواهض .. إن الكارثة تكمن فى إستغلال رجال السياسة للإرهاب الإسلامى كوسيلة يحققون بها أهدافهم السياسية فى ضرب منافيسهم أو لتحقيق بعض التوارنات و التاريخ يشهد بنتائج اللعب بهذه النيران .. و كان حادث المنصة جرسا إنذاريا لكل من يلجأ لهذه اللعبة .. أناشد كل ساسة العالم الحكماء و محترفى السياسة أن يستيقظوا و يفيقوا ليقمعوا هذا الإرهاب الذى استشرىفى الوطن العربى و يمتد زاحفا ليشمل العالم أجمع .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا .. أفيقوا
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :