الأقباط متحدون | الموت حُباً
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٢٨ | الجمعة ٣ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٤ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الموت حُباً

الجمعة ٣ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك
الحب عاطفة يحملها الإنسان ويجعله يشتاق لحبيبه ويتوق إليه ويفكر فيه، ويحسب حساباته قبل أن يفعل شيء لألا يغضبه، ومن يحب مصر يحبها لأنها مصر، ولأنها وطنه ولهم حق في ذلك، ولكن السؤال هل يمكن حبك لأهل دائرتك يدفعك إلى أن تضحي بنفسك وتتقاتل مع غيرك عشان تخدم أهل دايرتك، ماذا سيعود عليك بتقاتلك مع الآخرين؟ وهو القتال الذي قد يؤدي بمقتلك، هل هذا هو الحب موتاً؟!.

ويحكي لي صديقي الذي لا أعرفه، عن أحدهم قاده حبه للسلطة أن يموت نفسه حبا،ً ويحب مديره حتى ينتحر من فرط الحب، ويضحي بحياته وحريته واحترامه لنفسه واحترام غيره له حتى يصل لأعلى الكراسي، ولا يهمه أن يخسر نفسه، وذلك في سبيل أن يربح العالم كله، والله هو أعلم ماذا سيحدث حال وصوله لما يريد؟ وهل سيطيق وسيتقبل نفسه حينما يصل؟ وهل من حوله سيغفرون له ما فعله؟ بل هل هو سيغفر لنفسه ما اقترفه في حق ذاته؟ وهل ستكون تضحيته التي سيضحيها أو ضحاها تساوي مكاسبه. كل هذه الأسئلة سألني إياها صديقي الذي لا أعرفه وهو يبتسم ويتبع أسئلته بقوله "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!"

وهل ما فعله المرشحون في أنفسهم وفي غيرهم يعد حباً في مصر حتى الموت أم أنه ستعود عليهم منافع تستحق التضحية؟ أخشى ما أخشاه أن كل مرشح من مرشحينا الذين كسبوا أو حتى الذين خسروا بعدما يضحون بكل غالي وثمين أن يكتشف أن ما ضحى لأجله لا يستحق، وحينها لن يستطيع التعويض أو حتى استدراج واستدراك ما فاته.

ومصر ليست وطن نحبه، ولكن مرشحينا أثبتوا أنه وطن يمكن الموت لأجل خدمة شعبه، وبين التضحية بالحياة لأجل تحرير الأرض في أكتوبر 1973 وبين التضحية بالحياة لأجل خدمة الشعب أمر مثير، والبون الأكبر أن تضحي بحياتك كلها بقرار قد يؤذيك العمر كله لأجل خدمة ذاتك.

والسلطة لها بريقها، والكرسي مريح، ومصر تستحق لكن لو لم تكن تضحيتك لأجل مصر فباطل تضحيتك، ولو كانت تضحيتك لأجل حكومة مصر ومن يحكمونها، فيا ليتك ما ضحيت، وما حاولت الاقتراب من كرسي السلطة، فلن يذكرك التاريخ إن كنت فقط تقول نعم، ولن يذكرك إن كنت فقط تقول لا، ولكن سيذكرك إن كنت تقول الحق، وأين الحق يا مصر؟ فقد يكون قد ضاع بين الأقدام وقد يكون في أجازة، ومصر تحلم بغد أفضل تستعيد فيه من يضحون لأجلها، ولأجل من يحبونها بجد.

المختصر المفيد إن أردت التضحية فضحي لأجل من تحب، ولا تضحي بنفسك بأشياء لا تستحق.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :