الأقباط متحدون - لسنا كلنا دواعش .. لسنا أتباع أردوغان
  • ١٧:١٨
  • الثلاثاء , ١٩ يوليو ٢٠١٦
English version

لسنا كلنا دواعش .. لسنا أتباع أردوغان

محمد حسين يونس

برديات أمحوتب

١٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦

محمد حسين يونس
 كتب ديورانت في قصة الحضارة المجلد الثاني  ((لعل الفتح الاسلامي للهند أن يكون أكثر قصص التاريخ تلطخا بالدماء إن حكاية الفتح لمما يبعث اليأس في النفوس لأن مغزاها الواضح هو أن المدنية مضطربة الخطي وأن مركبها الرقيق الذى قوامه النظام ،الحرية ، الثقافة والسلام قد يتحطم في لحظة علي أيدى جماعة من الهمج تأتي غازية أو تتكاثر في الداخل متوالدة))

  هذا عن المغول في الهند حول عام الف ميلادى و ليس دواعش العصرفي العراق  و الشام

((في سنة 997 تولي شيخ من شيوخ الاتراك يسمي محمود سلطنة دولة صغيرة تقع في الجزء الشرقي من أفغانستان تسمي غرنة وأدرك محمود أن ملكه ناشئ وفقير ورأى الهند عبر الحدود بلدا قديما غنيا فزعم لنفسه حماسة دينية تدفعه الي تحطيم الوثنية الهندوسية وإجتاح الحدود بقوة من رجاله تشتعل حماسة بالتقوى التي تطمع في الغنيمة و التقي بالهندوسيين آخذا إياهم علي غرة  في (بهمناجار) فقتلهم ونهب مدائنهم وحطم معابدهم وحمل معه كنوزا تراكمت هناك علي مر القرون حتي إذا عندما عاد الي غرنة أدهش سفراء الدول الاجنبية بما أطلعهم عليه من الجواهر واللآليء غير المثقوبة و الياقوت الذى يتلألأ كأنه الشرر والزمرد والماس وكان محمود كلما أقبل شتاء هبط علي الهند وملأ خزائنه بالغنائم وأمتع رجاله بما أطلق لهم من حرية النهب و القتل حتي إذا ما جاء الربيع عاد الي بلاده أغني مما كان ))((فلما رأى سائر الحكام المسلمين ما خلعه التوفيق من جلال علي اللص العظيم قامت قبيلة الغوريين التركية بغزو الهند و الاستيلاء علي دلهي و خربوا معابدها وصادروا أموالها ليؤسسوا لانفسهم سلطنة دلهي الاستبدادية التى جثمت علي شمال الهند ثلاثة  قرون )) تاريخ المسلمين في الهند والفظائع التي إرتكبوها هناك من الهام فهمها جيدا لانها كانت النموذج لما يفعله البدو في الحضارات الغنية المستقرة .

ما فعله المغول في الامبراطورية العباسية او التتار في الشام والعراق مشاهد متكررة  من القتل واحتقار الثقافة والفنون والاستيلاء علي الصبايا و الغلمان وكلها باسم الدين . إنه دين الرعاة الاجلاف الذين يحقدون علي الشعوب المستقرة المطمئنة فيقومون بغزوها .

و لكن هذا جانب واحد من الصورة هناك جانب أخر طوره الموالي(فرس و شوام ومصريين و أمازيج ) علي أطراف الامبراطورية وجعلوا منه قراءة أكثر إنسانية .

الاسلام كما خرج من الجزيرة العربية لم يكن يحمل معه الا بعض القصص و الاحاديث و آيات القرآن التي تتلي ولا تقرأ فدخل الي أقطار كانت تزخر بالمباني و المعابد و التماثيل و النظم الادارية المستقرة و الثقافة المتوارثة وكانت أغلب هذه الاقطار لها لغتها وعملتها ونشاطاتها الخاصة التي لا يوجد ما يماثلها لدى المسلمين.. وكالماء يأخذ شكل الوعاء الحاوى إتخذ الدين الجديد أشكالا و قراءات متعددة  قراءة رومانية للدولة الاموية ..وأخري فارسية للدولة العباسية ومصرية في زمن الفاطميين . 

في مصر ظهر التوافق بين الدين الجديد والموروث الحضارى في إحلال أولياء الله الصالحين مكان (النترات) المقدسة في القرى والمدن والمديريات .. و كان يتزعمها اهل  البيت (الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة ) ، وأصبح للفقه الاسلامي فلسفات تدور حول وحدة الكون وخالقه والانسان فيما تطور بعد ذلك للطرق الصوفية وريثة مدرسة هليوبليس(أون) .. وكان المصرى التقي يزاول نفس طقوس أجداده خلال صلاة الفجر فتستمع الي الادعية والابتهالات التي كانت تدبج لرع وآمنو بتاح ولكنها أصبحت لاله المسلمين و رسوله .. المصرى لم يكن يأكل الخنزير ولا يفرط في الشراب الا في الاعياد والموالد .. وكان متسامحا يقبل الاخر بحيث عاش الي جوار المسلم الشيعي أخوه السني والقبطي والمسيحي واليهودى يعانون جميعا من ظالم واحد وديكتاتور واحد ولكنهم فيما بينهم زاولوا ما كان أجدادهم يفعلونه مع الاديان الاخري المحلية او الواردة ..

ترتيل القرآن، ابتهالات العيد، إحترام النساء خصوصا الام، النظافة، العمل، الصبر، التضحيه كلها صفات إستنكرها الغزاة وإعتبرها اهلها إسلوب ارقي من إسلوب حياة الاجلاف المحتلين .

الدين الاسلامي في مصر اثناء الحكم الفاطمي ثم بعد غدر صلاح الدين بهم وتأسيس الدولة السنية الشافعية .. كانت تحمل في الحالتين ملامح الامة المتحضرة .. التي تقبل القانون وتخاف الله ويوم الحساب وتأمل في  أن يحسن الله ختامنا .

الهجمة الوهابية الحديثة  (اخر غزوات الرعاة) كانت الاكثر خبثا وتهديدا للهوية لقد بدأت بغزو وإسقاط قيم هذا الشعب و أحلت محلها تعصب ضد الاخر وإحتقارا للمرأة وسيادة الضبط والربط والطاعة  لتحول أعضاء الجماعات الاسلامية الي ربوتات متشابهة شكلا وموضوعا لنموذج بدائي لفظة المصريون منذ اربعة عشر قرنا ولازالت اثاره باقية في قبائل العربان اللصوص والبلطجية الذين يعيشون علي الاتاوات المفروضه علي المجتمعات المحيطة .

 إسلامنا آمن بأن لا فضل لعربي علي أعجمي الا بالتقوى ,أن الناس سواسية كأسنان المشط وبعدالة التوزيع للدخل و بتعاطف وتساند أفراد المجتمع  واحترام العهود والمواثيق أما دينهم فيحضهم علي القتل وتفجير الآمنين وظلم المخالفين والتزوير والكذب كتقية والكتمان ومفاجئة الآخر والتمتع بالنساء بالف طريقة ووسيلة ..إنهم لازالوا جوعي رغم مليارات الدولارات التي تصب في خزانتهم بسبب الجاز  ونحن قانعون نحمد الله علي اللقمة و الستر ونوفر من القليل للنفقة عليهم أثناء الحج .

لا يا إبني إسلامنا غير إسلامهم لهم دينهم و لي دين.