الأقباط متحدون | "حلمي سالم": المناخ الديني المتشدد يعود إلى ضيق الأفق والاستبداد السياسي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٢٨ | السبت ٤ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٥ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"حلمي سالم": المناخ الديني المتشدد يعود إلى ضيق الأفق والاستبداد السياسي

السبت ٤ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* د. "عماد أبو غازي": هناك العديد من القضايا والتحديات التي تواجه المبدعين والكتَّاب.
* د. "اقبال بركة": بالقلم والكلمة أبدع أجدادنا، تاركين للبشرية تراثًا خالدًا.
* الكاتب "عز الدين شكري": الكاتب هو صوت المهمَّشين والمحبطين والمتخلى عنهم.
* الشاعر "حلمي سالم": هناك رقابة سياسية ودينية وإجتماعية على الإبداع.
* الكاتب "عمر السيد": القضايا السياسية من أبرز الموضوعات التي يتناولها الأدب.
 
كتبت: ميرفت عياد

نظَّم المجلس الأعلى للثقافة مؤتمرًا دوليًا بعنوان "الكاتب الإفريقي وتحديات العصر"، وذلك بمقر المجلس، شارك فيه د. "عماد أبو غازي"، والكاتبة "إقبال بركة"، ود. "جون سول"، ود. "عز الدين شكري"، ود. "جابر عصفور"، و"حلمي شعراوي"، و"حمدي الجزار"، والكاتب "فؤاد قنديل"، وغيرهم. بالإضافة إلى نخبة من الباحثين من (15) دولة إفريقية منها "السنغال" و"كينيا" و"المغرب" و"الجزائر" و"نيجريا" و"الكاميرون" و"جنوب إفريقيا".

وفى البداية، قال د. "عماد أبو غازي": إن فكرة اللقاء قد جاءت بمبادرة من نادي القلم المصري، برئاسة الكاتبة "غقبال بركة"، والتي تقدَّمت بالمقترح مع زملائها من أعضاء النادي منذ ثلاث سنوات. مشيرًا إلى أن موعد اللقاء قد تأخر كثيرًا، ولكنهم يلتقون اليوم لتقديم نماذج من إبداعاتهم، وولمناقشة القضايا والتحديات التى تواجه المبدعين والكتاب من مختلف أرجاء القارة الأفريقية، منها: الهوية، وتحديات التنوع والوحدة، وقضايا التعدد اللغوي، وقيود الرقابة، وبقايا ميراث الحقبة الاستعمارية في تاريخ القارة وما خلَّفته تلك الحقبة من مشكلات.
 
إعصار العولمة
وأوضحت د. "إقبال بركة" أن حضارة وادى النيل القديمة ولدت في أفريقيا، ثم ازدهرت وتطورت فى "مصر" في عهد الفراعنة، حيث أبدع المصريون بالقلم والكلمة، الفنون والدراما والأدب والطب، وشيَّدوا العمارة. مشيرةص إلى أن الكثير مما تركوه للبشرية أصبح تراثًا خالدًا بُنيت عليه حضارات عديدة، وانطلق العالم منها نحو الرقي. وأضافت: ها نحن اليوم نعيش عصرًا تحوَّل فيه العالم إلى قرية صغيرة، فما أحوجنا إلى أن نتحد لنحمي ثقافتنا من الغرق والتلاشى في اعصار ما يُسمَّى بـ"العولمة ". وما أحوج العالم إلى الثقافات الأفريقية العريقة التي عانت على مر العصور من التجاهل والاستخفاف؛ مؤكدةً أن ما يحدث اليوم على الساحة السياسية الدولية ليست عولمة بالمعنى الصحيح، بل قارية جديدة، حيث تتوحَّد شعوب كل قارة في كيان سياسي وإقتصادي جديد كي تحمى قيمها وثقافتها وتفرضهما على العالم كله.
 
مستقبل القارة الافريقية
وأشارت "بركة" إلى أنهم قد اجتمعوا لمناقشة مستقبل القارة الأفريقية معًا بعيدًا عن السياسة وصراعاتها وأنظمتها التي تفرض على الشعوب صراعات مسلَّحة لا نهاية لها. موضحةً أنه إذا كانت السياسة تفرِّق فإن الثقافة تجمِّع، وأن أفريقيا هي منبع الحضارة الإنسانية، بل منبع الإنسانية ذاتها، حيث حل الإنسان الأول على أرضها، وفيها وُلدت أقدم الحضارات. وقالت: يكفينا فخرًا أن خمسة عشر إفريقيا حصلوا على جوائز "نوبل" في كل المجالات منذ عام 1957. مؤكدةً ضرورة أن تهدي القارة العالم- في عصر العنف والفوضي- الثقافات الأفريقية بثرائها وتنوعها واحتفائها بالإنسان رجلاً كان أو امرأة، ثقافة الترابط العائلي والتماسك الإجتماعي.
 
مكافحة مشروعات الهيمنة
وأوضح الكاتب "عز الدين شكري" أن الكتابة جزء من مكافحة مشروعات الهيمنة، حيث يجد نفسه واحدًا من أقلية تُتاح لها فرصة الهروب من السطوة السياسية ونزع القناع عن خطاب الهيمنة والسخرية منه وتخريبه، سواء من الداخل أو من الخارج. مشيرًا إلى أن الكتابة عمل من أعمال العصيان في مجتمعات ترزح تحت وطأة الميراث الاستعماري، وتكافح ضد احباطات وخيبة أمل مرحلة ما بعد الاستعمار، وأن الكاتب في هذه الحالة هو صوت المهمشين والمحبطين والمتخلى عنهم .
 
المناخ الدينى المتشدِّد
ومن جانبه، ناقش الشاعر والناقض "حلمي سالم"، الأنواع الثلاثة للرقابة على الإبداع في "مصر" والعالم العربي، وهي: الرقابة السياسية، والرقابة الدينية، والرقابة الإجتماعية. مع الإشارة إلى التداخل والترابط بين هذه الأنواع الثلاثة من الرقابة. موضحًا أنه من المفارقات إلغاء الرقابة على الكتب رسميًا منذ منتصف السبعينيات، مع المناخ الديني المتصاعد في العقود الأبعة الأخيرة، الذى جعل كل مواطن رقيبًا، معتمدًا على قانون الحسبة الذى يتيح لكل شخص أن يقاض أي عمل أدبي أو فني يرى أنه يمسه من حيث عقائده.
 
وقال "سالم": إن من العوامل التي جعلت قانون الحسبة "يتسيد" والمناخ الديني المتطرف "يتفشى" في المجتمع، حالة الانقسام التى يعانيها المجتمع بين المرجعية الدينية والمرجعية المهنية. مشيرًا إلى أن من المفارقات الغريبة أيضًا، خروج البرلمانات عن دورها الأصيل وهو حماية الحرية والديموقراطية  والاختلاف والتنوع، إلى دور القائد لهجمات الكبح والقمع والمصادرة، بالإضافة إلى تحوُّل القانون إلى سلاح في أيدى رافعي دعوات المصادرة الذى يحتكمون إلى المرجعية الدينية.
 
وأضاف "سالم": "من هنا يتضح التناقض الذى ينطوى عليه الدستور المصري، حيث يكفل الحرية بيد ويسلبها باليد الأخرى، وما بين تلك اليدين توجد الثغرة التى تنتعش فيها المصادرات على الأعمال الإبداعية". موضحًا أنه من الأسباب التي يعود إليها حالة تضخم المناخ الديني المتشدد وما يرافقه من مصادرات، هو غياب مشروع وطني قومي لجميع أبناء الوطن، والفقر وفقدان الأمل، وضيق الأفق، والاستبداد السياسي.
 
الكفاح ضد الاستعمار
وفي النهاية، أكّد الكاتب "عمر السيد" أن التعبير عن القضايا السياسية يُعد من أبرز الموضوعات التى يتناولها الأدب، حيث انشغل كثير من الأدباء بهذه القضايا، وعبَّروا عنها في أعمالهم الأدبية، وصاحبت أعمالهم الإبداعية المراحل السياسية المختلفة لدول "أفريقيا" منذ مرحلة الاستعمار حتى مرحلة ما بعد الاستقلال. مشيرًا إلى أنه طوال مرحلة الاستعمار، تناول الأديب الأفريقي قضايا الاستقلال، والبحث عن الهوية الوطنية، والصراع بين القيم الغربية الوافدة والقيم الأفريقية الموجودة؛ كما اهتم قبيل الاستقلال بقضايا التحرر والنضال والكفاح ضد الاستعمار، وانشغل بعد الاستقلال بقضايا بناء الدولة، ومحاربة الديكتاتورية والتسلط والاستبداد والفساد السياسي والإجتماعي والتبعية السياسية والإقتصادية والثقافية للغرب، والتأكيد على  قضايا الحريات، والبحث عن العدالة، وغيرها..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :