بقلم : مايكل مجدي
الكراسى شئ هام جداً فى حياة الأنسان ولا يوجد مكان يعيش فيه الأنسان ولا يوجد به كرسى ، وكلما أرتفع شأن صاحب الكرسى أهتم بكرسيه وكساه ( ونجده ) وغطاه بما يساوى الكثير من المال لا تتعجب عزيزى القارئ وعندما تقرأ ما كتبته عن الكراسى فهذا المقال ليس بحث عن الكراسى ولكنه عرض حاله لفتت أنتباهى والملفت للنظر هو أشتراك الكرسى فى جميعها وربما هو السبب  !!!

    ينشغل الأنسان طول حياته بشئ واحد وهو أرتفاع كرسيه وفى كل مرحلة تكون عينه على الكرسى الذى يعلوه ويستغل نفوذه وقوته ليصل إلى هذا الكرسى وبعد أول ساعة من توليه الكرسى يقوم بفرض حالة الطوارئ فيحفر الخنادق ويبنى الأسوار الشائكة وينصب الكاميرات ويوظف حرس الحدود لحمايه الكرسى ويتناسى أن هذا الكرسى أنما هو دور لخدمة غيره وليس ( التكية أو الوسية ) وكلما زاد الأحساس بعد الأمان بداخله كلما زادت دواعى الأمن والحرص على الكرسى ويحصر فقط قيمته بداخل الكرسى.

    لا نتعجب عندما نرى ذلك فى عالم السياسة فهى المسماة باللعبة القذرة ( مع الأعتذار )، حيث يظهر تعريفات مثل ( الفلته ) و( الرجل المعجزة ) و( حلال المشاكل ) و( الوحيد والفريد )وهذه التعريفات وتطبيقاتها فى المجتمع لا يعرفها الغرب ولا أمريكا فنحن رواد فى هذا المجال ولا أعلم لماذا لم نحصل على جائزة نوبل فى هذا السبق ولم نُسجل فى  الموسوعات العالمية حتى الأن ؟ ! ، يمكن ( غيرانين مننا ) !!!

    أشعر بأن كل قارئ يتفق معى فى كل ما سبق ولكن تفكيرى أخذنى لبُعد آخر وهو الكراسى الدينية       ( العروش ) وهل هى منّزله ؟ وهل ما نفعله هذه الأيام مسئول الله عنه ؟ وقياداتنا هى أختيارات ألهية معصومة أم هناك فرصة للنظر للموقف مرة آخرى ؟ ، لا أستبعد تكفيرى ولا أهانتى بعد هذه الفكرة وستكون التهمة هى التفكير !!!

    ربما قد حرم الله التكفير دون أن أدرى ، ولكنى أتعجب وأتسائل فى فكرى فقط ( فلا أستطيع أن أتفوه بذلك ) وربما قد أشرك البعض دون أن اعلم البشر بالله ( وأنا كنت نايم ساعته ) ! ، هل الله عندما وضع هذا النظام قد نسى أن للسن قدرات محدوده ؟ ( حاشا ) ، وهل لم يرد فبال الله أمراض الشيخوخة وتقد السن الجسديه ؟ ( حاشا ) ، وهل غفل الله البُعد النفسى لتقدم السن ؟ ( حاشا ) ، أذا كانت الأجابة هنا كلها ( لا ) فلماذا يجلس هؤلاء على هذه الكراسى رغم أنتهاء فترة صلاحيتهم المناسبة لمكانتهم وحساسية دورهم ؟

هل لا يوجد غيرهم ؟ اليس بكراسيهم يغلقون الطريق أمام الكوادر الشابة الواعده ويتملقون من الواقع بأتهام الشباب بالسطحية والضعف ، وينغافلون أن واقعنا المر هم السبب فيه وليس الشباب ولكن الشباب هم المجنى عليهم فقد خرجوا للحياة وسط هذا الحال الذى صنعه الجيل القيادى الحالى ( يديلهم طولة العمر ) ‘ حد يرد عليا يا ( جدعان ) ويشرح لى من السبب فى كل تدهور الذى نعانى منه ، أليس من الحكمة أن نراجع أنفسنا بشفافية ووضوح مجردين القادة من رداء التنزيل والعصمة الألهية ونفكر من المسئول عن حالات الفوضى داخل الكنائس ؟ ونراجع الأسلوب الذى رجعنا 1000 سنة للخلف ولا تقدم ، الا تستحق الأرواح التى تضيع منا كل يوم التفكير ولو للحظة ؟!؟

 لعلنا مرضنا بمرض السلطة الذى نسمع عنه خارج الأسوار ، أقولكم ؟ أحنا زى الفل ومفيش أى مشاكل السبب هو الكرسى وأحنا مالناش ذنب لذلك أقتلوه ، ونتكاتف كلنا ونرفع طلب للقضاء طالباً بأعدام الكرسى اللعين فى ميدان التحرير !!!

هذه دعوة قد تكون غريبة عن مجتمعنا ولكنها للأصلاح الشفاف ، أصرخ لعله يسمعنى المعنين بالأمر  ( التخليد فى الأرض خدعة فرعونية فاشلة ) وقبورهم تشهد بذلك ، دربوا الشباب الواعد من خبرتكم يسندوكم ويطوروكم ويكملوا المسيرة فى نفس طريقكم ، القائد الصالح هو من يصنع القادة وليس من يصنع نفسه بهم.