الأقباط متحدون | شريعة المساواة الجزء الثاني
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٥٠ | الأحد ٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٦ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شريعة المساواة الجزء الثاني

الأحد ٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : مرثا فرنسيس
في حياة واقوال المسيح

كان المجتمع اليهودي يعامل المرأة على انها أقل من الرجل ، فكان للنساء مكان خاص في الهيكل للجلوس فيه وكان حضور النساء العبادة للإستماع فقط بينما الرجال للتعليم ولم يكن حضور المرأة اجباريا ،كان للمرأة حرية أكبر لحضور المجامع ، وهي مراكز العبادة المحلية أكثر من الهيكل ، فإن ذهبت للهيكل كان مكانها رواق النساء ، ولايسمح لها الذهاب للهيكل اثناء الحيض .

وكان ايضا المجتمعان اليوناني والروماني في أيام المسيح محتفظان بقيود على المرأة وبقدر محدود من الحرية ،ولكن بشكل أقل تشددا من اليهود .
وكان ماحدث مع مريم العذراء يتعارض تماما مع الفكر السائد بأن المرأة أقل من الرجل ، عندما ارسل الله ملاكا لها ليخبرها ان الله اختارها ليأتي المسيح من خلالها ، وبعد أن قبلت أرسل الملاك ليوسف ليخبره ان هذا الأمر من الله ، وحسب الفكر المعروف في هذا الوقت كان بالأولى ان يرسل الله ليوسف أولا باعتباره زوج المستقبل فيقبل او يرفض وتتقبل هي الأمر الواقع وهذا يدل بشكل واضح على تقدير الله للمرأة ولحريتها وقدرتها على اتخاذ قرارات هامة لحياتها ، وان لها كل الحق في قبول أو رفض مايُعرض عليها   

جاء المسيح وواجه تحديات ومواقف تعتبر أكبر ثورة دينية واجتماعية ، ولكنه لم يضع قوانين أو شرائع فهذا لم يكن هدفه  ، ولكنه وضع مبادئ وقيم تظهر في تعاملاته وتصرفاته نفهم منها الدور الحقيقي الذي أراده الله للمرأة في أن تكون جنبا الى جنب مع الرجل ، ومن هذه القيم والمبادئ التي علمها المسيح في المساواة بين الرجل والمرأة  
     اهتم بالإنسان سواء رجلا او امرأة    : لم تشهد حياة المسيح شيئا يقلل من شأن المرأة أو يحد من حريتها أو يعيق عملها ، ولا شيئا يقلل من انسانيتها أو من قيمة أنوثتها .

وكان المبدأ الذهبي الذي أرسى عليه تعاملات الرجل والمرأة بمساواة كاملة هو " كل ماتريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا (متى 7 : 12)
     احترم المسيح حقوق المرأة كما الرجل  : كان اليهود في عهد المسيح يصرحون بالطلاق لأتفه الأسباب حتى لو أفسدت المرأة الطعام ، فنادى بعدم الطلاق إلا لعلة الزنا وبذلك حررها من سلطان الرجل الذي يطلقها لأي سبب وفي أي وقت، وبذلك يحميها من عبث الرجل (متى 5 : 27 ، 32)،اراد المسيح ان يعيد العلاقة الى ماكانت عليه قبل دخول الخطية  رجل واحد وامرأة واحدة متساويين في المكانة، ومختلفين في الأدوار، متعاونيين في كل أمور الحياة يحرصان على حياتهما معا كل العمر وهذا يثبت قيم الأسرة وعلاقة العهد بين الأثنين .ويحفظ لهما حقهما في حياة مستقرة غير مهددة.
   
 اهتم بحقها في فرصة التوبة كما للرجل  :اتى اليهود بإمرأة امسكت في زنى ،واتوا بها دون الرجل ، لم يجرحها او يلومها بل قال لليهود من كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر ، فانصرفوا وتركوها ، اما هو فنظر لها بكل حنان وقال لها اذهبي ولا تخطئي ثانية
     ا
هتم بتصحيح المفاهيم  :كان اليهود يعتبرون المرأة النازفة نجسة على الرغم من ان شريعة ذي السيل في التوراة تخاطب الرجل والمرأة ،وهي كما ذكرت قبلا شريعة صحية للكل .واظهر هذا عندما اتت امرأة مريضة بنزف دم لمدة 12 عاما وكانت تعامل كمنبوذة ونجسة ولا تستطيع ان تقترب او تلمس شخصاً ، اتت ولمست هدب ثوبه فقط لتشفى لأنها خافت ان تلمسه حسب الشريعة ، ولكنه بكل حنان دعاها امام الجميع رد لها اعتبارها واكرم ايمانها ، ليعلم الجموع ان لمسها لاينجس ولكن النجاسة تنبع من الداخل .و كما كسر كل معنى للعداوة بين الرجل والمرأة اهتم بكسرها بين العرقيات المختلفة كاليهود والسامريين ، فذهب بنفسه ليقابل امرأة سامرية ، لم يخاف انها سامرية وهو يهودي ولم يخش كونه رجلا وهي امرأة بل رأى احتياجها لتعرف قيمة نفسها كإنسانة ، لاتحتاج ان تستجدى وتبيع نفسها باسم الحب بل تعرف انها انسان له قيمة وليست مجرد جسد . وبهذا الموقف بين بكل وضوح ان قيمة الإنسان في كونه انسان سواء كان رجلا او امرأة ، انسان له الحق في التقدير والقبول مهما كانت درجة الإختلاف .
     
اهتم المسيح بتعليم المرأة مثل الرجل : أحس المسيح بإنسانية المرأة وبكونها عنصراً حياً في المجتمع فكانت تحضر تعاليمه لكي تستطيع المشاركة الفعالة في  المجتمع ، في الموعظة على الجبل ومعجزاته وامثاله كانت جنباً الى جنب مع الرجل ، في الموعظة على الجبل يقول في متى 5 انه لما رأى الجموع (رجالا ونساء واطفال) صعد الى الجبل ،وكلمهم
     
أبدى المسيح رأيه عندما ذهب الى بيت مريم ومرثا ولعازر أخيهم ، كانت مرثا مهتمة بأمور كثيرة ولكن مريم كانت تجلس عند قدمي يسوع للتعلم وكان هذا تعبيراً عن التلمذة (لوقا 10 ) وقال ان مريم اختارت النصيب الصالح،وهو التعلم والتلمذة بل ودعى مرثا ان لاتضطرب بالإهتمام الزائد بأمور البيت والخدمة فقط فلها دوراً اساسياً في الخدمة .
   
 كان المسيح يعلم الجموع بأمثال حتى يقرب لهم المعاني ويسهل عليهم الفهم ، فكان يخاطب الرجل كما يخاطب المرأة ، حدثهم عن الصلاة واستجابتها فذكر مثلا صديق منتصف الليل للرجل ومثل قاضي الظلم للمرأة لوقا 11 ولوقا 18 )
     أيضا في أمثاله عن ملكوت السموات قال مثل حبة الخردل وهو موجه للرجل ،ومثل      الخميرة موجه للمرأة (لوقا 13 )
في أمثاله عن محبة الله وبحثه عن الإنسان قال مثل الدرهم المفقود وكان موجها للمرأة ومثل الإبن الضال وكان موجها للرجل (لوقا 15 )
 في صده لحرفية اليهود تجاه معنى السبت أجرى معجزات شفاء فشفى رجلاً في السبت (لوقا 14 ) وشفى امرأة ايضاً (لوقا 13 )
     الرجل والمرأة معاً تلاميذ وخدام :ومن النساء اللاتي إرتبط ذكرهن بالخدمة حماة بطرس ،مريم المجدلية ،مريم ام يعقوب ويوسي ،سالومي ام ابني زبدي ،يونا امرأة خوزي ،سوسنة ، مريم ومرثا وغيرهن  
ولايفوتني ان المرأة كان لها مواقفاً اجرؤ ان اقول انها كانت متفوقة على الرجل في مكانتها فالمرأة هي اول من استقبلت المسيح في المهد و آخر من ودعه عند الصليب .
محبتي للجميع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :