بقلم محبة مترى
وذهبتُ وحدى حين نُبٍذتَ من الرفاق
الشمسُ تسطع لكن ظلام القلبِ فاق
للبئرٍ أحمل جرتى والعين تطوى دمعتى
عَطْشَى أنا لا أرتوى مهما نهلت
والبئر يبدو لىَ حلو المذاق
لكن مشقق وللرواءِ القلب تاق
فلَكَم شربت من كلِ أنهارٍ الحياة
ومن كلٍ نبع لاح طيفه فى الآفاق
واجتزت كل دربٍ ودلفت أىَ رواق
ذقت من حلوٍ المباهج ومن مرٍِ النفاق
حتى أتى اليومُ الذى قابلته بلا أىْ اتفاق
بدا كما لو كان يقصدنى وداخله اشتياق
فوجدته يجلس وحيداً وكأنه فى الانتظار
ووجدت فى عينيهِ نوراً يخجل منه النهار
وسألنى ماءً..........هيا أسقنى
فنظرت دهْشَى وتملكتنى حيرة الافكار
رجلٌ غريبٌ على البئر يلقانى
طلبٌ غريبٌ أن يستقى مائى
وهو اليهودى يأتى الى ضَيْعة سوخار؟ !!
ولماذا يجتاز المدينة ومشقة المسار؟ !!
يبغى ماءً منى يرتوى وهو لا دلو له
ألا يدرى عمقَ البئرِ فربما قد يجهله
وحين كشفت عن ظنونى
فوجئت أن لديه ماءً للحياة
من يشربه لايعطش بل نبعاً للنجاة
لو يعلم كم عطْشى أنا
فمن سنين آتى ها هنا
أود رشفة منه تُحينى
وبلهفةٍ طلبت منه يسقنى
فأجابنى سيُعطنى
لكن بشرطٍ هزّنى
يالوعتى فالشرط يبدو مستحيل
ولسوف يلفظنى اذاً هذا النبيل
ولن اعود أنظر مُحَيَّاه الجميل
فالشرط ان يأتى زوجى هنا
يبدو نبياً ... اما انا فآثامى كِثار
وأردت من وَجْههْ الفرار
وشعرت قلبى يبكى فى انفطار
لملمت اشلائى و أضمرت القرار
سأجيب بالصدق
فهناك مايجذبنى الى ذاك الحوار
لا زوج لى !!!
فاجابنى والحب فى عينيه صار
بالصدقٍِِِ قلتِ فالخمسة قد ذهبوا
والاخير لايمتلك حق الجوار
أصغيت كل كلامه بشوقٍ وانبهار
كان الحديث يبدو لىَ حلوَ الثمار
وتبدل الحالَ من انكسارٍ لانتصار
حين أيقنت أنه المسّيا
وبحبِه أشفق علىّ
لم ينسنى ربى حضر خصيصا الىّ
معطى الحياة ارتوى حين ارتويت
فروائه أن أصير له ما حييت
فى الحال تركت جرتى
ما حاجتى اليها فلا رجوع
وجريت اصرخ فى الجموع
انسان قال لى كل مافعلت
ها قد عرفته يسوع
سأظل اهتف فى الربوع
ولسوف اكرز مدى حياتى
وتكرز قصتى بعد مماتى
فالموت ليس نهايتى
أقول لكل من لم يجد الرواء
مهما ستشرب لا انتهاء
بئرك عميق آخره شقاء
اشرب وزِد فلسوف يخدعك النقاء
فهو للراغبين اللاهيين دواء
كالخمر يسكرك وتفيق بعد عناء
فمحبةُ العالم آبارُ لا تضبط ماء
من بئرَ عاطفة لسقوط فى الشهوات
حبُ البشر لايروى او حتى حب الذات
والمال نبع ينضب لو اكتنزت من الالوف مئات
والعلم سارقُ عمرك يفنيك حتى ممات
والحكمة دون مسيح لاتستحق ثناء
والشهرة والاضواء تبدو كبيتِ الداء
والجاه والسلطان يجلبْ لك الاعداء
فمجد الأرض باطل آخره الرثاء
عند قدميه اتركهم واسمع لأحلى نداء
فاليوم الرب يدعو كأسى امتلأ و فاض
فلا تذهب حزينا وتعود خالى الوفاض .