بقلم : ماريا ألفي ادوارد
في الكثير من أوقات حياتنا نصلي ونتضرع للرب، ليحقق لنا أمرًا ما، ولكن عندما لا يستجيب الرب لطلبتنا دائمًا ما نتذمر ونقول أن الرب لا يلتفت إلينا ولا يهتم بنا، والغريب أننا بعد فترة ليست طويلة نكتشف أن عدم تحقيق هذا الأمر، عاد بالخير علينا.
وذلك لأننا ننظر للأمور من منظور شخصي قصير المدى، ولكن نظرة الرب تعد نظرة إلهية بعيدة المدى.

كم حب الله لنا حب حقيقي، حب بدون مقابل، ففي كثير من الأحيان أتأمل حياتنا أو حياتي بشكل خاص، فانا اطلب من الرب ليحقق لي أمنية معينة أتمناها، وعندما تتحقق اشكره ولكن بعدها اغفل عنه بالكثير من الأمور الحياتية, وفي المقابل يظل الرب منتظرني حتى أعود إليه ثانية .
ولكن هذا بالفعل أمر أجده مؤلم جدًا، فتخيلوا معي إن شخصًا ما يحبني حبًا شديدًا، بل مات لأجلي، وأنا تارة أحبه وتارة أخرى انشغل عنه بأمور لا فائدة منها، وعلى الرغم من هذا يظل يحبني وينتظرني لأعود إليه .
ولكني كنت دائمًا أتساءل: "الرب يمتلك كافة القدرات، وبيده أن اتبع وصاياه دائمًا ولا أخالفها، فلماذا لا يجعلني طوعًا بيديه افعل ما يريد؟".

منذ عدة أيام شاهدت فيلمًا أجنبي، وضح لي عددًا من المفاهيم، الفيلم يحمل عنوان"بروس الخارق"بطولة الفنان الكوميدي"جيم كاري" فالفيلم إطاره كوميدي، ولكنه في وجهة نظري يحمل العديد من الأفكار والمفاهيم الهامة جدًا.
الفيلم له ثلاث محاور رئيسية هما: بروس"جيم كاري" وزوجته والرب .

فكان دائمًا"بروس"سيئ الحظ، ناقمًا لعيشته ومتذمرا، وكان أيضًا دائما ما يتهم الرب بأنه منشغل عنه بأمور الآخرين ولا يلتفت إليه، وكانت جملته الشهيرة"أن الرب لو التفت إلي لمدة خمس دقائق فقط ستحل كل مشاكلي"معتبرًا أن الرب أهمله.
وفي ذات يوم؛ وجد"بروس"رقما غريبًا يطلبه على هاتفه النقال، فلم يهتم بالأمر ولكنه عندما وجد الأمر تكرر أكثر من مره فقرر أن يرد على هذا الرقم، وإذ به شخص يريد مقابلته، وبالفعل ذهب"بروس"لمقابلته وبعد حوار طويل دار بينهما، تيقن"بروس"انه الرب.

وفي آخر الحوار اتفقا"بروس"و"الرب" على أن الرب سيعطي"بروس"كافة قدراته الخارقة ماعدا شيئًا واحدًا ألا وهو "عدم العبث بالإرادة الحرة".
ففرح جدا"بروس"بهذا الأمر وظل يعمل أعمال خارقه، اذكر منها انه في ذات ليلة رومانسية مع زوجته، قرر أن يقرب القمر إلى الأرض"كنوع من الرومانسية" وبالفعل قام بعمل هذا الأمر، ولكن في اليوم التالي حدث مد وجزر لاقتراب القمر إلى الأمر، مما أدى إلى ارتفاع أمواج البحر، وراح ضحية هذا الحادث المئات من الأرواح .

وفي يوم من الأيام غضبت منه زوجته، وأصبحت لا تحبه فحاول بكل قدراته أن يرجعها إليه، ولكنه لم يستطع، وعندها قرر"بروس"أن يجلس مع الرب، وعندما جلس معه قال له"بروس"أنا استطيع فعل أي شيء ولكني أريد أن اجعل زوجتي تحبني...فماذا افعل؟!
وعندها قال له الرب"أهلا بك في عالمي".
فالرب على الرغم من امتلاكه كافة الأمور والأشياء، ولكنه خلقني حرة، لا يتحكم ولا يعبث بإرادتي فهي ملك لي وحدي.

وعندها أيضًا أدركت أني مهما حاولت أن اجمع بيدي كافة القدرات، فلا يمكن أن تتناسب قدراتي هذه مهما كثرت مع قدرات الله، فقدراتي محدودة لا تتناسب مع قدرات الله الغير محدودة، كما أن قدرات الله هي قدرات ممزوجة بحكمة ومعرفه، لا يعرفها إلا الله وحده .
فكم أنت عظيم يارب وليس مثلك اله.