أبو الغار: كل ما أريده هو الحياة في بلد ديمقراطي.. ولكن النظام ديكتاتوري
صعب حدوث عصيان مدني في مصر.. ولكنه وارد
الحديث عن مشكلات مصر يحتاج إلى مجلدات
البابا شنودة شخصية تاريخية بمعنى الكلمة
"9 مارس" حركة أكاديمية وليست سياسية
في 9 مارس 1932 تقدم "أحمد لطفي السيد" – مدير الجامعة المصرية آنذاك – باستقالته من منصبه احتجاجًا على قرار وزير التعليم بنقل الدكتور "طه حسين" من الجامعة، دون موافقته ولا مشاورة الجامعة.
تيمنًا بهذا الموقف التاريخي؛ تأسست "مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعة" المعروفة باسم "حركة 9 مارس" في صيف 2003، دفاعًا عن استقلال الجامعة.
"الأقباط متحدون" التقت مؤسس الحركة؛ الطبيب "محمد أبو الغار".. في حوار حول مصر والمصريين.
كتبت: نيفين جرجس
سألناه بداية.. "حركة 9 مارس".. لماذا؟
"9 مارس" حركة أكاديمية احتجاجية وليست سياسية، بدأت منذ 6 سنوات بهدف الدفاع عن الحريات في المجتمع، ورفع مستوى التعليم الجامعي، وتمكين الأساتذة من عمل أبحاث أكاديمية، وأن تطبق الديمقراطية وحرية التعبير داخل الجامعة.
حرصنا على إصدار بيانات في حالة أي انتهاكات للحرية الأكاديمية، وعملت الحركة على تعريف الطلبة والأساتذة حقوقهم؛ وفقًا للقانون والدستور، وقمنا بأكثر من 30 وقفة احتجاجية في الجامعات المختلفة، سواء لمساندة الأساتذة أو الطلبة.
ومثال ذلك في جامعة عين شمس قام مجموعة من الأساتذة؛ لا يتجاوز عددهم العشرة من جامعات مختلفة بوقفة، يطالبوا فيها بتنفيذ حكم الإدارية العليا الخاص بطرد الحرس من جامعة القاهرة، وتطبيق الحكم في جامعة عين شمس.. ولكن رئيس الجامعة كان مستعدًا بمجموعة من البلطجية، هاجموا الأساتذة والطلبة، وقد صُورت فيديوهات وأصبحت فضيحة لرئيس الجامعة.
في كتابك "يهود مصر من الازدهار إلى الشتات" كنت متعاطفًا جدًا مع اليهود، فما هي الفكرة التي تريدها أن تصل إلى القارئ؟
أنا متعاطف مع المصريين جميعًا؛ بغض النظر عن الدين، حتى مع اليهودي المظلوم ضد اليهودي الظالم، فهناك جزء من الكتاب عن ذلك.
ما مدى خلافك مع النظام الحالي؟ وهل تتوقع توريث الحكم؟
كل ما أريده هو الحياة في بلد ديمقراطي، ولكن المشكلة أن النظام ديكتاتوري، ولهذا أختلف معه جذريًا.. بالنسبة للتوريث فهو وارد جدًا، وهناك قوى ضخمة تضغط في اتجاهه.
ما هي مشكلة مصر من وجهة نظرك؟ وكيف يُمكن حلها؟!
من الصعب حصر مشكلة مصر في سؤال، لأن المشكلات كثيرة جدًا ولا يمكن حصرها، وتحتاج لمجلدات؛ هناك سياسة داخلية وخارجية، ومشكلات طائفية وتعليمية، وأخرى في الصحة.
البعض يطرح العصيان المدني كوسية ضغط، ولكن من الصعب أن يتحقق في مصر حاليًا، لأنه يحتاج إلى ترتيبات، وأشخاص أصحاب فكر معين.
كتبت عن د. نصر أبو زيد؛ "ورحل الصديق".. كلمنا عن علاقتك به؟
هو صديق عزيز منذ زمن بعيد، وعلاقتي به علاقة أسرية وودية، وقد قرأت كل كتبه، ومتفهم لوجهات نظره، وأحترمها.
العلاقة بدأت بالدفاع عنه؛ حينما قمنا بوقفة احتجاجية في الجامعة بسبب كتاباته وأفكاره، حينما ادعوا أن أبحاثه تدعو إلى الكفر، وحكموا عليه بالتفريق بينه وبين زوجته، التي رفضت هذا الحكم، ولم تفارقه.
ونشأت علاقه قوية بيني وبينه، وحينما سافر هو وزوجته إلى هولندا وقابلته في هولندا عدة مرات، ولما عاد استقبلته في منزلي واحتفلنا بعودته بدعوه جميع أصدقائه.
من "نصر أبو زيد" إلى "علاء الأسواني".. كيف ترى علاقة المثقفين بالدولة؟
علاقتي مع الدكتور علاء الأسواني بدأت منذ 8 سنوات، لأني أقيم ندوة أدبية كل شهر في منزلي، وكان الأسوانى عضو أساسى معنا ولما بدأت مؤلفاته تغزو السوق تم مناقشتها فى هذه الندوة
ولكننا نحمل نفس الأفكار ونعمل ضد النظام.
في مقالك "قتل الأقباط مع سبق الإصرار".. ما رأيك في الحوادث الطائفية المتكررة.. كيف يمكن علاج هذا الموقف من وجهه نظرك؟
هذه المشكلة سببها الدولة، فهي ساعدت على خلق مناخ طائفي، فيه تعصب شديد، وساهمت بشكلٍ بالغٍ في التمييز بين المسلمين والمسيحيين فى بعض الوظائف الإدارية العليا ومنها الجامعة مثلاً، فعلى سبيل المثال لا يوجد رئيس جامعة مسيحيًا ولارئيس قسم، وهناك أقسام في الطب محظورة على المسيحيين، وأيضًا في الوظائف العامة.
أما الكارثة الكبرى فقد ساعدت الدولة أن يصبح البابا ليس فقط القائد الروحي، بل السياسي أيضًا، بهذه الطريقة اختزلت الدولة الأقباط في شخص قداسة البابا، وسحبت الجنسية المصرية من الإنسان القبطي العادى البسيط، الذي من حقه أن يذهب إلى القسم ليشتكي، لكنه يتجه للكنيسة، وقداسة البابا أو الكاهن يتصل بالمأمور ليحل المشكلة، وهناك تنسيق بينهم، بينما أصبح المجلس الملي يمثل اتجاهًا مدنيًا للأقباط، ولكن النظام الحاكم أصبح أداة ضغط على الأقباط، فأصبحوا غير مواطنين، فالبابا أول رئيس ديني وسياسي للأقباط، لو حدثت مشكلة تُحل على مستوى رئيس الدولة ورئيس الكنيسة، لو صدر حكم من المحكمة يلغى في حالة اتصال البابا بالرئيس، أو في حالة مظاهرات داخل الكنيسة تلغى بامر من الرئيس.
القبطى لم يصبح مواطنًا مصريًا مكتملاً. وهذا ما تريده الدولة، والبابا يخاف على أبناءه فيضطر للتدخل، وهو يبكي أحيانًا.
أنا أؤيد حق كل مصري -قبطي أو مسلم أو أي ديانة- أن يحتج ويطالب بحقه، طالما يتعامل مع مشكلاته من خلال علاقة المواطنين بالدولة، ولذلك أعجبت كثيرًا بحركة "أقباط من أجل مصر" حينما خرجت إلى ميدان التحرير في فبراير الماضي، لتُعلن عن أول مظاهرة للأقباط في الشارع.
كيف ترى قداسة البابا شنودة؟
شخصية تاريخية بمعنى الكلمة، لأنه لم يكن قبل الرهبنة شخصًا لم يمارس الحياة، بل كان ضابطًًا بالجيش، وصحفيًا، وشاعرًا، ثم دخل الدير وترهبن، ولذلك فهو مارس الحياه الطبيعية لفترة، وعاش العالم الخارجي وتفاعل معه، وهو ليس مثل الشبان الذين وصلوا لسن العشرين واختاروا طريق الرهبنة دون خبرة حياتية، أو زهدًا في حياة الصخب، ولكن تجربة البابا شنودة أعطته خبرات حياتية استطاع من خلالها إضفاء ميزات بعد الرهبنة، بجانب شخصيتة القيادية، وعلمه الغزير، واللغات التي درسها وأجادها. ولذلك استطاع أن يدير الكنيسة والأقباط في فترة تاريخيه صعبة جدًا، كان مطلوب من الكنيسة أن يكون لها رأي في مسائل شديدة الحساسية وبالغة الصعوبة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :