- د. "كريمة كريم": إحلال الدعم "النقدي" بدلاً من "العيني" محل جدل الحكومة والمنظمات الدولية
- عصر ميلاد المسيح.. عصر دم ودموع.. عصر قسوة ووحشية
- "نحو ثورة في الفكر الديني".. كتاب يدعو للتخلص من الخرافات التي تختلط بالعقائد الدينية
- الإدمان مرض العصر لكثرة الضغوط النفسية وانهيار القيم الدينية والأخلاقية
- "فاضل سليمان": فرض الله الجهاد لندافع به عن الكنائس والمعابد التي يُذكر فيها اسم الله
أكلتني السمكة حتى زيلها
بقلم: ميرفت عياد
بادئ ذي بدء، أتقدَّم بخالص التعازي بصفتي الشخصية لأهل من ذهبوا ضحية أسماك القرش بـ"شرم الشيخ".. وأنا شخصيًا قد زرت هذه المدينة الساحلية الجميلة أكثر من مرة.. وسبحت في مياهها لساعات طوال.. ولم أجد قرشًا أو حتى "تعريفة".
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هو: هل كان يمكن تفادي هذه الحوادث من البداية؟ وأسمع هنا أحد القراء يقول لى: "بلاش فذلكة.. إزاي ها نمنع الحوادث دي.. ها نحط في البحر يافطة.. نكتب عليها ممنوع دخول أي سمكة تقل فئتها عن جنيه.. فينكسف سمك القرش من نفسه.. ولا يقترب من سواحلنا؟"
ولكن ردًا على ذلك القارئ الظريف، أقول له: إن البحر الأحمر من الأماكن التى يعيش فيها سمك القرش.. وإن الدول التى تعتمد على السياحة البحرية.. دائمًا ما يكون هناك لا أقول احتياطات وإنما تكون هناك مراقبة للبيئة البحرية؛ لدرء أي خطر يظهر على السباحين فجأة.
والحقيقة، إننى أسأل نفسي: لماذا تم تحنيط تلك السمكة التي تم صيدها في الحوادث الأخيرة؟ هل هو مكأفاة لها على ما فعلته كنوع من "تخليدها"؟ ولماذا لن يتم إجراء الأبحاث عليها لمعرفة سبب سلوكها العدواني، واقترابها من الشواطئ؟ لأنه من المعروف أن أسماك القرش لا تقترب من الشاطئ، وإنما تكون موجودة فقط في المياه العميقة في عرض البحر. ولعل السبب لهذا الهجوم يرجع إلى تغير في طبيعة البيئة حولها.. أو وجود ملوثات بمياه البحر أثَّرت على سلوك تلك القروش العدواني.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماذا سنفعل؟ هل سنقول إن أسماك القرش تلك هي قلة حاقدة وسط الكثير من الأسماك الخيِّرة مثل البلطي والمكرونة وسمك موسى؟ أم سنتخذ إجراءات فعلية تمنع تكرار تلك الحوادث؟ أم سنفوِّض أمرنا لله، وندعي على سمك القرش؟
وفي النهاية، أود أن أقول لأي سائح يريد أن يستخدم هذا الموضوع في الإساءة لسمعتنا السياحية: إن أسماك القرش شغَّالة هبر وعض في عباد الله في كل شواطئ العالم، وعلى الأخص "نيوزيلندا" و"إستراليا".. والتي ينتشر بها القرش الأبيض العظيم، والذى يُعتبر من أشرس وأضخم أنواع القرش. وإن العالم لم يعرف عن هجمات أسماك القرش أول امبارح فقط، ولكن منذ بداية القرن العشرين. والمهتمون بعلوم البحار قد رصدوا عشرات، بل مئات، من هجمات أسماك القرش على البشر في مختلف شواطئ العالم.
وأحب أن أناشد جميع المسئولين باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة الأمان لشواطئنا، حتى تسكت جميع الأصوات التى تحاول تشويه سمعتنا وضرب اقتصادنا، مرة بالإرهاب والآن بسمك القرش "لا مافتكرش".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :