الدين والسياسة
بقلم: حليم اسكندر
للاسف الشديد اثبتت احداث ونتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة انحسار روح الود والتسامح وتنامي روح التعصب ورفض الاخر ، فقد تم تصنيف الاعضاء واختيارهم طبقاً للانتماء الديني !!
ولانني لست من هواة الكلام المرسل ومواضيع الانشاء ، كما انني بطبعي لست متشائماً ، لذلك سأذكر هنا واقعتين علي سبيل المثال وليس الحصر للتدليل علي صحة ما خلصت الية وهما :-
الواقعة الاولي : ماحدث في روض الفرج عقب فوز طارق سباق مرشح الوفد وهزيمة سامح انطوان المرشح المستقل ، حيث قام انصار طارق سباق بالهتاف "إسلامية ..إسلامية "واحتاج الامر إلي أكثر من 7 عربات للأمن المركزي للفصل بين كلا الفريقين منعاً للاشتباكات بينهما ، وبعد خروج طارق سباق وإعلانه الفوز بالمجلس رفعه الاهالي علي الاعناق وطافوا به في شوارع شبرا مرددين "لا إله إلا الله ..لا إله إلا الله" و قاموا بإشعال الألعاب النارية ودق الطبول وإشعال النيران احتفالاً بفوز مرشحهم طارق و أدي تجمهر الاهالي إلي توقف حركة السير بشارع شبرا !
لا اعرف ما علاقة هذة الهتافات بفوز مرشح وهزيمة اخر سوي روح التعصب والطائفية وتديين السياسة رغم ان السياسة ليس لها دين او قلب !!! ورغم الشعارات الرنانة التي اعتدناها بل احترفناها بل ادمناها مثل شعار " لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة " وهي المقولة التي كان يحلو للرئيس الراحل" الرئيس المؤمن انور السادات " ترديدها !
الواقعة الثانية : هي فوز النائب عبد الرحيم الغول عن دائرة نجح حمادي وذلك رغم ان معظم الناخبين هناك اعلنوا مراراً وتكراراً انه غير مرغوب فيه ،و يستوي في ذلك المسلمون والمسيحيون ، وبعد ان اكد الكثير من المسيحيون ضلوعة في احداث نجع حمادي " اقصد مذبحة نجع حمادي يناير 2010 " والتي اسفرت عن استشهاد ستة شهداء اقباط والمجند المسلم ، ورغم مرور مايقرب من عام كامل الا ان القضية مازالت تؤجل المرة تلو الاخري !!!
وقد اكد الكثيرون من الناخبين المسلمين انهم ولو كانوا غير راضين عن اختيار الغول كممثل لهم في البرلمان الا انهم سيفعلوا ذلك ويختارونه حتي لا يشعر المسيحيون انهم قوة انتخابية مؤثرة في صنع القرار وصنع الفارق في العملية الانتخابية !!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :