البابا شنودة عاشق ومعشوق مصر والمصريين
بقلم : د. نجيب جبرائيل
لم أكن أتصور أن ما جاء بعمود الأهرام صبيحة يوم الاثنين 6/12/2010 تحت عنوان " أقباط 2010 "، هو صادر على صفحات الأهرام والتي نعتز به جميعًا، وعلى الأخص حرص ملايين الأقباط في الداخل والخارج على اقتنائها يوميًا، كما لو كانت استكمالاً لقوت الشعب المصري، ولم أكن أتصور أيضًا أن يوصف البابا"شنودة"على لسان احد محرريها بأنه الداعي إلى الفتنة الطائفية، والاستقواء بالخارج وان تلك المصطلحات كما وصفها صحفي الأهرام"عبد الناصر سلامة"لم تكن معروفة في"مصر"، إلا منذ أن اعتلى البابا"شنودة"عرش الكنيسة المرقسية عام 1971، وهذا ما جاء على لسان صحفي الأهرام . ولكن لا أريد الإطالة على القارئ وأنني ألخص ما جاء على لسان هذا الصحفي الذي ينتمي إلى أسرة الأهرام بوصفه بالآتي :
- اولا : ما نسبه الكاتب للبابا شنودة :-
1- انه صاحب مصطلحات الطائفية والفتن الطائفية .
2- صاحب فكرة الاستقواء بالخارج .
3- صاحب فكرة ضرورة المساواة العددية للأقباط بالمسلمين من سنة 1971 إلى عام 2000 .
4- هو الذي دعا " البابا " إلى طرد المسلمين ووصفهم بالغزاة .
5- أشياء أخرى دعا إليها البابا، أكثر غرابة يربأ الكاتب بنفسه على حد تعبيره عن ذكرها .
وبطبيعة الحال سوف تكون اشد ضراوة وقسوة مما سمح الكاتب لنفسه بذكرها .
- ثانيا : ما نسبه الكاتب الأهرامي للكنيسة ورجال الدين المسيحي :-
1- انه يرجح صحة فكرة وجود أسلحة بالكنائس ويطرح العديد من الأسئلة حول هذا الموضوع، بأنه حسب قوله انه قد تم ضبط العديد من زجاجات الملوتوف في أحداث التجمهر في كنيسة العمرانية .
2- أن الكنيسة في العمرانية ورجال الدين قد قاموا بأعداد مسبق لهذا التجمهر، وقاموا بنقل الآلاف إلى موقع الحدث بسيارات خصصت لذلك، وأحضرت الغالبية من خارج القاهرة، واستشهد الصحفي بذلك بان الشابين اللذان قتلى في تلك الأحداث كانوا بقرية من"سوهاج" .
3- وصف ما حدث في أحداث العمرانية بأنه جاء نتيجة طبيعية لدلع الدولة وطبطبتها على الأقباط، ومدادية الأقباط " كما لو كان الأقباط أطفال .
وقبل أن احلل واستطرد ما جاء بهذا العمود، الذي نسب الأهرام ما جاء به إلى الكنيسة والبابا أتسأل سؤلا واحدا فقط :
" إذا كان قداسة البابا"شنودة"الثالث بهذه الأوصاف وتلك النعوت، التي لا يختلف أحدًا عليها من كبار رجال القانون في توصيفها، بأن هذا الرجل أي " البابا "إن صح ما قالته الأهرام فهو يعد مرتكبًا لجناية للخيانة العظمى ضد بلاده"مصر"، ويكفيه حسبما جاء بالمقال انه صاحب فكرة الاستقواء بالخارج، كما ان موضوعات الفتنة الطائفية حسب تعبير الكاتب لم تعرفها"مصر"إلا بعد ارتقاء البابا شنودة عرش الكنيسة القبطية عام 1971 " .
والسؤال و بكل بساطة وبصفة خاصة للأستاذ الفاضل رئيس تحرير الأهرام / أسامة سرايا
- إذن لما ذا تقبلون وتنشرون مقال البابا الأسبوعي بجريدة الأهرام ؟ والإجابة المنطقية : إنكم شركاء معه فيما وصف وما نعت به البابا .
ثم بعد ذلك وقبل أن أتكلم عن قداسة البابا، واعتقد أن فقهاء وعلماء ومفكري"مصر"من المسلمين وبصفة خاصة رئيس تحرير الأهرام الأستاذ /"أسامة سرايا"، يمكن أن يتكلموا ويتحدثوا ويصفوا وطنية قداسة البابا وحبه وعشقه لـ"مص" والمصريين واهتمامه بالقضايا العربية، أكثر من أي مفكر وعالم قبطي على وجهة البسيطة .
ومن ناحية ثانية : اسمح لنفسي كرجل قانون أن أكيف ما أكاله كاتب المقال في حق البابا بالاتي :-
1- انه بوصفه " أي البابا "يدعو إلى الطائفية والفتن الطائفية، فهذا مؤثم قانونًا بنص المادة 98 مكرر عقوبات وعقوبة هذه الجريمة، من ستة أشهر إلى ثلاثة سنوات.
2- وصفه بأنه صاحب فكرة الاستقواء بالخارج أي المساس بسيادة"مصر"، وإنكاره هيبة الدولة المصرية فتشكل هذه الجريمة في القانون المصري جناية الخيانة العظمى، ولا اذكر عقوبتها فهي معروفة لأبسط الناس خبرة وثقافة في القانون .
3- والطامة الكبرى انه نسب إلى البابا"شنودة"انه عام 1973 دعا إلى طرد الغزاة المسلمين من"مصر"، وانه وصف الإخوة وأشقاء الوطن من المسلمين بأنهم غزاه ويجب طردهم وهى كبرى الجرائم .
4- وصف الكنيسة بأنه ينبغي ألا يترك ما قيل عنها بأنها تخزن أسلحة، وينبغي أن يؤخذ ذلك على مأخذ الجد ويجب دراسة وطرح ما "زعمه الدكتور العوا "منذ شهرين من أن الكنيسة تحوى أسلحة وذخائر .
5- ثم نسب إلى الكنيسة ورجال الدين المسيحي تهمة التحريض ضد الدولة، وتجميع الشباب القبطي من الصعيد للتجمهر وتخريب وإتلاف المال العام والخاص، وهذه جرائم توصف في القانون بالجنايات لان عقوبة إتلاف المال العام هي الأشغال الشاقة .
6- وأخيرًا ..حرض الدولة على الأقباط بمقولته أن ما حدث منهم، وخاصة أحداث العمرانية كانت نتيجة طبيعية لدلع الدولة لهم وطبطبتها عليهم .
وأيضًا وبعد أن استطردنا المقال وتوصيفه القانوني والعقوبات الجنائية، التي يمكن أن تطال البابا"شنودة"ورجال الدين المسيحي إن صح بما جاء بمقال الأهرام .
ننتقل إلى تحليل آخر عن شخصية البابا، والذي كما قلت يحبه بل يعشقه مسلمو"مصر"قبل أقباطها ويكفينا بان"مصر" تردد جميعها بأقباطها ومسلميها، عبارة البابا المأثورة " إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه .. بل هي وطن يعيش فينا " .
- وليسمح لي السيد الفاضل"أسامة سرايا"رئيس تحرير الأهرام أن اذكر بعض من كثير عن مواقف البابا تعلمه مصر بل الوطن العربي قصدت ألا ادلل بل لأذكر فقط :-
1- إن البابا"شنودة"ألا تكفى قوميته ووطنيته ومناصرته ليس في قضايا"مصر"فحسب، وإنما القضية الفلسطينية فهو صاحب القرار الشهير بحظر سفر الأقباط إلى"القدس"إيمانًا بان ذهابهم إلى"القدس"،هو لون من ألوان التطبيع مع"إسرائيل"والتي ما زالت تحتل القدس .
2-ألا يعتبر البابا صمامًا للامان في كافة القضايا التي تحيط وتحاك ضد أبناء هذا الوطن، وتحاول الوقيعة بينهم انظر كيف كان موقفه وهو على سرير العلاج في"أمريكا"بحكمة بالغة، أوصل أحداث دير أبو فانا إلى بر الأمان، وبهدوء بالغ دون أي إثارة عالج مذبحة نجع حمادي مطالبًا بتفعيل القانون ,
3- وكم كانت لحكمته ابلغ الأثر في تهدئة النفوس وعدم تصعيدها في أحداث العمرانية الأخيرة .
4- أليس هو البابا الذي رفض وما زال يرفض استقبال أي مسئول إسرائيلي، كما رفض مرارًا استقبال لجنة الحريات الأمريكية، رغم انه قد استقبلها الكثير من المسئولين ورجال المجتمع المدني .؟
5- أليس هو البابا الذي تربطه وفضيلة شيخ الأزهر ووزير الأوقاف روابط ووشائج المودة والمحبة والحوار المشترك .
6- أليس هو البابا الذي يحرص في كل رحلة إلى الخارج لـ"أمريكا"أو"استراليا"أو"أوروبا"أن يزور ويجتمع بسفراء"مصر"وقناصلها في الخارج .
7- أليس هو البابا الذي يحرص الأهرام على استقبال مقالاً أسبوعيًا له .
8- أليس هو البابا الذي يحرص أمراء دول الخليج على الترحاب به، ولا يتأخرون عن فتح كنائس للأقباط حتى باتوا يلقبونه بمواقفه ومناصرته للقضايا العربية "بأنه بطريرك العرب " .
- إذن لماذا يصنفه الأهرام ويصفه بأنه يستقوى بالخارج ويثير الفتن الطائفية، ويصف المسلمين بالغزاة الذين يجب تطردهم .
- أما عن الكنيسة ورجالها وكما قال كاتب الأهرام عنه، بأن الدولة تدللهم وتطبطب عليهم فحدث ولا حرج .
• فإذا كان هذا هو حال الكنيسة فلما كان لآلاف للمسلمين قبل الأقباط مطالبين بإدراج قانون بناء العبادة الموحد منعا وتفاديا للاحتقانات .
• وما كان للأقباط في احتياج إلى قرار من المحافظ لمجرد ترميم
• دورة مياه، وما كان للأقباط في حاجة إلى استصدار قانون لأحوالهم الشخصية .
• وما كان الأقباط في حاجة إلى مطالبة بإدراج الحقبة القبطية والتاريخ القبطي في المناهج التعليمية، والتي عمرها يربو عن ألفى سنة وما زالت تدرس في وريقات بسيطة في مناهج التاريخ .
• وإذا كانوا مدللين حسب قول الكاتب، ما كانت تسب عقائدهم ويتهم إنجيلهم بالتحريف ويهمشون في قطاعات كثيرة حساسة في الدولة، وما كان مصيرهم في البرلمان القديم أو الجديد نصف في المائة .
• وإذا كانوا مدللين وان الحكومة تطبطب عليهم، ما كانوا في حاجة إلى رفع المئات من القضايا بغية تحقيق المواطنة، وعلى الأخص حقهم في حرية الاعتقاد "قضايا العائدين إلى المسيحية " .
• وإذا كانوا مدللين فلماذا تخلو أكثر من 25 جامعة حكومية وتابعة للدولة، من أي رئيس قبطي .
والغريب في هذا المقال "مقال الأهرام"انه معنون بعنوان "أقباط 2010 " فأي استهانة للأقباط، حتى يوصفوا كما لو كان الأقباط هم مجرد موديل لسيارة تعرض قبل أن تبدأ قدوم عام 2011 أو فستان للسهرة، قبل انقضاء موديل 2010 .
- إنني أدعو أخوتي وأشقائي المسلمين الحكم على ما كتبته جريدة الأهرام، على لسان احد صحفييها، قبل أن نحكم عليه نحن، وأقول لرئيس تحرير الأهرام أن الخاسر الأعظم في هذه القضية ليسوا الأقباط، وإنما ربما يكون الأهرام الذي فقد مصداقيته بهذا المقال الذي افتقر صاحبه أي ثمة دليل .
-
- أخيرًا :اذكر أستاذنا الجليل"أسامة سرايا"حينما كان معنا عبر الهاتف، وكنت أنا في"بيروت"بـ"لبنان"أمس في برنامج "مثير للجدل" على قناة أبو ظبي الفضائية، عن مستقبل الأحزاب في الوطن العربي، و كنت أعاتبه غاضبًا على ما جاء بعمود الأهرام، فطلب منى ردًا على هذا المقال وانه عملاً بحق الرد فإنني ابعث إليه بهذا الرد أملاً نشره في أسرع وقت .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :