الأقباط متحدون | شريعة المساواة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٣٣ | الخميس ٩ ديسمبر ٢٠١٠ | ٣٠ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شريعة المساواة

الخميس ٩ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : مرثا فرنسيس

الجزء الثالث

في أقوال بولس الرسول
هل كانت أفكار بولس ضد المسيح ؟ للتوضيح أقول أن كل رسائل العهد الجديد تحتوي مايعرف بالثابت والمتغير ، نظراً لأنها موجهة لمجتمعات محدودة او لأشخاص معينة ، وكان بينما يناقش بولس قضايا مطروحة في الكنائس  حيث كانت العبادات الوثنية منتشرة ،ولتوضيح معنى الثابت والمتغير  : الثابت هو القيم والمبادئ وتعاليم المسيح ، أما المتغير فهو مايرتبط بمشكلة معينة أي نموذج لأسلوب معالجة موقف معين ، الثابت والمتغير لهما اسس لاهوتية وكتابية وليسا عشوائيين فقد أعطى الله في العهد القديم وصايا صحيحة وكانت اساسية للشعب في البرية ولكن ليس لها مكان اليوم ولانعتقد ان الله بحاجة ان يقدم لنا هذه الوصايا اليوم ،في مجتمعات متحضرة ، كما أن هناك الكثير من المشكلات التي تطرأ اليوم مثل زراعة الأعضاء او الهندسة الوراثية لم تكن موجودة في العهد القديم او في عصر الرسل ولكن يمكن مناقشتها في ضو ءالمبادئ والقيم المسيحية الكتابية (الثابت  )
بعض المفاهيم غير الواضحة عن المرأة في رسائل بولس :
الرجل رأس المرأة : هل هذا يعني  أنه اكثر قيمة أو مكانة ( كورنثوس الأولى11)
معنى كلمة رأس وهي كلمة يونانية kephale  ومعناها مصدر أو اصل وتعني مصدر الحياة والحق ان المرأة خُلقت من الرجل، ولاتعنى الرأس بمعنى السيطرة .فالمسيح رأس الكنيسة اي اصلها ومصدرها ولايقلل هذا من شانها أو قيمتها ، وكما نعلم لاوجود لرأس بدون جسد ولا لجسد بدون رأس . ذكر بولس حقيقة لاهوتية وهو المساواة وحقيقة تاريخية هي ان حواء خلقت من آدم .
صمت النساء : لتصمت نساؤكم في الكنائس ( كورنثوس الأولى 14 )
لو أن بولس يطالب النساء بالصمت فكيف يعلم في رسالة كورنثوس الأولى 11 ان النساء تصلي وتتنبأ ( أي تعظ ) ولنلاحظ ان صمت المرأة جاء في سياق حديثه عن النظام في الكنيسة ففي نفس المقطع طالب الجميع التزام النظام والهدوء في أثناء الوعظ و تأجيل الأسئلة التى تثير الثرثرة لحين رجوعهم لبيوتهم ،والمبدأ الأساسي في المقطع هو الآية "لأن الله ليس اله تشويش بل إله سلام ، كما في جميع كنائس القديسين "
مع ملاحظة ان نساء كثيرات من عابدي الأوثان بعد ايمانهم بالمسيح واقبالهم على الكنائس للعبادة كانت لاتزال خلفياتهن الوثنية مؤثرة في سلوكهن بعض الشئ ، وكما هو معروف ان عبادة الأوثان تتميز بالصوت والضوضاء لأنه دليلهم على حرارة العبادة . وهذا ماكان يقومه بولس . وكانت النساء والرجال معاً في العبادة والصلاة والتنبؤ داخل الكنيسة .
الخضوع : مامعناه والمقصود به ولمن ( افسس 5 :21 -33 )
دائما مايقرأ هذا المقطع بداية من عدد 22 ، أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب . ولكن بداية المقطع هو عدد 21 وهو "خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله "
وجه بولس كلامه للأسرة معا للرجل وللمرأة  ويكمل في باقي الأصحاحات عن علاقة  الأباء بالأبناء وعلاقة الأسياد بالعبيد ، الرجل يحب إمرأته كحب المسيح للكنيسة في البذل والتضحية وهي تحبه وتحترمه وكل ذلك في خوف الله ، وبينما تكلم عن خضوع المرأة مرة واحدة تكلم عن حب الرجل للمرأة مرارا وبأكثر من طريقة .
غطاء الرأس : هل تتغطى المرأة ( كورنثوس الأولى 11 : 4-16 )
كان معروفاً لليهود والرومان واليونان  ان المرأة التى تترك شعرها مسترسلاً هي إما الزانية او كعلامة عن الحزن أو الإصابة بمرض برص ، وكانت كنيسة كورنثوس مليئة بالمشاكل التى هي صور المجتمع الذي يحيط بالكنيسة ، وكان بولس حريصاً على تحرير الكنيسة من المشكلات التى دخلت اليها من مجتمع الكورنثيين وهذه يتضح بداية من اصحاح 7 من رسالة كورنثوس الأولى ان الكنيسة ارسلت لبولس عن المشاكل الموجودة فيقول " اما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها  "  وبدأ تدريجيا في حديثه عن هذه المشاكل ،ففي حديثه عن الشعر يضع الأساس " غير ان الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل " ويقول ان المرأة عندما ترخي شعرها فهو مجد لها" كورنثوس الأولى 11 : 15 ولكن التقليد السائد في هذا الوقت يصف هذا المجد بانه اتهام ما .
لهذا نصح المرأة بتغطية رأسها ، ولم يطلب او يعلق السيد المسيح عن غطاء الرأس مطلقاً رغم وجود نساء خادمات وتلميذات معه وكان بالأولى ان يحثهن على ذلك لو كان هذا فكر الله ،خاصة انه تكلم علنا في الموعظة على الجبل عن الصلاة والصوم والصدقة وغيرها وتكلم بولس أيضا عن شعر الرجل قائلا ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له ، ولايمكن ان نعتبر  ماقاله هو رأي مطلق أو وصية ، فمثلا ،كان الرجل اليهودي يطلق شعره ويغطيه في المجمع ،بينما الأغريقي يطلق شعره أو يقصره ولكنه لايغطيه سواء في الشارع أو في المعبد. لأن طول الشعر وقصره تحكمه عادات الشعوب المختلفة ،فإن ارادت المرأة ان تغطي شعرها في اثناء العبادة والصلاة فهو لكي تخفي مجدها امام مجد الله ، كما يخلع الرجل غطاء رأسه لنفس السبب فنجد حتى البابا أو الأسقف يخلع التاج او القلنسوة  اثناء قراءة الإنجيل ، الأساس هو الذي جاء في الأصحاح السابق
" كورنثوس الأولى 10 افافعلوا كل شئ لمجد الله " والآن تختار النساء في كنائس مختلفة ان يغطين شعورهن بكامل ارادتهن لإخفاء كل مجد وجمال امام مجد المسيح، ولكن لا إلزام .
وجه بولس وصايا مشتركة للرجل مثل المرأة
  لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ.
ليْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ
  أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا،   وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ.
  وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ
        إنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا
  كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ، هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَة?.
هذه مجرد أجزاء من كلام بولس للمراة والرجل بالمثل وهذا على سبيل المثال فقط ، التفاصيل كثيرة جدا ولكن لايمكن الحكم في قراءة جزء من كل النص ودون معرفة خلفيته التاريخية وربط الكلام لنفس الشخص ببعضه
وهو يقول في رسالة غلاطية 3 :28 المبدأ العام لمساواة الرجل والمرأة
لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ.
لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ
تكلم بولس عن عدد كبير من النساء الخادمات معه وهذا يبطل كل فهم خاطئ لبولس عن موقفه من المرأة ،على سبيل المثال فيبي ومريم وتريفينا وتريفوسا وافودية وسنتيخي ،كما تكلم كثيرا عن زوجين كانا شريكان معه هما اكيلا وبريسكلا وكانا يعملان في صناعة الخيام مع بولس معا ويخدمان معا ،ويعلمان (رومية 16 :3-5 )
ختام الكلام: خلق الله الإنسان رجلا وامرأة ،واراد ان تكون المرأة معينة وشريكة للرجل بكل معنى الكلمة ،الذكورة مقدسة تماما كالأنوثة ،وكل محاولات تحقير الأنوثة او تدنيسها تتعارض مع مقاصد الله في الخلق
المرأة في الحيض والولادة طاهرة كل الطهارة ولايجوز لإنسان أن يمنعها من الممارسات الروحية لأي سبب ،الأنوثة  مقدسة ولهذا فالممارسات المتولدة عنها ايضا مقدسة .
المرأة تمثل نصف المجتمع ،وهي ثروة بشرية لايمكن تجاهلها ، المرأة في ذكائها وقدرتها العقلية مساوية للرجل،بل وتتفوق عليه في بعض المجالات ،حتى قدراتها الجسدية اثبتت انها اكثر بكثير من الصورة الضعيفة التى رسمت لها ،فالمرأة دخلت الحروب مع الرجل ووقفت بصلابة لقدرتها الفائقة على التحمل في مختلف الظروف الصعبة .


محبتي للجميع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :