الأقباط والتغييب الإعلامي
مدحت بشاي
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الأحد ٧ اغسطس ٢٠١٦
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
تعجبت كثيراً عندما أبدى الكاتب والإعلامى الرائع ابراهيم عيسى دهشته وسأل غاضباً " هو إيه اللى مزعل الناس دى قوى اللى بتهجم بكل الشراسة والغضب ده على مكان لمجرد سريان إشاعة أو حتى حقيقة أن مكان ما يتم إعداده ليكون كنيسة ، ليه تغضب أخى المواطن أن يخصص مكان لصلاة أخيك فى الوطن ؟!، وإن كان من غير ترخيص وأنت مواطن صالح حريص على تطبيق القوانين وتفعيلها، فعليك الوصول إلى أقرب قسم شرطة أو لمكاتب أولى الأمر للتبليغ عن الكارثة الكونية المحيقة بالمنطقة!!!"..
وأقول يا سيدى الكاتب المستنير إن الأمر ببساطة يعود إلى أن الناس دى نفسها وبأوامر أو قل هى قناعات حكومية منذ أكثر من نصف قرن تتابع وسائل إعلام المحروسة وهى تتجاهل وجود لعبادات الإخوة على الهواء ( باستثناء بث صلوات الأعياد فقط ) حتى أن أمر إذاعة قداس ِالأحد لم يتم الموافقة على بثه على الهواء إلا بعد نضال أجيال على مدى السنين ، واقتصرت الموافقة على إذاعته مسجلاً بعد مرور ساعات وعلى إحدى القنوات المتخصصة الأقل مشاهدة بين القنوات بشكل أراه يثير علامات الاستفهام إن لم يكن الاستهجان، وعليه فالرسالة التى تم توجيهها لذلك المواطن البسيط الثائر الرافض لبناء كنيسة والغاضب بجنون أن رؤية مثل تلك الطقوس والعبادات حكاية غير مرغوب في وجودها حتى على شاشات التليفزيون لدرجة الرفض على أرض الواقع حتى لو كانت لمدة ساعة كل أسبوع، فكيف يمكن لذلك المسكين تقبل وجود كنيسة وقبة ومنارة وكاهن رايح جاى ومواطن يصلى فى شارعه بكل تلك البساطة بعد رفض كل وسائط الإعلام الحكومية والخاصة تلك الصلوات فى تغييب عجيب وغير مبرر لوجود احتياجات روحية لملايين المواطنين، وبشكل خاص كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة الذين تمنعهم ظروفهم الصحية من الوصول إلى الكنيسة، أو من تحول مسافات البعد عن أقرب كنيسة الوصول إليها وممارسة حق العبادة، بنفس القدر الذى يتقبله ببساطة وحب وقد اعتاد الأمر المواطن المسيحى فى البيت والمدرسة والنادى، وحتى وهو مسافر إلى الغردقة أوشرم الشيخ يتابع برامج ومواد روحية إسلامية عبر راديو أوتليفزيون حافلة الرحلات.. إيه المشكلة ؟!
أما عن غياب وجود برامج روحية مسيحية، فالأمر أغرب في تغييبها ، ولكن والحق يقال فإن كل قنواتنا وبشكل خاص برامج الإثارة غير الموضوعية تكون جميعاً جاهزة و لدى المعلن عبرها الجاهزية والإقبال للدعم والتمويل عند حدوث نوائب الدهر الدورية عند حرق وهدم وسلب الكنائس والتهجير القسرى وتعرية المسنة وقتل الكاهن من قبيل الاسترزاق، ومصائب قوم لها مليون فائدة عند أخر، وافرح يا «ونوس» زمن التوهان والقلق..
وعليه، لا يعلم المواطن المصرى المسلم عن أمور أخيه المصرى المسيحى وعباداته شيئاً، إلى حد خروج أمين ِعام جامعة الدول العربية السابق بتصريح يقول فيه إن هناك 3 كتب مقدسة لدى الأقباط لكل مذهب كتاب!!، ويضطر بعد مراجعته إلى الاعتذار الرسمي!!.. ننتظر من البرلمان والإعلام الكثير لكسر واختراق مساحات الخوف العبيطة من حدوتة المساهمة فى إشعال الفتن. لو تم إعادة الوجود الشرعي والوطني للمواطن المسيحي على شاشات وكل وسائط الميديا المصرية الحكومية والخاصة ..
وأذكركم بمقولة الزعيم سعد زغلول التاريخية قى تقديره لدور أقباط مصر الوطنى " لولا وطنية الأقباط لتقبلوا دعوة الأجنبى لحمايتهم، وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدل النفى والسجن والاعتقال ولكنهم اختاروا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والجاه والمصالح. ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم، على أن يكونوا محميين بأعدائهم، وأعداء الوطن..."