بقلم وريشة: جون كرياقوس
يمر اليوم أربع وستون عاما على ثورة 23 يوليه 1952 وهى حركة الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر،وكانت تلك الثورة علامة فارقة فى تاريخ مصر المحروسة،كما وصفت بالثورة البيضاء حيث لم تتصف بالعنف وأراقة الدماء وقد قيل وقتها حركة الجيش المباركة أو الأنقلاب العسكرى وقد رحب الأقباط بها شأنهم شأن بقية الشعب المصري بقيام الثورة، ولكن مع مرور الأيام غلب عليهم التوجس خاصة فيما يتعلق بمشاركة الأقباط في حركة الجيش حيث إن تنظيم الضباط الأحرار لم يضم سوي قبطي واحد فقط ينتمي إلي الصف الثاني في الحركة ولكن كل ضباط الثورة كانوا من الإخوان المسلمين أو على الأقل ينتمون للفكرالأخوانى، وبرغم ما تتخذه حركة الثوارمن شعارات:المسجد تعانق منارة الكنيسة وكتب تحتها كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي :الدين لله جل جلاله... لو شاء ربك وحد الأقوام. ولكن كيف كانت البداية؟. فقدأعتقدت ثورة عام 52 أن الأخوان حلف طيب لحركتها الثورية علي الأقل في أيامها الأولي فأصبح السادات نفسه هو أداة الوصل بين الضباط الأحرار والمرشد العام للإخوان المسلمين وكان هدف الإخوان أن تنتشر تعاليم الدين الإسلامي في كل فروع الجيش، وحيث ما لبث أن تعاطف كثير من الضباط معهم فعلا في بدء قيام الثورة وذلك اعتقادا من الضباط بأنهم جدار حصين يستندون إليه في تحقيق مآربهم. ففي ديسمبرعام 1952 غيرت الثورة من دستور عام 1923 وصاغت دستورا جديدا نص علي: إن الإسلام هو دين الدولة مع إطلاق حرية العبادة لجميع الناس.. بل وقد طمعوا الأخوان في المشاركة الفعلية في السلطة ومع فرض أرائهم الرجعيىة- وهم بذلك حاولوا فيه أن يسرقوا ثورة يوليه 52 على حين قد نجحوا فيه فعلا فى ثورة 25 يناير2011 ذلك بأتخاذ الدين ستارللوصول للحكم- وهنا يجدر القول قفوا وأنظروا الى عمل الرب..لأن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله.!!.إذ ما لبثت علاقات الأخوان وبين مجلس قيادة الثورة أن ساءت وتدهورت سريعا ونظرا بأن أسلوبهم الدموى العنيف وبأغتيال من يقف فى طريق أفكارهم الشيطانية، وقد وصلت العلاقة في ذروتها فى حادث محاولة اغتيال جمال عبد الناصر يوم 26 أكتوبر عام 1954 علي يد محمود عبد اللطيف -أحد زعماء الإخوان- بالإسكندرية(..وفيها صاح جمال عبد الناصر قائلا للجماهير المحتشدة فى الميدان :"فليبق كل فى مكانه . . إننى حى لم أمت ، ولو مت فإن كل واحد منكم هو جمال عبد الناصر . . ولن تسقط الراية)..وقد كانت مناسبة مواتية اغتنمتها الثورة لتصفية حركة الإخوان تماما من خلال محكمة جديدة عقدها لهم الرئيس الراحل عبد الناصر تألفت في الأول من نوفمبر عام 1954 باسم محكمة الشعب وذلك بعد أن وضح لمجلس قيادة الثورة رغبة الجماعة في فرض الوصاية التامة علي الحركة الناشئة وبلغ عدد الذين حكمت عليهم محكمة الشعب ثماني مائة وسبعا وستين شخصا بأحكام متنوعة منها إعدام ستة وظلت قيادات الإخوان وراء القضبان بعد وفاة الرئيس عبد الناصرحتى بداية حكم السادات. والسؤال الذى يجب طرحه هنا ماذا كان سيحدث إذ تم أغتيال عبد الناصر- فى ذاك الحين- أو حتى لو وافقت ثورة 23يوليه بفرض أراء الأخوان على سياسة الحكم أو حتى بمشاركتهم للثورة فى الحكم بل وأثرذلك على المسيحيين وعلى الأخص أقباط مصر!؟-"فحقا ان الله الصانع العظائم التى لا تفحص وعجائب لا تعد"
نعم وأرسل الله ملاكه: فقد أختار الله القمص مينا البراموسي (من دير البراموس). وبعد قــداس القرعة الــهيكيلة فى (19 إبــــــريل 1959م)، تم اختياره بطريركـاً باسم البابا "كيرلس السادس"حيث جاء قداسته فى فترة ومرحلة حرجة للبلاد بل وفى تحول تام فى سياسة البلاد وأيضا بعد العدوان الثلاثى على مصر56 وأحكام ثورية تسيطر على البلاد ومنها: القضاء على الإقطاع - القضاء على الاستعمار - القضاء على سيطرة رأس المال - بناء حياة ديمقراطية سليمة - واقامة عدالة اجتماعية - بناء جيش وطنى قوى-بالأضافة لمشاريع عملاقة مثل بناء السد العالى.. وفيما تبين أنه من اللقاءات العديدة التي تمت بين البابا والرئيس عبد الناصر في سنة 1959م قال له البابا : "إني بعون الرب سأعمل علي تعليم أبنائي معرفة الرب وحب الوطن ومعني الاخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن". فأثني الرئيس جمال عبدالناصر علي وطنية البابا كيرلس ومدي وعيه والتزامه بتربية أولاده علي حب الرب والوطن..ويجدر التنويه بأن كانت ثورة يوليه52 ثورة وطنية للتخلص من الاستعمار والفساد بل وبقوانين ومبادئ جديدة مثل تحديد الملكية، وأيضا ما جاءت به من قرارات والتى أعلنت فى يوليو 1961 والخاصة بالتأميم والضرائب التصاعدية وتحديد الملكيات فى المؤسسات الصناعية والملكيات الزراعية وهذا كله لاشك أيضا قد أثرعلى بعض الأثرياء الأقباط وبالتالى على كثير من الأجانب..( وللأسف لامجال هنا لسرد تداعيات تلك الثورة) ومع كل تلك الصعوبات والظروف والتى يمر بها الوطن وكأن الرب يقول للبابا كيرلس فى مهامه ومسؤليته الصعبة الجديدة" لا تخف لأنى معك،لا تتلفت لأنى إلهك قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين برى"بل ويتفق معه قول أشعياء النبى" أنا أسير أمامك والهضاب أمهد" وأنظروا ما يشاء الرب به:وأراد البابا كيرلس مقابلة الرئيس عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض، لكى يعرض عليه بعض مشكلات الأقباط والمضايقات التى تتعرض لها الكنيسة، ولم يجد البابا أى استجابة...وفى أحدى المرات زار البابا عضو بمجلس الشعب- وكان البابا قد صلى لأبنه وشفى- فوجد البابا متضايقا فسأله عن السبب ولما عرف بالأمر قال للبابا:« أنا علاقتى جيدة بالرئيس»ورتب له موعد مع عبدالناصر، وحضر واصطحب البابا فى سيارته لناصرالذى قابله بفتور شديد جدا قائلًا له بحده :«إيه.. فيه إيه !! هما الأقباط عايزين حاجة.. مالهم الأقباط.. هما كويسين قوى كده.. أحسن من كده إيه ... مطالب.. مطالب.. مطالب» فرد البابا عليه مبتسمًا : « موش تسألنى وتقول لى : فيه إيه.. !!« فرد محتدًا قائلًا : «هوه فيه وقت أقولك وتقول لى.. ما هو مافيش حاجة ..».وفى حرج أمامه غضب وقال لعبدالناصر : « ده بدل ما تستقبلنى وتحيينى بفنجال قهوة، وتسمعنى، وفى الاخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفنى إن مافيش وقت لعرض موضوعاتى !!» وخرج البابا زعلان قائلًا لعبد الناصر:«ربنا يسامحك.. منك لله»..وأعتذر له النائب على ما حدث،ولكن حضر له فى منتصف الليل وقابل تلميذه سليمان، وقال له: عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً» . ولكن حاول سليمان الاعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائما فيه». ولكن فوجئوا بالبابا يخرج مرتديًا ملابسه ويفتح الباب ويقول له : « يالا يا خويا.. يالا.. »!! بل وكان لجمال عبدالناصر له ابنة مريضة أحضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضويًا وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه.. فدخل البابا مباشرة على حجرة ابنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسمًا : إنت ولا عيانة ولا حاجة واقترب منها قداسة البابا وصلى لها ربع ساعة، وعادت الابنة إلى طبيعتها تماماً و تحولت بعدها العلاقة إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلى أن قال له الرئيس جمال عبد الناصر يومًا : « انت من النهارده أبويا.. أنا هاقولك يا والدى على طول، وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادى.. ومن دلوقت ما تجنيش القصر الجمهورى، البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت إنت عاوزه». يد الرب القوية مع رجل الصلاة: فقد تمنى البابا كيرلس إلى كاتدرائية جديدة تليق بمكانة الكنيسة القبطية الوطنية،وكان هناك للأقباط "أرض الأنبا رويس"،وكان قديمًا يُطلق عليها "دير الخندق"(وفشل عدة محاولات من البعض للاستيلاء عليها من الأقباط) فلهذا كانت أمنية البابا هو فى بناء الكاتدرائية عليها ولكن كانت موارد التبرعات داخل مصر قليلة جدا لأن القرارات الاشتراكية أثرت علي أغنياء الأقباط فى إعانة الكنيسة بتبرعاتهم كما أن المهاجرين الاقباط الجدد لم يكونوا بعد في موقف يسمح لهم بمد يد المساعدة ،بل حتى أوقاف الأديرة القبطية أثرت فيها قوانين الغاء الأوقاف.ويذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل (المقرب لعبد الناصر) في كتابه «خريف الغضب» أن البابا كيرلس وسطه ليفاتح الرئيس جمال عبد الناصر بشأن مشاركة الدولة في تمويل مشروع البناء لأن تبرعات الأقباط لا تكفي.ويقول هيكل:وعندما تحدثت مع الرئيس عبدالناصر في هذا الموضوع كان تفهمه كاملاً ويري أهمية حقوق اقباط مصر في التركيب الانساني والاجتماعي لشعبها الواحد ثم أنه كان يدرك المركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسي في التاريخ المصري ثم أنه كان واعيا بمحاولات الاستقطاب التي نشط لها مجلس الكنائس العالمي.. وهكذا فإنه قرر علي الفور أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة نصفها يدفع نقدا ونصفها الآخر يقدم عينا بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام والتي يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء.ويضيف أيضا هيكل: " فقد كانت العلاقات بين عبد الناصر ولبابا كيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل،وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر في أي وقت يشاء. وتعود قداسة البابا أن يزور الرئيس عبد الناصر في منزله.. وفي زيارة من هذه الزيارات جاء إليه أولاده، وكل منهم يحمل حصالته وقفوا أمامه فقال الرئيس لقداسته: "أنا علمت أولادي وفهمتهم إن اللي يتبرع لكنيسة زي اللي يتبرع لجامع، والأولاد لما عرفوا إنك بتبني كاتدرائية صمموا علي المساهمة فيها، وقالوا حنحوش قرشين، ولما ييجي البابا كيرلس حنقدمهم له، وأرجو لا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه علي حجره وضع أولاد عبد الناصر تبرعاتهم ثم لفها وشكرهم وباركهم..وفى 24 يوليو 1965، خرج الالاف ليروا مشهد الرئيس وهو يضع الحجر الأساسي لبناء الكاتدرائية...بل وكانت له مساعدات أخرى فمثلا فى 9مايو 1967 وصلت دعوة بأستقبال البابا من الرئيس لقداسته في منزله بمنشية البكري ومعه الآباء المطارنة واستقبلهم الرئيس استقبالاً حاراً. وعرض البابا مشكلتة فأصدر الرئيس فورا أوامره بقرار جمهوري بإنشاء مجلس إدارة أوقاف البطريركية، وحل المجلس الملي وتجميد نشاطه(نظرا لعجزه وخلافه مع البابا)، وللأزمة التي تمر بها البطريركية بتبرع بمبلغ 10 آلاف جنيه لسداد العجز في الميزانية فشكره قداسة البابا معرباً عن امتنانه واضعاً يده المباركة علي صدر الرئيس في لطف وهو يقول: "إني أضع يدي علي يد الرب، لأنه مكتوب عندنا أن يد الرب علي قلوب الرؤساء" فابتهج الرئيس جمال وفي مساء اليوم جاء إلي قداسة البابا كيرلس أحد رجال الدولة ليقدم شكر الرئيس لقداسته علي هذه الزيارة المباركة التي تمت في الصباح، وقد ذكر له أن الرئيس كان يشعر بآلام في صدره وقد زالت جميعها عند وضع قداسة البابا يده فوق صدره..وهناك مواقف أنسانية كثيرة تؤكد أعتزاز عبد الناصر للبابا كيرلس حتى أنه أوقف مرة صدور صحيفة "الوطن" لهجومها بأحدى المرات على البابا أفتتاح الكاتدرائية المرقسية الكبرى: وقد تم أفتتاح الكتدرائية فى 25 يونيو 1968، بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى والبابا كيرلس السادس وبحضور بعض رؤساء العالم ورؤساء ومندوبى كنائس العالم، ووصفها القمص سرجيوس بأنها معقل من معاقل الوطنية المصرية، والبوتقة التى ينصهر داخلها كل المصريين. وتزامن الافتتاح مع مرور 19 قرن على استشهاد القديس مار مرقص كازور الديار المصرية ومعها أيضًا استعادة بعض من رفاته والتى وضعت فى مقصورة خاصة.كما أزاحوا الستار عن اللوحة التذكارية التي أقيمت تخليدا لهذا اليوم التاريخي..وتجدر الملاحظة أن البابا تواضروس الثاني، البطريرك الـ118 أعلن في منتصف عام 2015، عن تجديدها، احتفالًا بعيدها الخمسين، على أن يتم افتتاحها في عام 2018. ويذكر أن أرض الكاتدرائية المرقسية هى على مساحة تسعة أفدنة وتضم الكاتدرائية الكبري و المقر البابوي والاكليريكية و3 كنائس أخري واسقفية الشباب والخدمات والمركز الثقافي ومعهد الدراسات، وعشرات من الأنشطة القبطية نكسة يونيه1967..والتنحى ..ووفاة الرئيس عبد الناصر:على أثر نكسة 1967 أعلن قداسة البابا أنه أصدر أمرًا بأن يقوم الشعب بإقامة صلوات القداس الإلهى فى كل الكنائس القبطية من أجل مصر حتى يعطيها الرب الحماية والصمود.فكانت إذاعة إسرائيل العربية الموجهة تتهكم على أوامر البابا بإقامة الصلوات وتقول: «أبشر يا عبدالناصر، فإن معك كيرلس السادس، أما نحن فمعنا الأسطول السادس»..وعندماأعلن عبد التناصر التنحى والتنازل عن الحكم فيصف لنا "الأنبا رفائيل افامينا" فى كتابه مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس هذا المشهد قائلاً: "فى صباح 9 يونيو 1967 م صلى البابا القداس رافعاً قلبه لأجل مصر وشعب مصر وكان حزيناً ثم ذهب مباشرة إلى بيت السيد الرئيس ومن شدة الزحام، ولم يستطع مقابلته فطلب الرئيس أن يكلم البابا بالتلفون وقال له: " أنا عمرى ما تأخرت فى مقابلتك فى بيتى فى أى وقت ، ولكنى عيان والدكاترة من حولى "..فقال له البابا كيرلبس : " طيب عاوز أسمع منك وعد واحد "..فرد عليه الرئيس :".. قل يا والدى:" فقال قداسته: "الشعب بيأمرك أنك ما تتنازلش".. فقال له الرئيس:" وأنا عند أمر الشعب وأمرك". وبعدها غادر البابا كيرلس السادس بيت الرئيس وفى طريق عودته طلب الإستعداد لضرب الأجراس،وبعد قليل أعلن السيد "أنور السادات "رئيس مجلس الأمة "أن الرئيس جمال نزل على إرادة الشعب..وقد كانت وفاة عبد الناصر فى سبتمبر1970 مفاجأة للجميع.. وتلقى البابا كيرلس نبأ وفاة الرئيس عبد الناصر بحزن شديد وأصدر بيانًا إلى الأمة يعبر فيه عن شعورة قال فيه: "إن الحزن الذي يخيم ثقيلاً على أمتنا كلها لانتقال الرئيس المحبوب والبطل المظفر جمال عبد الناصر إلى عالم الخلود أعظم من أن يعبر عنه أو ينطق به. إن جمال لم يمت ولن يموت، إنه صنع في مدى عشرين سنة من تاريخنا ما لم يصنعه أحد من قبله في قرون وسيظل تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية إلى عشرات الأجيال مرتبطًا باسم البطل المناضل الشجاع الذي أجبر الأعداء قبل الأصدقاء على أن يحترموه ويهابوه ويشهدوا بأنه الزعيم الذي لا يملك أن ينكر عليه عظمته وحكمته، وبعد نظره وسماحته ومحبته وقوة إيمانه بمبادئ الحق والعدل والسلام". وأمر البابا كيرلس جميع الكنائس أن تدق أجراسها دقات الحزن، وأقيمت صلوات القداسات الإلهية وصلاة ترحيم على روح عبد الناصر رئيس جمهورية مصر الراحل، واتشحت جميع الكنائس بالسواد طوال فترة الأربعين يومًا وتأمل معى تلك الأقوال:
كن مطمئنا جدا جدا،ولا تفكرفى الأمر كثيرا،بل دع الأمر لمن بيده الأمر(من أقوال قداسةالباباكيرلس السادس)*
* الامس عشناه ولن يعود... واليوم نعيشه ولن يدوم... والغد لا ندري أين سنكون؟
ليكن الخير طبعًا فيك، وليكن شيئًا تلقائيًا لا يحتاج إلى جهد، مثلـه مثـل التنفـس عنـدك*
*الإنسان العادل صاحب العقل الحر يقول عن الحق إنه حق ولو كان صادرًا من عدوه، ويقول عن الباطل إنه باطل ولو كان صادرًا من أبيه أو أخيه
يجب ألا تأخذ القوة أسلوباً شمشونياً أو عالمياً، ولا تعنى القوة الانتصار على الغير وإنما كسب الغير*
النفس القوية لا تقلق ولا تضطرب، ولا تخاف، ولا تنهار، ولا تتردد، أما الضعيف فإنه يتخيل مخاوف وينزعج بسببه - *
* نحب هذا الوطن وكل ما فيه..نحب نيله وأراضيه..نحب أقباطه ومسلميه..مصر هى أمكم فكونوا معها ولا تكونوا عليها.. ( من قول لقداسة البابا شنود)