الكاتب
جديد الموقع
مهرجان القاهرة السينمائى
بقلم: محمد عبد الفتاح السروري
أقر وأعترف أننى أكن رفضا شديدا لذلك النوع من الأشخاص الذين لا يفعلون شيئا ويتفرغون فقط لهدم وتسفيه ما يفعله غيرهم حتى ولو كان شيئا ضئيلا وأتذكر هذا النوع من الناس كلما هلت علينا دورة مهرجان ما أو إحتفالية أو أى شئ يستدعى التنظيم والإحتفال فما إن يتم الإعلان عن بدء إتخاذ التدابير اللازمة حتى تتفرغ معاول الهدم لهدم ما تم بناؤة وما لم يتم
وبشئ من التوضيح نقول:
نعلم جميعا مدى الصعوبات التى يواجهها مهرجان القاهرة السينمائى ونعلم جميعا أن تنظيم أى إحتفالية يحتاج الى ميزانية هائلة وخاصة إذا كان مهرجانا سينيمائيا يفترض فيه الإبهار والفخامة وإزداد الأمر صعوبه على مهرجان القاهرة وعلى القائمين عليه خاصة بعد دخول بعض البلاد العربية بكل ثقلها فى مضمار تنظيم المهرجانات بكل ما تملكه من إمكانيات لا تتوفر لمهرجان القاهرة ولا للوزارة المنظمة له ومع ذلك لا يسلم هذا المهرجان - المكافح- من النقد والتقريظ بسبب وبدون سبب المفارقة أن من يتفرغون لنقد المهرجان يساهمون أحيانا فى تآكل حضورة العام وأسوق فى هذا المقام حادثة حدثت منذ عدة أعوام عندما قام بعض من شباب الصحفيين بالتظاهر رافعين شعارات الهجوم على إدارة المهرجان لأنها من وجهه نظرهم تعاملت معهم بتعالى ورفضت إعطائهم كارنيهات لحضور عروض الأفلام ودعوات لحضور حفلى الإفتتاح والختام وعندما تابعت آنذاك تلك المظاهرة تذكرت كيف كانت تخلو قاعات عروض الأفلام المتاحه للجميع بالمجان من هؤلاء الصحفيين حتى إن إدارة المهرجان كانت تضطر أحيانا للإستعانة بموظفين المهرجان حفظا لماء الوجه أما الضيوف الأجانب وقد يكون بعضا منهم من صناع الفيلم فأين كان هؤلاء الصحفيين آنذاك وهذا الأمر متكرر أى أن خلو قاعات عرض الأفلام المتاحة للجميع تكاد تكون ظاهرة هذا غير إنصراف السادة الصحفيين عن متابعة ندوات الأفلام وتوجيه الأسئلة لصناعها تاركين هذه المهمة للجمهور العادى
والمتابع أيضا لنشاط هؤلاء الهادمين يلاحظ وبسهوله أن غالبيتهم- أقول هذا عن ثقة وتجربه- لا يحضر أساسا عروض الأفلام ولا يهتم إلا بحضور حفلى الإفتتاح والختام والإستقبال ولنا أن نقوم بإحصاء عما يكتبه هؤلاء المتطفلين عن الأفلام مقارنة بما يكتبونه عن أخبار المهرجان والحوارات مع الفنانين والفنانات
الأفلام لا تعنيهم ولا تهمهم إن كل ما يهمهم فقط هو التواجد وحمل النشرات والكتبيات التى تصدرها إدارة المهرجان دون حتى أن يقرأوها وأؤكد أن غالبيتهم لا يقرأ ما يتكالب على الحصول علية من نشرات المهرجان
أذكر - والشئ بالشئ يذكر- أن أحد النقاد كنا لا نراه إلا جالسا حول حمام السباحة فى الفندق الذى تقام فيه عروض مهرجان الإسكندريه السينمائى وعندما كان يتحدث عن المهرجان سواء فى للصحافة أو التلفزيون ينتقد المهرجان وتنظيمه والقائمين عليه دون ان يتطرق الى نقد الأفلام التى كان من الواجب عليه مشاهدتها
أنا لا أدعى الكمال لمهرجان القاهرة السينمائى أو لغيره بل من المؤكد أن هناك أخطاء وهفوات ولكن ما يسئ حقا هم هؤلاء الناس الذين تعمى أبصارهم عن رؤية .الظروف التى يقام فيها المهرجان وبأى ميزانية يتم تنظيمه
لقد صدق رئيس المهرجان الدكتور عزت أبو عوف عندما رفض المقارنه بين مهرجان القاهرة ومهرجان كان أو بغيره من المهرجانات التى تقام فى المنطقة .العربية لأن المقارنه هنا ظالمة لمهرجان القاهرة الذى لو تم رصد ميزانية له تقارب ميزانية المهرجانات العالمية لقامت الدنيا ولم تقعد
إن إقامة مهرجان القاهرة السينمائى كل عام وبالصورة التى يخرج بها - رغم كل الملاحظات - يعد إصرارا رائعا من وزارة الثقافة وجهدا يجب تحيتها عليه ومن الأفضل للذين يتفرغون لنقده ومقارنته بغيره من المهرجانات أن يتفرغوا لمشاهدة أفلامة ونقدها وقتها فقط سوف يكنون العرفان للقائمين عليه بدلا من أن يسلكوا طريق سهلا لإحباط منظميه بعد أن يتفرغوا هم لحضور حفلتى الإفتتاح والختام وإلتقاط الصور وإجراء المقابلات والحوارات التى شبع منها الجمهور لأن ذلك أيسر كثير من مشاهدة الأفلام وعناء فى الكتابه عنها
سوف تنتهى دورة المهرجان لهذا العام ومن السهل آنذاك إحصاء كم مقالا كتب عن أفلام المهرجان وكم مقالا كتب عن المهرجان - وكل لبيب بالإشارة يفهم- وإن غدا لناظره قريب.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :