الأقباط متحدون | جمال أسعد لا يمثل الأقباط !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٠ | الاثنين ١٣ ديسمبر ٢٠١٠ | ٤ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

جمال أسعد لا يمثل الأقباط !!

الاثنين ١٣ ديسمبر ٢٠١٠ - ٣٨: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاي 
لكي يكون التمثيل النيابي لأي جماعة شرعيًا، من الضروري أن تتوافر فيه شروطًا معينة.  فيجب أن تكون هذه الجماعة هي التي اختارت ممثلها بإرادتها الحرة عن طريق انتخابات ديمقراطية نزيهة. ولكي يختاروا هذا الممثل دون غيره يجب أن يفهم الممثل آلام هذه الجماعة، ويؤمن بآمالها ويكون هدفه الأول والأخير أن يعبر عن رأى هذه الجماعة بكل أمانة وجرأة وإخلاص. و"جمال أسعد"لا ينطبق عليه شيء من هذا كله.
"جمال أسعد عبد الملاك"حصل على مقعده في البرلمان بالتعيين ضمن سبعة أقباط، المفروض أنه يمثلون الأقباط. والعضو الذي يدخل البرلمان يكون حريصًا عادة على إرضاء من أدخله. ولأن الحكومة هي التي أدخلته، فمن الطبيعي أن يكون إرضاء الحكومة هو هدفه. الأقباط لم ينتخبوه ولا يمكن أن ينتخبوه إذا رشح نفسه. الرجل معروف الهوية والانتماء والولاء، وفى انتخابات سابقة للبرلمان دخل المجلس على قائمة الإخوان المسلمين. ولا نحتاج لتوضيح أكثر من هذا للتدليل على أن الرجل لا يمثل الأقباط.
 
بل إن"جمال أسعد"نفسه لا يدعى أنه يمثل الأقباط، فقد قال عقب معرفته بالخبر أنه يسعده أن يختاره رئيس الجمهورية للتعيين داخل البرلمان"كمواطن مصري وسياسي ومعارض وليس كقبطي لأنه لا يعبر عن المسيحيين، وإنما يعبر عن جماهير المواطنين"، وأضاف أنه ليس محسوبًا على الأقباط، وعلى خلاف دائم مع البابا وموقف الكنيسة منه واضح ومعلوم للجميع. (عن جريدة الدستور).
ولا أظن أن"جمال أسعد"يستطيع أن يدعى لنفسه أنه يفهم آلام الأقباط، فقد أختار لنفسه من البداية طريق استرضاء السلطة التي جنبته طريق الآلام الذي يسير فيه عادة كل قبطي. لم نسمع عن"جمال أسعد"أنه واجه تمييزًا في التعليم أو العمل. فكل ما كان يطمع فيه هو أن يحصل على دبلوم زراعي متوسط. ولكن الرجل مع ذلك أستطاع أن يصعد إلى منصب لا يحلم به خريجوا الجامعات، وهو أن يصبح مديرًا لبنك. ناهيك عن أنه أصبح الضيف المرموق في الصحافة والتلفزيون والفضائيات. فهو يمثل الرأي المقبول في المجتمع الذي طغت عليه نعرات التعصب الديني. وعادة يكون دور هذا القبطي أن يؤكد رفضه لأي ادعاء بالظلم أو الاضطهاد ضد الأقباط  مقدما نفسه كدليل بأن القبطي يحصل على المساواة بل وأكثر. ولا غرابة أن يزداد الطلب عليه وأن يغدق عليه بمشاعر التقدير والتبجيل لدرجة أنهم يسمونه المفكر القبطي، وهو لقب لا يحصل عليه قبطي غيره وكأن بقية الأقباط لا يملكون المقدرة على التفكير.
 
كما لا أظن أن الرجل يعترف أن للأقباط آمال ينبغي أن يحققوها أكثر مما حققوا. فربما بظن نفس ما يظنه المتعصبون أن الأقباط هم أسعد أقلية في العالم، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان. 
والمحزن حقًا فيما يتعلق بمجلس الشعب الجديد، أن يختاروا له"جمال أسعد"ويرفضوا منه"جورجيت قليني". وجورجيت قلينى سيدة على مستوى رفيع من العلم والثقافة والرقى وتحمل سجلاً مشرفًا من الأداء الوظيفي والوطني، ويشهد لها مواقفها الجريئة في مدة خدمتها كعضوه سابقة فى مجلس الشعب لمدى عشرة سنوات.
 
الدكتورة"جورجيت قلينى"حاصلة على درجة الدكتوراه في القانون الدولي التجاري، وشغلت منصب رئيسة نيابة إدارية، واحتلت منصبًا كبيرًا في منظمة الأمم المتحدة قبل اختيارها لتكون عضوه في مجلس الشعب سابقًا.  وكانت كعضوه في مجلس الشعب تقوم بعملها كممثلة فعلية للأقباط، رغم أنها حصلت على منصبها بالتعيين، ولكن لم يمنعها هذا عن أن تقوم بدورها بكل شجاعة. وظهرت مواقفها بوضوح في أحداث"نجع حمادي"عندما انتقدت تقرير اللجنة البرلمانية لمدينة"نجع حمادي"، وأعلنت في المجلس قائلة "أنا أقسمت أن أرعى مصالح"مصر"مش المحافظ ومكنش ينفع أنى أخاف لأني قبطية ولا أهاجم المحافظ القبطي"، وأضافت "أهل نجع حمادي يتصلوا بى إلى الآن وكلمة الحق هأقولها ولو على رقبتى حتى لو زادت حدة الهجوم والشتيمة وهزت مستقبلي السياسي زى ما حذروني"، وعندما قالت هذا أنفعل النائب"عبد الرحيم الغول"وقال لها غاضبًا "أقعدي ساكتة". وقد تحققت توقعاتها فاهتز فعلاً مستقبلها السياسي وحرمت من الدخول تحت القبة، بينما تمكن"الغول"و"جمال أسعد"من أن يتظللا الآن بها، ويا لسخرية القدر!!
 
وبعد إعلان التعيينات وغياب اسم"جورجيت قلينى"منها أرسل لها الدكتور"منير مجاهد"منسق مجموعة مصريون ضد التمييز الديني، برقية يهنئها فيها لعدم اختيارها ضمن الأعضاء المعينين لأن معنى هذا- حسب تعبيره- أنها ليست من النوعية التي يضمها المجلس حاليا والتي جاء معظمها بالتزوير وشراء الناخبين والترويع بالبلطجة.   
ومأساة الغبن في تمثيل الأقباط في مجلس الشعب ما تزال قائمة، لأنها كما يبدو سياسة عليا. فهل من المعقول أن يمثل ١٥% من سكان"مصر"بعدد ثلاثة نواب منتخبين من مجموع أكثر من 500 نائب، أي بنسبة حوالي نصف في المائة؟  وحتى إذا أخذنا في الاعتبار من عينوا، مع أنهم لا يحملوا أي ولاء إلا لمن عينهم، فإن النسبة لا تزيد عن ٢%.  ويا لها من مأساة؟
ولكن المصيبة الكبرى أن يعين"جمال أسعد"ممثلاً للأقباط لمجرد أنه قبطي!! بمثل هذا المنطق يكون يهوذا ممثلاً شرعيًا للسيد المسيح، لمجرد أنه كان واحدًا من تلاميذه، مع أنه باعه بثلاثين من الفضة.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :