الأقباط متحدون | رجل الوحدة الوطنية العظيم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٥ | الثلاثاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ | ٥ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رجل الوحدة الوطنية العظيم

الثلاثاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إن قداسة البابا شنودة الثالث هو بحق رمز صادق وساطع من رموز الوطنية المصرية ، ووطنية قداسته وحبه لمصر ودفاعه عن وحدتها الوطنية أمور لا تحتاج لمن يبرزها ، فهى واضحة وضوح الشمس لكل من له ضمير حى يميز به بين الأمور
ما أبلغ كلمات قداسته فى هذا المجال ، إذ يقول إن مصر ليست وطناً نعيش فيه ، بل وطن يعيش فينا " ، ويقول أيضاً قداسته كلمات تفيض بالحب : " نحن مصريون ، كل نقطة دم فى جسدنا تؤمن بمصر وبالمواطنة المصرية " " مصر هى بلدنا ، وهى أمنا ، وكل مايمسها يمسنا ".

عزيزى القارىء : أضع أمامك هنا هذه النقاط القليلة من بحر خضم عن وطنية قداسة البابا شنودة ، وأوقن أنك تلمس الكثير منها :

1 – البابا شنودة ورفض فكرة تأسيس حزب قبطى أو دولة قبطية :
ففى فبراير 1989 م وعلى أثر تقدم أحد الأشخاص بطلب لتأسيس حزب سياسى يضم الأقباط فقط ، رفض قداسة البابا فكرة إنشاء حزب سياسى قبطى ، وقال قداسته : " نحن نريد أن يكون عضو مجلس الشعب مدافعاً عن البلد كله مسلمين ومسيحيين دون أن يوجد انشقاق عنصرى من هذا النوع

وذكر قداسته فى حديث لصحيفة الأهالى : " من أجل الوطن وحرصاً على وحدته أرفض قيام أى حزب مسيحى " ( الأهالى 6 يناير 1993 م )

وعن الاتهام بأن بعض الأقباط يريدون إنشاء دولة قبطية ، قال قداسة البابا : " لو عٌرض على الأقباط أن تكون لهم دولة فسوف يرفضون ويعتبرون الأمر هزلاً غير مقبول " ( الأهؤام الاقتصادى 18 يوليو 1988 م )

2 – البابا شنودة ورفض التدخلات الأجنبية لحماية الأقباط:
وانطلاقاً من حبه للوطن ، رفض قداسة البابا محاولات إحدى المراكز البحثية اعتبار الأقباط من الأقليات ، كما رفض مشاركة الأقباط فى مؤتمر الأقليات عام 1994 ، وقال قداسته " نحن مواطنون ولا نحب أن نوصف بالأقليات التى على أساس العرق أو اللون أو اللغة . ولسنا بالأقليات التى تطلب معونة أجنبية لمساعدتها ، أو الأقلية التى تطلب حقوقاً سياسية لإصلاح أوضاعها ، فنحن مواطنون مصريون ونصر على حل مشاكلنا داخل بلادنا وليس فى الخارج " ( الأهالى 4 يناير 1995 م )

وفى تجاوب وطنى مع الرأى العام فى مصر ، رفض قداسة البابا مقابلة لجنة الحريات الدينية مرات عديدة . وأيضاً أعلن قداسة البابا أكثر من مرة وبدافع وطنى عميق ، إنه يرفض أية تدخلات لحماية الأقباط فى مصر ، ومن أقوال قداسته بالمؤتمر الصحفى العالمى يوم 6 يوليو 1992 م : " إننا بصفة رسمية لا نقبل إطلاقاً أن تتدخل دولة أجنبية فى أمورنا الداخلية  ".

3 – البابا شنودة وعلاقته بالسيد الرئيس حسنى مبارك :
تربط قداسة البابا شنودة بالسيد الرئيس حسنى مبارك علاقة ود ومحبة وتفاهم ، وهو يصلى من أجل كثيراً ، ويتكلم عنه دائماً بحب ويصفه بالرئيس الحكيم ، ورئيس كل المصريين .

4 – البابا شنودة والقضية الفلسطينية :
ومن كلمات قداسته ومبادئه تجاه القضية الفلسطينية :" لا للاحتلال ، لا للتهويد ، لا للتدويل " . وبقول قداسته " تدويل القدس معناه التنازل عن عروبتها ، ونحن نؤمن بعروبة القدس " . وقد شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية المؤتمر الوطنى الشعبى من أجل تأييد الشعب الفلسطينى وكان ذلك مساء يوم الخميس 11 ابريل 2002 م  بحضور قداستة  ، وبدافع وطنى قوى وبإدراك عميق للمسئولية الوطنية ، لم يصرح قداسة البابا للأقباط بزيارة الأماكن المقدسة فى القدس وفلسطين وعبر عن ذلك : " لن ندخل القدس الإ وأيدينا فى أيدى إخوتنا المسلمين " ( مجلة أكتوبر 4 يناير 1987 )

5 – البابا شنودة والعلاقات الطيبة مع الأزهر والقيادات الإسلامية :
منذ عام 1986 م بدأت الكنيسة القبطية فى إقامة موائد للوحدة الوطنية فى شهر رمضان ، ويقيم قداسة البابا سنوياً بمقر البطريركية مائدة للوحدة الوطنية والتى أطلق عليها ( مائدة العائلة المصرية ) وقد امتدت الفكرة إلى كثير من الإيبارشيات والكنائس والهيئات داخل مصر وخارجها . ويحرص قداسة البابا دائماً أن تكون له علاقة طيبة مع أصحاب الفضيلة شيوخ الجامع الأزهر وقد تعددت الزيارات المتبادلة فى عهد قداسته بين رجال الأزهر الشريف وكبار رجال الكنيسة وعلى رأسهم قداسته .. وقد جمعت صداقة وطيدة بين قداسته والشيخ محمد سيد طنطاوى ، وعندما توفى الشيخ سيد طنطاوى أرسل قداسة البابا برقية لمشيخة الأزهر وقال عنه فيها : " كانت له فى قلبى محبة عميقة وكنت أعتبره أخاً لى وصديقاً ، وكنا نتفق معاً فى كثير من الآراء والمواقف "

وقد تأثر قداسته أيضاً كثيراً لوفاة الشيخ الشعراوى فى يونيه 1998 م ، وقال قداسته : " الله وحده يعلم كم تأثرت بوفاته ... لقد كان عالماً كبيراً وفقيهاً فى اللغة ... وكان محبوباً من شعبه وكانت صداقتنا تسعد الملايين من المسلمين والمسيحيين (أخر ساعة 24 يونيو 1998 م )، وكذلك نذكر لقاءات قداسة البابا مع كثير من المفكرين الإسلاميين

6 – البابا شنودة ورفضه لأية إساءة ضد الإخوة المسلمين فى أى مكان ، وبأى صورة :
أدان قداسة البابا فى مؤتمر صحفى عالمى ( يوم 6 يوليو 1992 م ) المذابح الوحشية فى البوسنة والهرسك ، وطلب من كل كنائس العالم التحرك لوقف العنف هناك ، كما اجتمع قداسته مع اللجنة المصرية لمناصرة شعب البوسنة والهرسك لتفعيل جهود وقف العنف هناك وتنسيق الدعم المعنوى والمادى ، كما أيد قداسته إرسال قوات عربية وإسلامية للبوسنة ( الأهرام 15 يوليو 1993 م ) وقام قداسة البابا باستنكار وشجب وإدانة الحرب ضد المسلمين فى الشيشان ( السياسى المصرى 8 يناير 1995 م ) . وفى حوار بمجلة أخر ساعة ( 16 يوليو 1997 م )  تحدث قداسته عن إساءة بعض الأجانب فى الخارج للمقدسات والرموز الدينية  ، فقال قداسته : " ليكن معلوماً أن هناك خطاً أحمر فى العلاقات الإنسانية لا يجوز لأحد أن يتجاوزه ... هو كل مايخص كرامة الدين ... إن الإنسان قد يحتمل إهانة تصيب شخصيته ... ولكنه لا يستطيع تحمل إهانة تصيب دينه ... ولم تكن مشاعر المسيحيين بعيدة عن هذه الإهانات التى أصابت إخوانهم المسلمين ... وماحدث من إهانة دينية جرحت شعور الجميع "... وقد دعا قداسته لمحاسبة هؤلاء المسيئين حساباً عسيراً على ماقدمت أيديهم ... مع ضرورة الاتصال بالرأى العام العالمى وبالهيئات الدولية لوضع حدود وإجراءات تمنع هذه الإهانات . وفى محاضرته الأسبوعية ( يوم الأربعاء 8 سبتمبر 2010 م ) ، أدان قداسته بكل قوة محاولات الأمريكى الطائش الذى حاول إهانة الرموز الإسلامية .

7 – البابا شنودة والمشاركة الدائمة فى المناسبات الوطنية :
قداسة البابا لا تفوته أية مناسبة وطنية ، بإدراك عميق للمسئولية الوطنية ، فلا تنس مشاركته فى الاحتفال برفع العلم المصرى على طابا يوم 19 مارس 1979 م ، ورفع العلم المصرى على العريش يوم 26 مايو 1979 ، وقام قداسته بتقبيل علم مصر مع كبار رجال الدولة ، فى مشهد يفيض بالوطنية . وفى إطار المناسبات الوطنية أيضاً فإن قداسته لا يتأخر أبداً عن المشاركة فى جلسات مجلس الشعب ومجلس الشورى وفى كل مرة يكون فيها لقاء للسيد الرئيس مع ممثلى الشعب ، وكذلك حضور المناسبات الوطنية والقومية الأخرى ومنها : الاحتفالات بانتصارات أكتوبر ، عيد تحرير سيناء ،عيد الشرطة ، عيد العمال ، يوم الطبيب ، وسائر المناسبات الوطنية ... إلخ

8 – البابا شنودة ومناداته بالعمل المشترك من اجل صالح الوطن :
ينادى قداسة البابا دائماً بأن هناك مساحة مشتركة بين المسيحية والإسلام فى العديد من المفاهيم والقيم والفضائل تصلح للعمل المشترك من أجل صالح الوطن

9 – البابا شنودة وحثه لأبنائه على إيجابية المواطنة :
يستنهض قداسة البابا إيجابية المواطنة عند أبنائه من الأقباط فى ضرورة المشاركة الوطنية بأن يكون لكل منهم بطاقة الانتخاب ، والحرص على أداء الواجب الوطنى بالادلاء بأصواتهم فى الانتخابات ، ويعمل قداسته على مشاركة الكنيسة فى العمل الاجتماعى العام ومساهمتها فى أعمال التنمية والتوعية الصحية ، إلى جانب مساهماته الفعالة فى معالجة ماينتج من أضرار بسبب بعض الكوارث والأزمات ومنها : الزلازل والسيول وحوادث الطرق وحوادث العنف .... وغيرها

10 – البابا شنودة والعمل على حفظ انتماء الأقباط فى بلاد المهجر بالوطن الأم :

يعمل قداسة البابا بأقصى جهد ممكن على حفظ انتماء الأقباط المهاجرين وارتباطهم بوطنهم الأم مصر ، ويدعوهم قداسته دائماً لزيارة مصر ، وكثيراً مايقدم قداسة البابا بكتابة رسائل لأقباط المهجر لتوضيح بعض الأمور التى قد تحتاج لتوضيح أو لحثهم على الالتزام بما تقتضيه مصلحة الوطن . وفى إحدى هذه الرسائل يقول قداسته : " أنتم مصريون لحماً ودماً ومصيراً ... ولمصر فضل عليكم ... مصر هى أمكم ... عبروا عن حبكم لها بخدمتها ... قدموا لها يداً ... كونوا معها ولا تكونوا عليها ...!

وأختم هذا المقال ببعض أبيات الشعر لقداسة البابا فى حب مصر ، وله فى هذا المجال الكثير ، ولكنى اكتفى هنا بهذه الأبيات :
جعلتك يامصر فى مهجتى                   وأهواك يامصرعمق الهـوى
إذا غبت عــنك ولو فترة                      أذوب حنيناً أقاسى الـنـــوى
إذا ماعطشت إلى الحب يوماً                 بحبك يامصر قلبى ارتــوى
نوى الكل رفعك فوق الرؤوس              وحقاً لكل امرء مــــانوى




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :