الأقباط متحدون | الكنيستان القبطية والسريانية.. وعلاقة وطدتها العقيدة والجغرافيا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:١٦ | الاربعاء ١٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الكنيستان القبطية والسريانية.. وعلاقة وطدتها العقيدة والجغرافيا

الاربعاء ١٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

كتب : ميرفت عياد

أعد القس "باسيليوس صبحي" -رئيس وحدة البحث والنشر للتراث القبطي بالمركز الثقافي القبطي- دراسة تحت عنوان "العلاقات القبطية السريانية عبر العصور" أوضح فيها أن السريان هم السكان الذين يقطنون الأراضي الواقعة غرب نهر الفرات، ويعدون من أوائل الشعوب التي آمنت بالديانة المسيحية، لذلك كان للسريان دورًا كبيرًا في المجامع المسكونية، وشاركوا الأقباط في رفض قرارات المجمع الخلقيدوني، ومن هذا المنطلق جميع ما بين الأقباط والسريان، علاقات قوية منذ بداية العصور الأولى للمسيحية، وخاصة في مجال الرهبنة، ومن خلال هذه الدراسة يقوم أبونا باسيليوس باستعراض تلك العلاقة، منذ العصور المسيحية الأولى، مرورًا بالعصر العربي، نهاية بالعصر الحديث والمعاصر.

بداية نشأة الرهبنة

يؤكد أبونا "باسليوس" على أن الرهبنة كانت بداية نشاتها في صعيد مصر، على يد القديس العظيم "الأنبا أنطونيوس الكبير"، وسرعان ما انتشرت فكرة الرهبنة داخل مصر وخارجها، ومن هنا بدأت أولى أبعاد التلاقي بين الكنيسة القبطية والسريانية، حيث حدث نوع من التواصل والاتصال بين النساك السريان، والرهبان الأقباط، ولهذا قصد البراري كثيرون من القديسين السريان للتبرك من القديسين الأقباط العظماء، ولعل أشهر زيارة معروفة لدى الجميع هي زيارة "مارإفرام" السرياني للقديس "الأنبا بيشوي"، كما أن هناك عدد كبير من الرهبان السريان الذين ذهبوا إلى مصر للحياة في صحاريها، وأكبر دليل على هذا وجود دير السيدة العذراء، بوادي النطرون، والشهير بدير "السريان"، وفكرة إنشاءه ترجع إلى أن أول مركز اجتمع فيه الرهبان السريان، هو "دير الزجاج" الذي يقع غرب الإسكندرية، ثم عادوا وتفرقوا في العديد من الأديرة إلى أن فكروا في أن يجتمعوا في مكان واحد يحمل اسمهم، وقد ساعدهم على نشوء هذه الفكرة تدمير العديد من أديرة الإسقيط على أيدي البربر، وبالفعل تحمس ثلاثة من الرهبان السريان لفكرة الدير، وقاموا بإنشائه ليجتمعوا به، ويستطيع أن ينضم إليهم من يريد من الرهبان السريان.
 
انشطار الكنيسة إلى قسمين

ويشير أبونا "باسيليوس" إلى أن المجمع الخلقيدوني الشهير عام 451م أدى إلى انشطار الكنيسة إلى قسمين؛ أولهما يضم كنيسة القسطنطينية وروما، وهما توافقان على قرارات مجمع خلقيدونية، أما القسم الثاني فرفض هذه القرارات، وكان يضم كنائس الإسكندرية، وأنطاكية، والأرمن، والأحباش، ومن هذا التاريخ تم التقارب بين هذه الكنائس وتوطدت العلاقة بينهم، وقد ظهر فى تلك الفترة قديس مجاهد عظيم اسمه "مار يعقوب البرادعي" (500 – 578) ومن شده تمسكه بالإيمان المستقيم، وكثرة جهاده أطلق الخلقيدونيون اسمه على أبناء الكنيسة القبطية والسريانية، وصار هذا الشعب مشهورًا لفترة طويلة باسم "اليعاقبة" نسبة إلى هذا القديس.



التقارب بين الكنيستين القبطية والسريانية

ويوضح أبونا "باسيليوس" مدى التقارب بين الكنيستين إلى الدرجة التى جعلت الراهب القبطي "ثيؤدور" الذي بدأ حياته الرهبانية في مصر، يذهب بعد ذلك إلى دير "قنسرين"، ويظل يتعبد به إلى أن خلا الكرسي البطريركي الأنطاكي، فقام السريان بترشيحه لهذه الخدمة المقدسة، التي ظل يمارسها لمدة 18 عامًا، إلى أن تنيح، ودفن بدير "قنسرين".
وعلى الجانب الآخر رسم البطريرك "سيمون الأول" بطريركًا للإسكندرية، وهو سرياني الأصل، وقد حضر إلى مصر وهو صبي، ومن شدة حب والده للقديس "ساويرس" الأنطاكي الذي دفن جسده بدير الزجاج بالإسكندرية، نذر ابنه للكنيسة، وبالفعل سلك الشاب "سيمون" مسلك الرهبنة، إلى أن تم ترشيحه لمنصب البطريرك في الكنيسة القبطية، وظل يخدم لمدة 8 سنوات الكنيسة القبطية.


تزايد هجرة الأقباط إلى الشام

ويذكر أبونا "باسيليوس" أن بعهد "البابا كيرلس الثالث" ( 1242 – 1235 ) شهدت مصر حالة من الغلاء، أدت إلى هجرة كثيرين من الأقباط إلى الشام بحثًا عن الرزق، ومع كثرة الأعداد التي رحلت إلى هناك، أنشأوا كنيسة في دمشق، وتم سيامة الكهنة والشمامسة لهذه الكنيسة، ومن أشهر أراخنة هذه الكنيسة الشيخ المؤتمن "ابن العسال"، وعندما وجد البابا كيرلس أن عدد الشعب في بلاد الشاب يزداد، وهذا أدى إلى تقدم البعض إلى رتبة الكهنوت دون وجه استحقاق، فكر في رسامة مطران قبطي للقدس على أن تشمل هذه الإيبارشية بلاد الشام والساحل وحتى نواحي الفرات، وكان هذا يعد المرة الأولى التي يتم فيها رسم مطران قبطي للقدس، مما أغضب البطريرك الأنطاكي "مار أغناطيوس الثالث"، لأن أملاك الأقباط بالقدس كانت تدار من قبل بواسطة السريان، مما أدى إلى أن وجه رسالة للبابا "كيرلس الثالث" معترضًا على هذا القرار.

مشاركة فى السراء والضراء

ويفصح أبونا "باسيليوس" عن أن الكنيستين الشقيقتين، لم يكتفيا بحد المجاملات أو المشاركة في المناسبات فقط، بل كانت العلاقة بينهم قوية ومتميزة، فعلى سبيل المثال حينما احتفل البابا "مار أغناطيوس" باليوبيل الفضي لسيامته عام 1975، ذهب "الأنبا صموئيل" أسقف الخدمات للاحتفال معه بهذه المناسبة، وعند نياحة البطريرك "مار أغناطيوس" عام 1980 ذهب الأنبا "أثناسيوس" مطران بني سويف لتقديم التعازي الكنيسة القبطية للكنيسة السريانية.
وعندما احتفلت الكنيسة السريانية برسامة البابا الحالي، ذهب الأنبا غريغوريوس لحضور حفل الرسامة، هذا إضافة إلى أن الرهبان السريان يقومون بالدراسة في الكلية الاكليريكية القبطية، كما زار قداسة البابا شنودة مقر البطريريكية السريانية عام 1997، ضمن برنامج زيارته المقررة لسوريا، وذلك للمشاركة في اجتماع رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط، والأمثلة على قوة تلك العلاقة كثيرة يصعب حصرها.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :