الأقباط متحدون | جيل آخر الزمان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٨ | السبت ١٨ ديسمبر ٢٠١٠ | ٩ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

جيل آخر الزمان

السبت ١٨ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
النهاردة فقط شعرت بأنني من جيل عليه طبقة سميكة من التراب، تكوَّمت بفعل مرور الزمن، لن تستطيع مكنسة كهربائية قوية أن تنظِّف ما علق في عقلي من قدم وتقاليد رأيتها اليوم تنهار وتترك مكانها جيلاً مُهمَّشًا تافهًا يحتاج إلي إعادة تربية وتكوين.

رأيت اليوم في أحد الشوارع الشهيرة، مجموعة من الشباب- جديد في السوق- لم أعتد رؤيتهم من قبل؛ حيث أن الصنف الوحيد الذي تعاملت معه عن قريب، هم مجموعة من الشباب المثقَّف الواعي، وبعض القراء، وهؤلاء نوعية حماهم حبهم للقراءة من الانصهار داخل بئر الرَّوشنة، وتراهم يغلب علي طبائعهم سمة الاكتئاب، وحمل هموم جيل كامل علي أكتافهم، والتفكير العميق في المستقبل الباهت المعالم الذي ينتظرهم. ورغم اكتئابهم وضحكاتهم التي نادرًا ما تزور وجوههم، إلا أنهم في نظري شباب واعٍ.. فاهم إن الدنيا تحتاج إلي بعض من التفكير، وليست كلها هلس في هلس.

أما اليوم فكان شباب الجيل الحالي- اللي ضاربها جيل وصُرم– يلهون بالدراجات البخارية.. ترى الفتاة خلف الولد، تحتضنه في حب سينمائي أمريكاني بديع، وكأنهما فردًا واحدًا! وكان الراكبون الطائرون يسيرون في سرب دراجات بخارية يصل عددها إلي عشرة دراجات بخارية. منظر من السينما رأسًا إليك! فين أهله؟ فين أهلها؟ هي الناس دي عندها أهالي مثلنا؟ أم إنهم صنف مُستورَد جديد نزل بدون بابا وماما وعمو وخالتو وعمتو، وسمعتي، وياخراشي الولد دا بيتحرش بيا والكلام القديم دا؟!! ومن الذي اشترى لشلة المراهقين الطائرة دراجاتهم البخارية؟!! يمكن في الأمر "إسرائيل" كالعادة!!

المنظر كان جديدًا.. تبعه منظر آخر لشاب وفتاة؛ ترى الشاب يضع قطرة الحب في عين فتاته في منتصف الطريق العام، ويُلقي عليها بعضًا من تعاويذه السحرية؛ ليشل أطرافها، وهاتك يابوس، في فيلم رومانسي عاطفي، لن تشاهد فيلمًا في مثل جرأته إلا في هذا الطريق فقط.

هو أنا فين يا بشر؟ هل سقطت مثلاً في بلد غير البلد؟! وأين ذهب الأمن ويده الباطشة؟ هو الأمن اشتغل قرني اليومين دول؟ أم أن الأمن لا يظهر إلا للجماعات التي يعمل داخلها العقل لا الأعضاء التناسلية؟ أين ذهب الأمن الذي تجمع بالآلاف لحماية صناديق الانتخابات والبلطجية من الشعب وأصوات الشعب؟ وأين ذهب الأمن الذي كان حاضرًا وبقسوة لردع الشباب المسيحي الذي خرج ليُعبِّر عن رأيه في بناء كنيسة في "العمرانية"؟ وأين الأمن الذي إلتف بالآلاف حول المتظاهرين ضد المعاملة غير الآدمية في أقسام الشرطة؟ أين يختفي الأمن ساعتها؟ ولا الأمن له ناس وناس؟

وحتى لا يتم إتهامي بالرجعية؛ بوسوا بعض، حبوا بعض، بس في بيوتكم، مش في الشارع! خذوا ما ترغبون فيه من الغرب، ولكن لا تنسوا أن الغرب يُصدِّر بجوار الهلس، علم وعمل وجهد وتشغيل مخ وعقل وحقوق إنسان ووعي وحياة آدمية واحترام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :