بقلم: مينا ملاك عازر
كيف أكتب كلامًا صامتًا؟ هذا تحدٍ أضع نفسي فيه في كل مرة أكتب في موضوع شائك، وأعتمد فيه على ذكاء حضرتك، وغباء المؤذيين، وأكتب، وأحاول أن أتجمَّل، وأجمِّل في صورة قبيحة لبلد بائس، أهلها يائس، شبابها غاضب، نوابها نائمين، انتخاباتها مزوَّرة، من يجلس على كراسيها فاسد في أغلب الأحيان.

والأيام دي مش بس بيقطعوا رزق من يتكلم، لا كمان بيحاولوا يقوموا على من يرسم رسوم رمزية، ورمزية فتاة رقيقة ليس لها علاقة بالعا... نزيهة، التي لطَّخت سمعة الانتخابات المصرية. آسف، أنا وعدتك بألا أتحدث عن الانتخابات، ولا السياسة، ولا الظلم، ولن أنشد العدل في بلد ليس بها حصن سوى العدل. وسأتكلم عن الطقس، و"مصر" طقسها ربيع طول السنة بشهادة الإعلام، وليس بها أزمات، وتُدار من خلال الأغاني الوطنية  الحماسية، ويبكي أهلها لانتصارات كروية، ويحلم شعبها بتنظيم كأس العالم. ولما فشل الشعب- وليست الحكومة طبعًا- راحوا يتغِلبوا من دويلة نجحت في الحصول على الموافقة على تنظيمه، والكلام في الكرة والطقس غير مؤذٍ، وسأحاول دراسة خطوط الموضة، وأحدث الأزياء العالمية؛ فأتخصص بها حتى أنال رضا الكل. فالكلام ده بس ينفع يطلع في التلفيزيون، والمذيع الشهير شكر ربنا، وباس إيده وش وضهر- مش شعر ودقن- لما جاله برد في أيام الانتخابات. يبقى عايزني أتكلم في المجلس، والمجلس الموازي، ولو حبكت مع حضرتك إني أتكلم على المجالس، ممكن أكلِّمك عن المجالس المتعاقبة في نادي الزمالك، والحوسة إللي واقع فيها الأهلي لاختيار مدرِّبه الأجنبي.. وعلى فكرة الأهلي أخذ فتوى بإمكانية استجلاب مدرِّب أجنبي لتدريبه بدون انتهاك لسيادته.

وفي الوقت الذي يتهامس الكل باسم المدرب الأجنبي القادم للنادي الأهلي، يصرخ الكل ببطلان الانتخبات!! بالذمة ده كلام بقى، نبص على إللي فات، ونسكت على الجاي؟!! يا جماعة بصوا على مستقبل الكرة المصرية. "مصر" أحرزت أول مركز متقدِّم في تاريخها الحديث في كرة القدم بوصولوها للمركز التاسع عالميًا في تصنيف الفيفا للمنتخبات، وكل ده بفضل الحزب الوطني وقياداته الرياضية. فمنذ أن شاهدته وهو يلعب كرة القدم في ملعب القرية الذكية، وقلبي انشرح، وطابت نفسي، واطمئنيت على إللي جاي.

وأرجو أن حضرتك تسيبك من الماضي، ده الماضي ده كان كله جراح، وخليك في الجاي، الجاي أحلى، والشتاء بيخليك تقعد في البيت بالليل، وتطفئ التكييف، وما تستهلكشي كهرباء.. و"مصر" بلد نعيش فيه بصفة مؤقتة إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، ويأخذنا عنده.

ولا أظن أن حضرتك تأمل في أفضل من هذا، خاصةً وإنك تشعر بأنك في بلد الحقيقة الوحيدة فيه أن لازال النيل يجري! وحتى ضمان بقاء هذه الحقيقة واستمراراها أمر مشكوك فيه. ولا نعرف إن كان البترول سينفذ قبل أم بعد الماء؟ والغاز سيستمر تصديره حتى نفاذ الكمية، أم سنستخدم الطاقة النووية؟ ومحطة الطاقة النووية لا تجد مكانًا لها في أرضنا، مع أن محطات المترو يسهل الحصول لها على مكان، وبلدك فرحانة بيك، وإنتَ فرحان بها.

المختصر المفيد، إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :