بقلم: مايكل مجدي
فى مطالعتى لصحيفة المصري اليوم عدد رقم 2378 يوم الجمعة الماضى 17 / 12 / 2010 فوجئت بخبر غريب من نوعه لفت نظرى ، وهو وقفة أحتجاجيه
أمام السفارة السودانية ! ، لم أسمع كثيراً عن مثل هذه المواقف أمام سفارة السودان ، لو قالوا أمريكا يمكن أنجلترا يجوز لكن السودان بلد عربى شقيق ولا تدعم اسرائيل ولا توجد بها فرص للهجرة والعيش الثرى ، ولكن من العنوان بدأت أستكشف الموقف أنها أنتفاضة حقيقية ولكن ليس لأى قضية سياسية ولا مالية وأنما قضية أنسانية بشرية تطالب بأبسط الحقوق التى يتمتع بها الكثير من الكائنات الأقل من الأنسان ، لم أشعر بأهمية الخبر ولكن فولى جعلنى أبحث على مواقع الفيديو وبالفعل وجدت المقطع الفيدو الذى رصد الحدث وهو على هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=8iZlieOswiU
والمشهد أكثر بكثير من أن يُعبر عنه بالكلمات فأمرأة تجلد ب( كرباج سودانى ) أمام الجميع من جنود سودانيين أما الجميع بكل قسوة وهى تصرح طالبة الصفح والغفران ولكن ليس من يسمع أو ينجد والجنود يستمروا فى الجلد دون رحمة ولكن بالعكس بكل سخرية واستهزاء وتسائلت فى نفسى لماذا لم يتدخل المارة ؟ لماذا كل هذه السخرية والأستهزاء من الجنود وكأن الأمر معتاد ؟ وما الجرم الذى أقترفته هذه الفتاة البريئة حتى تعامل بهذه المعاملة المبتزلة وكانت الأجابة هى الساعقة الكبرى لى ، فتقول الجريدة أن التهمة هى أرتداء بنطلون !!! وتسائلت مرة آخرى وهل أرتداء ( البنطون جريمة ) وتأكدت بنفسى أن الجريمة هى أرتداء البنطلون وليس خلع البنطلون !!! نعم فالمقال يقول أن المادة رقم 152 من القانون السودانى لسنة 1991 والتى تنص على الجلد كعقوبة ( أصيلة ) تقع على النساء بسبب ما يعتبره القانون زياً فاضحاً دون تحديد ما هو هذا الزى أو ما الشروط المتوافرة فيه !!! وفكرت فى فكرة قد تساعد هذا القانون وأتوقع الحصول على جائزة الدولة التقديرية على هذه الفكرة ولن أخفيها عليكم متنازلاً عن حقوقى الفكرية وعن الجائزة وهى أن تقوم الحكومة بتوزيع الملابس على الشعب وبذلك تضمن أن يكون حسب المواصفات القياسية ، ولا تنسوا أخوتكم فى مصر فى المطار ليرتدوا الزى الرسمى عند دخولهم السودان الشقيق.
وتسائلت فى جهلى وقلت لذاتى هل فرغت الحكومة من مشكلاتها وتفرغ رجال الشرطة للبحث عن البنطلون المفقود ؟!! وماذا عن دارفور ؟ وماذا عن الأنفصال والجنوب ؟ وماذا عن المتمردين ؟ وماذا عن الحصار السياسى ؟ وماذا عن الفقر والجهل ؟ وماذا عن الأقتصاد ؟ وماذا عن الأمراض والأوبئة ؟ وماذا عن صراعات السلطة ؟ .....ألخ ، وغيرها الكثير من الأسئلة التى لها أجابات معروفة كالشمس .
وتركت كل هذا ونسيت سؤال الباقى بلا أجابة لولا أنى وجدت الأجابة تخرج من المقال فذكرتنى به وهو لماذا يظهر على الجنود علامات الأعتياد والأستهانة والأجابة كانت رقم وهو 6000 ومع الأسف هو عدد السيدات التى تطبق عليهم عقوبة الجلد بسبب الزى غير المناسب غير القياسية شهرياً حسب الأحصائيات التى كشفتها المراكز الحقوقية السودانية ، وفهمت أنه أمر عادى على هؤلاء الجنود ولكنى تسائلت فى نفسى ما هى محددات الزى اللائق حتى يرضى الدستور ومن يقرر ويحكم بصلاحية هذا الزى ؟!؟ لا محددات ولا معالم ، وهذا يترك البنات السودانيات تحت رحمة زوى السلطة فى التهديد بالأضافة لأختلاف ديانات وعقائد الشعب السودانى ، وكان رد فعل السفير السودانى بالقاهرة ملفت حقاً فقد رفض استلام المذكرة التى قدمتها المنظمة الحقوقية بشئ القضية !!!
والغريب حقاً هو نو الزى الذى تسبب فى كل هذا ( البنطلون ) ، فمن المعروف عن أداة الجريمة هذه أنها ستر وغطاء أكثر من أى شئ يمكن أن ترتدية الفتاة لأنه مغلق من جميع الجهات ومريح لحركة البنت دون أن يُظهر أى شئ من جسدها ( الفتان ) ، وأنى أريد من هنا أن ارسل تحذير شديد للمسئولين حيث أنه ظهرت والعياز بالله بنطلون قصير يُظهر جزء من القدم حوالى 10 – 20 سنتيمتر من الأسفل ويدعى ( برامودا ) وأنصح بأصدار قانون أضافى محدد بعقوبة أشد من الجلد خاصة بهذه البدعة الضالة وهى الأعدام شنقاً.