الشرع والأخلاق وشهادة الحلاق
بقلم: رمزي بشارة
* "علاء أبو زيد" محامي الكموني: الشرع لا يعتد بشهادة الحلاق!
موتوا بغيظكم أيها الحلاقين فشهادتكم باطلة!
فكَّرت قليلاً في هذا الأمر، فوجدت أن هذا المحامي لديه كل الحق في المطالبة بعدم الأخذ بشهادة من يمتهن مهنة الحلاقة، وذلك لأسبابٍ كثيرة؛ فمهنة الحلاق تجعله رومانسيًا ويُحَكِّم مشاعره بدلاً من عقله، لأنه يتعامل مع شُعور الناس. كما أن الحلاق معروف بالرَّغي الكثير والثرثرة، فعندما يجلس الزبون أمامه لا يستلم قفاه فقط، ولكنه يستلم أذناه أيضًا، ويستمر في الكلام حتى ينهَض الزبون من على الكرسي ويجلس زبون آخر، وهكذا. ولا يُغلق فمه إلا بعد أن يُغلق المحل.
الحلاق هو رجل يحرِص على تسلية زبائنه، فربما يختلق لهم القصص والحواديت، مما يجعله غير أمين على الشهادة في قضية مثل قضية "الكموني" وشركاه؛ فربما تحكم عليه العادة، ويقوم بتأليف قصص خيالية لم تحدث، فالطبع غلاب كما يقولون.
وبما أن الحلاق يتعامل مع منطقة الغابات في جسم الإنسان؛ فربما يتقابل أحيانًا مع بعض سُكان هذه الغابة، فيقوم بغسل الشعر بالشامبوه ورشه بالإسبراي، وربما أثناء هذه العمليات التخريبية يموت بعض سُكان الغابة من قمل وخلافه.. وهذا الأمر ربما يجعله قاسي القلب، متبلِّد الأحاسيس؛ مما يُعرِّض "الكمُّوني" وشركاه لبَطش هذا الحلاق القاسي.
كما أن الحلاق إن لم يكن ثرثارًا، وَجَب عليه أن يكون مُستمعًا جيدًا للزبائن
إللي بيقعدوا ياكلوا ودانه بمشكلاتٍ وحكاياتٍ وحواديت كثيرة، وهو لا يستطيع أن يعترض عما يقولوه، حتى وإن جانب الصواب أو خالف العَقل. وكل ما يفعله هو أن يؤكِّد على كلامهم، أو يعلن عن اندهاشه لما يقولوه بكلماتٍ مثل يا راجل! بجد! ثم يعطيهم انطباعًا بأنه متلهف لسماع باقي الحكاية العبيطة التى يسرِدونها، قائلاً: هه وبعدين؟ وهذا يجعله غير أمين في شهادَتِه؛ لأنه يستمع إلى كل من هَبَّ ودَب. وبالطَّبع سوف تؤثر تلك الحواديت الكثيرة التي يسمعها في الحدوتة التي سوف يشهد عنها. يعني الراجل هيفتكر إيه وللا إيه؟!
وبعدين هو الحلاق ده هينهَب؟ مش كفاية إنه عامل زى الموس، طالع واكل ونازل واكل، وبيكسب أد كده؟! عايزنا كمان نعامله كإنه إنسان، وناخد بشهادته في المحكمة؟ إنها مهزلة!
إننى أطالب بإعدام كل الحلاقين؛ لأن أي حد فيهم هتحصل قدامه جريمة، مش هيقدر يشهد فيها. يعني عيال هتتيتم، وستات هتترمل، وحقهم مش هيرجع بسبب الحلاقين إللى شهادتهم باطلة.
أو رأفةً بهؤلاء الحلاقين، ننفيهم خارج البلاد. وليستخدم كل منَّا كريم لإزالة الشعر؛ "لعل بياض رؤوسنا يؤثِّر على قلوبنا فتبيَض هي الأخرى".
نسيت أن أقول لكم: إن العيب الأكثر شيوعًا فيما يفعله الحلاق، إنه يُنَظِّف الناس من الخارج فقط، ويترك الداخل ملآن بالقذارة والعَفن.
وأخيرًا، أدعو أن لا يقرأ أبي هذا المقال، فيفَكِّر في الانتقام مِنِّي، فهو حلاق وشاطر قوي في الختان!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :