الأقباط متحدون | Silent
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٥ | الثلاثاء ٢١ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٢ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

Silent

الثلاثاء ٢١ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
لكل محبي اللغة العربية، أعتذر عن اضطراري لكتابة عنوان مقالي بلغة أجنبية، ولكنها مقتضيات الأمور؛ حيث إنني قرَّرت أن أضع نفسي بمصطلح الموبايلات على profile silent ، أي الوضع الصامت، وهو وضع أفضِّله في تلك الظروف التي تتلفح فيها "مصر" بسحابة، ولن أقول بغيمة أو ضباب؛ فهي سحابة ثقيلة لن يمحها إلا الله. والوضع الصامت غير مزعج للآخرين، وليس مزعج لي أنا نفسي، وقد يؤذيني الوضع العام  profile general، وأذية نفسية كثيرين ممن على رؤوسهم بطحة.

ومنذ أن حوَّلت نفسي للوضع الصامت، فأنا أترقب وبس. أترقب ماذا يحدث في بلد زوَّروا انتخاباتها، وصار له برلمانين، واحد غير شرعي كما ترى المعارضة، والآخر أيضًا غير شرعي كما يرى الحزب الحاكم. في بلد يقلق أهله على مستقبل عياله، ويحزن على حاضرهم، في الوقت الذي يطمئنهم الحزب على حياتهم وعلى مستقبل عيالهم، وأنه يخوض نيابة عنهم- وعن باقي القوى السياسية التي همَّشها الحزب بنفسه- معركة ضد المحظورة. ولا أحد يعرف من أناب الحزب عن القوى السياسية في خوضه المعركة المصيرية، لكن كلنا نعرف من أنام النواب في مجلس الشعب، ومن أناخ الرؤوس أمام الرياح، ومن أناط بقصار القامة وضعيفي النفوس ليسودوا في وقت انهار فيه العمالقة بفعل فاعل أو بأيديهم لانسحابهم من أماكن ملوَّثة.

ومع تعهدي أمام نفسي، وأمام من أحب، بالبعد ليلاً عن النار، قرَّرت أن أقترب من الثلاجة في عز الشتاء، ونتكلم معًا اليوم عن الشتاء القاسي الذي لا يرحم عريان، والعرايا في "مصر" كثيرون، سواء المساكين الذين لا يجدون ما يستر بهم عوراتهم الجسدية، أو الذين لا يجدون ما يسترون به عوراتهم العقلية والنفسية. والشتاء في "مصر" قصير، وغير مميت إلا فيما ندر، ولن نموت من البرد؛ فإن كنا استطعنا أن نفوت في نار الأسعار، فهل لسقيع الشتاء أن يجمِّد أطرافنا؟ وإن تجمَّدت، فعقولنا وقلوبنا وإرادتنا ستظل تنبض..

وقل لا، ولا يهمك. وقل أحب "مصر"، ولن تكن تهمة لك. ومصر بتحبك، وممكن تخرج معاها تمشوا على الكورنيش. صحيح تلاقي الكورنيش برد، لكن مش معقولة تمشيها في عشوائياتها، فقد تكتئب "مصر"! خليها تبص على النيل والأبراج والمراكز التجارية يمكن يكون لها أمل في بكرة من غير تزوير، ولا شتاء، ولا عري، ولا مساكين في عقولهم، ولا معارك خسرانة أو كسبانة بفعل فاعل.

ولا أظن أنه شيء يدعو للفخر أن تبتسم فرحًا في معركة انتصرت فيها ضد أي أحد، وكنت أنت فيها الخصم والحكم. ويا ليتك كنت حكمًا عادلاً ومنصفًا، لكنك كنت حكمًا فاسدًا مرتشيًا، وظلمت بغباء حتى ظهرت ايديك أمام الكل ملطخة بدماء خصمك الشريف، وإللي يغيظ إنك تنكر إنك قتلته.

المختصر المفيد، هناك خيط رفيع بين الصراحة والبجاحة، يا ويل من قطعه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :