جديد الموقع
ويكيليكس23: نتنياهو يعتبر أي قضية ستكون "تافهة" مقارنة بسلاح ايران النووي
كشفت وثائق جديدة نشرها موقع ويكيليكس ما كان يدور بين تل أبيب وواشنطن حول عدد من القضايا، من بين تلك الوثائق رسالة مؤرخة في 28 ابريل 2009 أرسلها السفير الأمريكي في تل أبيب إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وهي عبارة عن تقرير حول أول لقاء جمع وفد من الكونجرس الأمريكي برئيس الوزراء الاسرائيلي بعد تشكيله الحكومة الاسرائيلية.وفيما يلي نص الرسالة:
قام وفد من الكونجرس برئاسة السيناتور جون كايل يرافقه السفير الأمريكي في تل أبيب بعقد أول لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ تشكيله الحكومة الجديدة.
وتركز النقاش حول موضوعين أساسين هما وقف البرنامج النووي الإيراني، وخطة نتنياهو فيما يتعلق بعملية السلام مع الفلسطينيين.
ملخص:
بالنسبة لإيران، طرح السيناتور كايل عدة أساليب لزيادة فاعلية العقوبات المفروضة على إيران، مقترحا فرض قوانين وعقوبات جديدة تستهدف واردات طهران من البترول.
وبشكل قوي وملح، كرر نتنياهو تساؤلاته عن الخطط الأمريكية المطروحة في حال فشل العقوبات والتهديدات في وقف البرنامج النووي الإيراني. حيث يعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي قيام طهران بتصنيع قنبلة نووية أمرا سيغير وجه العالم، وقال نتنياهو إن جميع الموضوعات والقضايا الأخرى ستكون تافهه إذا ما قورنت بالخطر الإيراني.
فيما يتعلق بالفلسطينيين، استعرض نتنياهو خططه التي تعتمد على ثلاث مسارات، السياسية والاقتصادية والأمنية، ومع ملاحظة أن حكومته تقوم بمراجعة سياساتها تجاه الفلسطينيين ، أكد نتنياهو أنه هناك اجماع حكومي يحظى بتأييد 80% من الاسرائيليين على أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم، ولكن في إطار محدد يتوافق مع المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.
وقال نتنياهو إن الفرق الوحيد بين خطتته وخطة زعيمة المعارضة تسيبي ليفني يكمن في التسمية فقط، أما الهدف الوحيد هو حل الدولتين.
وفي رده على ما طرحه السيناتور فيما يتعلق بحاجة السلطة الفلسطينية إلى اقامة محاكم وسجون وقوات شرطة، أعرب نتنياهو عن موافقته إلا أنه أوضح أنه لم يركز بعد على المضوعات التي تتعلق بالحكم الفلسطيني. وأوضح نتنياهو أنه يرغب في توضيح فوائد السلام للفلسطينيين، ولكن بشرط أن يرتبط ذلك بالملف النووي الإيراني، ففي وجود إيران نووية لن يكون هناك سلام. ومتوقعا أن يفاجئ ذلك العديد من المراقبين، عبر رئيس الحكومة الاسرائيلية عن تطلعه للعمل على نهج موحد مع الرئيس أوباما.
الخطر الإيراني:
بعد نقاش صغير حول الأزمة الاقتصادية العالمية ، طرح السيناتور كايل الموضوع الايراني واضعا في الاعتبار جميع الملاحظات التي أرسلها مسؤول اسرائيلي في وزارة الدفاع ومسؤولون استخباراتيون إلى وفد الكونجرس قبل انعقاد اللقاء بيوم واحد.
وقال كايل إن الكونجرس يسعى لفرض عقوبات جديدة على ايران تستهدف وارداتها من المنتجات البترولية ، مشيرا إلى أن هناك حوالي أربع أو خمس شركات فقط تقوم بتصدير المنتجات البترولية لطهران وتقع أغلبيتها تحت قبضة واشنطن. وأضاف كايل بالقول إن عدد من الخبراء الاسرئيليون أبلغوا وفد الكونجرس عن اعتقادهم بأن مثل تلك العقوبات من شأنها أن تحجم البرنامج النووي الإيراني. بينما اعتبر نتنياهو أنه لا يوجد هناك شئ نجح في إبطاء برنامج إيران النووي.
وتساءل نتنياهو عما سيجري في الشرق الأوسط إذا امتلكت ايران سلاحا نوويا؟ وإذا كان مثل ذلك الأمر مرفوضا فماذا ستفعل الولايات المتحدة تجاه سلاح نووي ايراني موجود بالفعل؟ ماذا ستفعل الولايات المتحدة إذا ما وقعت باكستان في أيدي المتطرفين؟
وقالت احدى ممثلات الكونجرس لرئيس الوزراء الاسرائيلي إنه لا أحد في وفد الكونجرس لا يوافقه على تساؤلاته أوتحليلاته، ولكن يجب على الولايات المتحدة طرح حلول ومنحها الفرصة لإحداث تغيير، وإذا لم تنجح تلك الحلول سيوضح ذلك أن الولايات المتحدة قد حاولت. وأضافت أن الكونجرس يؤيد العمل على أساس ثنائي. وأضافت أن الدول الأوروبية حاولت العمل مع الجانب الايراني لخمس سنوات إلا أن ذلك لم يفلح في حل القضية. إن الرئيس أوباما سيؤكد على انخراطه في حوار دبلوماسي مع ايران، إلا أن كايل عبر عن شكوكه حول إمكانية نجاح ذلك. يجب علينا ادراك ما يجب فعله على المدى المتوسط.
ورد نتنياهو على ذلك بالقول إنه يجب على الولايات المتحدة العمل بشكل عاجل وسريع، يجب ألا تمتد المحاولة الدبلوماسية لوقت طويل وأن يكون لها هدف واضح، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون الحوار مع الايرانيين لمدة 4 أو 12 أسبوع وأن يكون الهدف المعلن ووالواضح للولايات المتحدة من هذا الحوار هو انهاء البرنامج النووي الايراني، وللمرة الثانية كرر نتنياهو سؤاله "ماذا ستفعلون إذا لم ينجح ذلك؟"
قال نتنياهو إن التعود على الحياة في وجود ايران نووية سيكون خطأ كبيراً سيؤدي إلى عالم مختلف وأكثر خطورة. ومع اشارته إلى أنه لا يمكن القول بشكل مؤكد أن ايران ستسخدم سلاحها النووي ضد اسرائيل، إلا أنه في حالة امتلاك ايران قنبلة نووية، سيتسائل الاسرائيليون كل يوم عن ذلك. وتابع نتنياهو بالقول إن هذه لحظة تاريخية ويجب أن يتحمل القادة مسؤولياتهم واتخاذ قرارات. فكل القضايا الأخرى تبدو تافهه بالمقارنة مع ايران النووية. وللمرة الثالثة سأل نتنياهو "ماذا أنتم فاعلون"؟
السلام مع الفلسطينيين:
سأل السيناتور كايل رئيس الوزراء الاسرائيلي عن رؤيته لحل الدولتين. قال نتنياهو إنه ينوي للإنخراط مع السلطة الفلسطينية بشكل سريع ولن يربط المحادثات السياسية مع الفلسطينيين بتطورات الملف الايراني.وقال إنه سيعمل مع الفلسطينيين على ثلاث محاور متوازية، وهي محاور السياسة والاقتصاد والأمن. ستهدف المحادثات السياسية للوصول إلى اتفاق في إطار عوامل محددة. بينما سيتطرق المحور الاقتصادي إلى الاستثمار العربي والأجنبي واقامة مشاريع مع شركاء اسرائيليين، أما المحور الأمني فسيعمل على ماقشة تكوين قوات فلسطينية. ومن أجل تحقيق كل ذلك، أشار نتنياهو إلى أنه بحاجة إلى شريك فلسطيني.
وقالت النائبة هارمان إن وفد الكونجرس قد زار وحدات أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية والحرس الرئاسي. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض إنه سعيد بقوات الأمن الفلسطينية وأنه يتطلع إلى تولي تلك القوات المزيد من المسؤليات الأمنية في أريحا و جنين. أجاب نتنياهو بالقول إن اسرائيل لا تمانع في منحهم المزيد من المسؤوليات ولكن ليس من الواضح كيف سيكون رد فعل حماس على ذلك. فإذا اختارت حماس المواجهه فان اسرائيل ستقوم بعمليات عسكرية أوسع في غزة، إن اسرائيل لا تريد العودة إلى غزة، ولكنها ستفعل كل ما هو ضروري لحماية أمن شعبها.
وقال وفد الكونجرس إنهم لاحظوا أن عدد كبير جدا من الفلسطينيين في كل مكان يتطلعون إلى وجود قانون ونظام لحياتهم. إن الفلسطينيون لايريدون فقط التعامل مع الارهاب، ولكنهم يريدون وجود نظام شرعي. إن السلطة الفلسطينية تشعر ببعض الفخر بوجود شرطة تابعة لها، ولكن الشرطة لا تكفي وحدها، إنهم يريدون محاكم وسجون فعالة. فالتطور والتقدم الاقتصادي يعد أمراً مستحيلا في مجتمع لا يحكمه القانون. عبر نتنياهو عن اقتناعه بتلك النقطة معترفا على غير العادة بأنه لم يعط كثيرا من التركيز حول كيفية الحكم الفلسطيني. مضيفا أن المساعدات الدولية يجب أن توجه لبناء المحاكم والسجون . وقال إنه من السهل إيجاد منطلق تخلو منها الجريمة وبدء تنمية اقتصادية محدودة تتوسع على المدى البعيد. وعبرت النائبة هارمان عن قناعتها بأن تلك التنمية الاقتصادية المحدودة في الضفة الغربية لن تكون كافية، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يرغبون ي أن يسود القانون والنظام في كل مكان.
قال نتنياهو إن العبارة الكلاسيكية هي أن عملية السلام لن تتم إلا إذا انسحبت اسرائيل بشكل كامل، ومن ثم سيصبح كل شي جيد. الآن، إذا انسحبت اسرائيل من الضفة الغربية من الممكن أن تحل حماس مكانها. لكن التطور الاقتصادي لن يكون بديلا للتسوية السياسية ، ولكنه سيغير من المناخ العام وسيدرك الفلسطينيون فوائد السلام.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :