تناولت صفحة أجراس الأحد بجريدة الجمهورية، احتفال الأقباط بعيد النيروز رأس السنة القبطية، والذي يبدأ بـ 1 توت نسبة إلي العلامة الفلكي الأول الذي وضع التقويم المصري القديم الذي أنفرد به المصريون فترة طويلة من الزمن قبل أي تقويم آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقًا وغربًا، وتقديرًا من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه إلي مصاف الآلهة. وصار "توت" هو إله القلم والحكمة والمعرفة فهو الذي اخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية والقبطية.

 

نشأ التقويم المصري القبطي سنة 4241 قبل الميلاد عندما رصد المصريون القدماء نجم الشعرة اليمانية وحسبوا الفترة بين ظهوره مرتين وقسموها إلي ثلاثة فصول "الفيضان- البذار- الحصاد" واثني عشر شهرًا مدة كل منها 30 يومًا، وأضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع اليوم وأطلقوا عليها "نسيء" وهو أصغر شهر بالسنة القبطية.

 

ويتعامل الفلاح المصري إلى يومنا هذا بهذا التقويم الذي يتوافق مع احتياجاته الزراعية، وأطلقوا الأمثال الشعبية المرتبطة بالأشهر القبطية والزراعات المختلفة وتناقلها هو وأولاده كدليل إرشادي للسنة الزراعية.

 

يذكر أن النيروز هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية: ني-ياروؤو أي الأنهار وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم مثل أنطوني وأنطونيوس فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية.

 

وعلى الجانب الآخر لفتت الصفحة إلى زيارة اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، برفقة الأنبا تادرس مطران بورسعيد والدكتور نبوي باهي وكيل وزارة التربية بجولة تفقدية للمدرسة اليونانية التابعة لإيباراشية بورسعيد، وافتتاح المنشآت الجديدة بمدرسة سان جورج الخاصة للغات التابعة للإيباراشية ذاتها. 

وأبرزت تصريحات المحافظ حول ضرورة توحد كافة المصريين لبناء جيل قوي يستطيع أن يقود المستقبل.

 

 

وقوله مشددًا، لم يعد أمامنا خيار سوي التسلح بالعلم لنواكب التغييرات العالمية فمصرنا الغالية تحتاج تضافر جهود الجميع. 

يذكر أن المدرسة اليونانية كانت قد اشترتها مطرانية بورسعيد وتقوم بإدارتها حاليًا. وبها مرحلتا رياض الأطفال والابتدائي، فيما تقوم المطرانية بتجهيز مباني مدرسة سان جورج لتستوعب المراحل من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية. 

 

وعلى نحو آخر تناولت الصفحة حديثًا مقتصرًا عن الأنبا بموا (1943ـ 2002) مؤسس دير مار جرجس بالخطاطبة بمحافظة البحيرة.

 

يقع الدير بالقرب من طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، واختار الأنبا بموا هذا الموقع لتأسيس الدير نظرًا لمباركتها بأقدام رهبان أديرة وادي النطرون القريبة، الذين كانوا يمرون به عند ذهابهم إلي قرية الطرانة لبيع منتجات الأديرة.

 

بدأ الأنبا بموا تأسيس الدير عام 1983 واكتمل البناء عام 1993 وافتتحه البابا الراحل شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية الـ117، واعترف المجمع المقدس بالدير في 13 ـأبريل 1995 حيث وقع البابا شنودة وثيقة الاعتراف بعد قداس خميس العهد. 

 

كان نشاط الأنبا بموا الكبير وشعبيته الجارفة في الكنيسة ووسط الشعب سببًا في التحفظ السياسي عليه ضمن آلاف من الشخصيات المعارضة التي أمر الرئيس الراحل السادات بالتحفظ عليها في سبتمبر 1981.

 

ويروي القس جورجيوس الرزيقي قائلا، كنت مسئولاً عن بوابة دير مار جرجس بالرزيقات وعند الغروب حضر رئيس مباحث أمن الدولة، وسأل عن الانبا بموا قائلا إنه يريده في مشوار مهم، فذهبت لسيدنا وحينما رآني سبقني في الحديث وقال: هم جم؟ فقلت له مين يا سيدنا فقال: بتوع الأمن فتعجبت من معرفته المسبقة لما سيحدث وعندما طلب منه رئيس المباحث أن يركب سيارة المباحث رفض وقال له: سأركب سيارتي ولو حبيت تعال معي بجواري.