الأقباط متحدون | الغنا للوطن والغنا على الوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥١ | الاربعاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٣ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الغنا للوطن والغنا على الوطن

الاربعاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ناظم نور الدين
بلادي بلادي بلادي             لك حبي وفؤادي
مصر يا أم البلاد              انت غايتي والمراد
وعلى كل العباد               كم لنيلك من أيادٍ

من منا لا يعرف هذه الكلمات ومن منا لا يحس بالفخر والكبرياء عند سماعها، كم أشعرتنا بالسعادة وكم أبكتنا..
هذا هو النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، الذي ألفه الشيخ "محمد يونس القاضي" ولحنه "سيد درويش"، وهذه الكلمات استوحاها الشيخ القاضي من خطبة قالها الزعيم "مصطفى كامل" في إحدى أشهر خطبه في عام 1907م وهذه كلماتها:
"بلادي بلادي لك حبي وفؤادي.. لك حياتي ووجودي، لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لُبي وجناني، فأنت أنت الحياة.. ولا حياة إلا بك يا مصر"، وتم تبنيه عام 1979. وقام موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب" بإعادة تلحينه وتوزيعه، بتوجيه من الرئيس الراحل "محمد أنور السادات".
أول نشيد وطني مصري معروف هو السلام الوطني الذي بدأ عزفه في عام 1869 في عهد الخديوي "إسماعيل" وينسب وضع هذا السلام الملكي إلى المؤلف الموسيقي الإيطالي "فيردي".
ثم أصبح نشيد "اسلمي يا مصر" الذي ألفه" مصطفى صادق الرافعي" ولحنه "صفر علي "هو النشيد الوطني في الفترة من 1923 حتى 1936، ويستخدم النشيد حاليًا كنشيد لكلية الشرطة في مصر.
ومع إنهاء الملكية في 1952 وقيام الثورة،  أُلغي العمل بهذا النشيد، وتم تبني "نشيد الحرية" من ألحان "محمد عبد الوهاب" وألحان الشاعر "كامل الشناوي".
وفي سنة 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 143 باتخاذ سلام وطني جديد، هو المؤسس على لحن "كمال الطويل" لنشيد "والله زمان يا سلاحي" من كلمات الشاعر "صلاح جاهين"، والذي تغنت به "أم كلثوم"، وهو النشيد الذي نال شعبية كبيرة في عام 1956 خلال العدوان الثلاثي على مصر.
في عام 1979 صدر القرار الجمهوري رقم 149 بتعديل السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، إلى نشيد "بلادي بلادي" الذي كتبه الشيخ القاضي ولحنه سيد درويش، وأعاد توزيعه محمد عبد الوهاب، وهو النشيد الذي نتغنى به إلى الآن.
لماذا دائمًا ما تهزنا كلمات هذه الأغاني إلى الآن، حتى وإن كنا نعاني من سوء ظروف اقتصادية واجتماعية، تجعلنا أحيانًا نقول أشياء عكس ما نبطن لهذا الوطن؟ الإجابة بسيطة جدًا؛ فإن من كتب ولحن هذه الأغاني كان مؤمنًا بهذا الوطن، ورغم بساطة الكلام وبساطة اللحن، فإنه يشجينا، ويجعلنا في حالة حب لهذا الوطن عند سماعه.
لم تكن هذه فقط هي الأغاني الوطنية الوحيدة التي تعبر عن حال الوطن، من فرح وحزن، من انتصار وانكسار، فإن هناك الكثير والكثير من الأغاني التي تغنى بها مطربون؛ مصريون وغير مصريين لمصر، ولازالت خالدة إلى الآن، ولكن للأسف لا نسمعها إلا في حالة واحدة، وهي عندما يحقق المنتخب المصري لكرة القدم أي انتصار دولي، أو الفوز بأي مباراة مهمة، وكان كيان هذا الوطن قد اُختصر في فرحة مباراة أو بطولة، وتناسينا المواقف العظيمة والمهمة التي انفعل بها الشعراء والملحنين، وكتبوا ولحنوا هذه الأغاني، وهذا هو سر خلودها إلى الآن، ليس أنها عبقرية الكلمات، ولا الألحان، فإن منها الكثير على المستوى الفني بسيط، ولا يحمل صورًا عبقرية، ولا يحتوي على نغمات استثنائية، ولكن وحده هو الصدق الذي جعل منها أيقونة.
هل كان الشيخ "القاضي" أو "سيد درويش" ينتظرون ربحًا ماديًا، أو شهرة بعملهم لهذه الأغنية، هل كان "الرافعي" و"صفر علي" يطمعون في منصب ما فكتبوا ولحنوا. ماذا دفع السيدة "أم كلثوم" لتتجول بأغنياتها حول العالم، وتحول دخل كل هذه الحفلات للمجهود الحربي؟ كثيرون وكثيرون فعلوا هذا بأشكال مختلفة، ولم يشغل بالهم في لحظة وحيدة ما هو العائد، حتى فترة قريبة جدًا كانت صناعة الأغنية الوطنية لا تخرج خارج إطار حب الوطن، ورد الجميل له، على أشياء كثيرة ندين بها له، وأقصد بالوطن الأرض وليست الحكومات والأنظمة، وفي المقابل الآن نجد الأغنية الوطنية البيزنس، حين يكتشف المطرب فجأة أن أعياد أكتوبر اقتربت، فيكلف أحد الشعراء بالكتابة، وأحد الملحنين بالتلحين من منطق (ما تيجوا نعمل أغنية وطنية ده موسم) مثل موسم الأغاني الدينية برمضان، ورغم الحرفية الشديدة التي يعتمد عليها الشعراء والملحنين في إخراج هذه الأعمال، فإنها سرعان ما تسقط من الذهن، ولا يشغل المستمع لها بالاً، نحن اتفقنا من البداية على أن سر خلود هذه الأعمال هو الصدق والإيمان بهذا الوطن الذي عاشوه فعاش بداخلهم.
الأغنية الوطنية البيزنس هي التي جعلت أحد المطربين الآن يكافئ لإهانته لهذا الوطن، عندما زور أوراقه لكي يتهرب من تأديته للخدمة العسكرية، هذا الواجب والدين الذي في عنق كل مصري، وهو الدفاع عن هذه الأرض، وفي المقابل تمنحه حكومة هذا الوطن شرف الغناء في احتفالات أكتوبر، بعد خروجه من السجن مباشرة، وكأن الدولة تكافئه على الاستهانة بهذه الأرض، وآخر اشترك معه في هذه الجريمة، وبعدها يغني للوطن الكل يعرف من هما المطربان تمام المعرفة، ولكني أخجل من وضع أسمائهم في نص واحد، يحمل أسماء آخرين أحبوا هذا الوطن، وتغنوا له من أعصابهم وأعمارهم، عاشوا هذا الوطن فعاشهم، هذا هو الفرق الوحيد بينهم وبين مطربي البيزنس، هو نفس الفرق الذي يوجد بين "الغنا للوطن والغنا على الوطن" غنوا معي هذه الأغنية الوطنية حتى لا نكون ممن يغنوا على هذا الوطن "وطني حبيبي همي الأكبر يوم ورا يوم حالته بتتأخر وإنكساراته مالية حياته وطني بيصغر وبيتدمر" قولوها بصدق فإن أول خطوات الإصلاح هي معرفة منطقة الوجع وآآآآآآآآآه يا بلادي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :