بقلم: د. إميل صابر
أحد أهم الفقرات الإعلامية والمواد الصحفية في هذه الأيام –مع اقتراب زوال العام 2010 - في كل الدنيا هو اختيار شخصية العام، توقفت كثيرا للتفكير بمن يستحق هذا اللقب أكثر. وقف أمام ذهني رجال كُثر يستعرضون؛ سقط منهم من الجولة الأولى ممدوح إسماعيل ونبيه الوحش ومجدي وليم وجمال أسعد وكثيرون غيرهم وتبقى أربعة رجال يتبارون بعنف للحصول على اللقب، حيرني هذا الموقف جدا وراحوا في غوغائية يستعرضون أعمالهم ونتائجها ليثبت كل منهم جدارته باللقب.
ولكي أسبب لك – عزيزي القارئ – شيئا مما عانيته من ضوضائهم؛ قمت بتفريغ شرائط التسجيل على الورق وفصل كلام وسيرة كل واحد منهم الذاتية على حدة لأعرضه أمامك فتقرر بذلك: بصوت لا تخطئه الأذن.. ومن الممكن فصله بسهولة عن بقية أصوات الشريط كان حديث حمام الكموني هو الأسهل في النقل رغم إدراكي لحاجة البعض من القراء للترجمة وأوصهم باللجوء لمترجم صعيدي أو لحضور مسلسل ذئاب الجبل أو الضوء الشارد للفهم: اللي هيفتح بجه منيكم هاطخه عيارين، ولا واحد فيكم ييجي كد صباع رجلي الزغير، أنا السنة دي هزيت دنيا المسيحيين كلاتهم.. حرجت قلوبهم على ستة من شبابهم وضيعت أمل بجيتهم في إنهم يعيشوا ف أمان.. خليتهم كلاتهم يخشوا الجحور.. شفتوا الانتخابات أدي الغول فاز بفضلي.. كلاتهم خافوا.. ولا راجل ولا ست جدر يخطي بره عتبة بيتهم عشان يسجطوه جوم هو فاز.. الحاجة الوحيدة اللي مزعلاني إن واحد منينيا مات ف الرجلين ..
أجول إيه برضك الذنب عليه إيه اللي يخليه يمشي معاهم ولا يركب في عربية واحدة معاهم.. عموما هيكون عبرة لكل واحد يفكر ولو حتى حتة فكرة إنه يصاحب مسيحي أو يشاركه أو يتعامل معاه.. ما تخافوش على أنا طالع منها طالع كيف الشعرة م العجين.. هي دي أول مرة لي في السجن والمعتقلات.. حتما الكبار هيسسندوني.. وحتما الجاضي هيراعي إنه مسلم موحد بالله زيه وأني عملت إكده نصرة للإسلام.. وبكتيره هيكتفي بالمدة اللي جعدتها هنا في السجن.. وحتى لو طلع جلبه ميال للكفرة وهبدني حكم.. أني كده شهيد واعملوا لي مجام ومولد.. على فكرة إذا كان بأحيي الجاعدة بتاعة أستاذي بن لادن وأحب أجولكم إن أنا كمان ليا الجاعدة بتاعتي.. إنما جاعدة إيه مية مية فيها حشيش وبانجو وحريم بس الحمد لله ما فيهاش خمرة عشان الخمرة حرام ومن الكباير وأنا مسلم وموحد بالله ما بأعملش الحرام ديتي.. بس أجولكم إيه الجعده هنا مية مية شايفين صحتي بجت عال إزاي.. طبعا أمال ده أنا هنا مبسوط ع الآخر.. كل الرجال بيعظموني على شهامتي وجدعنتي.. أني أكتر واحد فيكم خدم الإسلام والمسلمين والحكومة..
بعد إكده إبجوا جابلوني لو المسيحيين جامت لهم جومة تاني. وكما كان من السهولة فصل صوت حمام الكموني، أيضا تيسر تمييز صوت الدكتور محمد سليم العوا فنبرته حادة واضحة وكلماته نارية حتى لو كان من العلماء: أنا لست بحاجة لتقديم نفسي للمسابقة.. ولن أتحدث كثيرا مثلكم.. تكفيني كلمات قليلة، ورغم أن أحدا لا يعرف من كتبي اسما، ولا يذكر لي في الملمات الجلل موقفا.. إلا أنني وبسهولة شديدة جدا ودون أي جهد يذكر.. أشعلت العالم الإسلامي كله ضد مسيحيي مصر وكنائسهم.. أنا لست مثل هذا البلطجي القاتل، ولست رجلا من رجال الحزب ولا الحكومة المغضوب عليهما من جموع الشعب المسالم.. ولم أحتاج لخدمة الإسلام إلا لقليل من الخيال لقول خبرين وليس كتابات طويلة عريضة مثلما يفعل البعض.. الخبر الأول كان عن قتل وفاء قسطنطين بيد رجال الكنيسة، ومع أنه لم يكن فعالا جدا إلا أنه خدم الخبر الثاني وهو أن الأديرة والكنائس ما هي إلا مخازن سلاح.. بالطبع سهل لي مهمتي بعض الصحفيين الصفراويين، سواء ما قبل أو ما بعد إطلاق الخبرين.. الخبران كانا وقودا لمئات المظاهرات الإسلامية.. ومعتمدا على الغوغاء لن يحاولون التيقن من صدق الكلام وأن أحدا من رجال الأمن والمعرفة الحق لن يحاول تكذيبي ونشر الحقيقة.. بل حتى لو حاول فهم مغضوب منهم وعليهم وأنا الأصدق عند العامة.. كما وأن الكنيسة مهما صالت وجالت لتعلن الحقيقة وتعلن استعدادها للتفتيش لن يصدقها أحد.. لإدراكي أننا لا نصدق إلا الممثل الجيد ولا نعير الأمناء أذنا.. وحقيقة أن الكذب خطيئة عظمى عند المسيحيين.. أطلقت الخبرين.. كل هذا فعلته بخبرين فما بالكم لو أطلقت أكثر منهما؟ ألست أنا رجل العام. وهنا بدأت صعوبة المهمة تتنامى.. حين اختلط صوتان يتسمان بالوقار والمنطقية أضنياني لأميز ما بنيهما وأكتب لكل واحد منهما ما يخصه.. فأجو أن أكون قد وفقت في الفصل ما بين خطابيهما، ولنبدأ بكلمات الدكتور يوسف زيدان ليس إلا لأنه زمنيا يسبق ضيفنا الرابع: حقيقة لست هنا لأباري على جائزة.. ولا سعيا لشهرة فعندي من الجوائز ما لا تدركون ومن الشهرة ما لا تحتملون.. وإنما أنا هنا تأكيدا لحقيقة لا مراء فيها؛ ألا وهي جدارتي بهذه الجائزة.. أو بالأحرى – وهو بالطبع ما لا يخفى عليكم – أن هذه الجائزة هي التي ستشرف برسم اسمي عليها.. فأنتم تعلمون قطعا – وكما سيسجل التاريخ الذي أقوم بإعادة تأليفه – أنها ليست الجائزة الأولى ولن تكن الأخيرة في مسيرتي. وإليكم هذا الكشف التاريخي الخطير، لقد وقعت بين يدي مخطوطات أثرية تؤكد أن جدود الأوَّل قد حازوا ألافا من مثل هذه الجائزة.. وما سيذهلكم ويقلب الكنيسة رأسا على عقب أن من منحها لهم كان رجال الكنيسة القدامى بعد أن أقام لهم جدي بن العاص قائمة في هذا البلد وأن بنيامين كبيرهم قد أقام على نفقته الخاصة تمثالا ذهبيا لعمرو بن العاص وقد أمر أتباعه اسكندر ( ألكسندر) وديسقوروس ( ديسقور) أن يعمما نسخا من هذا التمثال على بيعهم جميعا وذلك في المنشور الصادر عن مجمع خلقيدونية سنة 450 ميلادية. وها أنا أطالب بإعادة تمثال الشهيد البطل على أبواب الكنائس فهو التأكيد ليس أقل من تمثال أبو العربي الشهيد إلي طالب به أحد أبنائهم المدعو هاني بن رمزي. أما حيثيات مطالبتي بهذه الجائزة فهي علمية وموضوعة وتتمثل في مقارنة بسيطة بين أعمالي العظيمة وأعمال هؤلاء الرفقاء.. هل منهم من أجهد مفكري الكنيسة وأضناهم بحثا لدحض أعماله مثلما فعلت؟ ألم أشغل بالهم وأبدد طاقاتهم بعيدا عن رعيتهم وصلواتهم وشغلتهم عن حوارات الوحدة فيما بينهم للرد عليّ؟ وراحوا يجرون ورائي لملاحقة طبخاتي المبدعة التي توالى هبوطها على رؤوسهم سريعا.. حتى كاتب هذه فأنا أضعت من عمره الكثير حين قرأني وكتب ردوده بدلا من أن يصلي. وللأمانة العلمية سأعترف أني فيما ذهبت إليه لم أكن مجددا بل سبقني إليه منذ أعوام قليلة دان براون.. وسبقنا كلانا منذ مئات السنين مؤلفو أناجيل يهوذا والمجدلية وغيرهم وهم جميعا من جدودي الأوائل فهذه الحرفة قد ورثتها عنهم. ومع أنني شخصيا ذهلت من نجاح روايتي عزازيل والتي حولتني من مجرد موظف بالدكتوراه في مكتبة عظيمة ومؤلف مغمور في السوق الأدبي إلى أشهر مبدع ومفكر إسلامي.. مما شجعني على تكرار تقيؤاتي فكانت النبطي والأوهام المصرية واللاهوت العربي وسلسة فتح مصر وغيرها الكثير وانتظروا الأكثر وخدمة للرسالة لن أخفي سري عنكم.. كل المطلوب للطبخة هو: أولا المقادير 1 - بعض المعلومات من التاريخ القديم للمسيحيين مع أسماء لشخصيات حقيقية يجلونها 2- بعض المعلومات عن الظروف السياسية والاقتصادية لزمن الشخصية 3- بعض المعلومات عن الهراطقة والمبتدعين 4- الكثير من الخيال والقدرة اللغوية ثانيا الطريقة: إعجن المقادير السابقة بالتبادل مع بعضها البعض على صفحة بيضاء.. لا تذكر أي مراجع ولا شواهد.. كل ما عليك فقط أن تراعي كتابة الجملة السحرية: \" حتى لو تشابهت بعض الشخصيات والأسماء والأماكن والأحداث في الرواية مع مثيلها في الحقيقة فيظل هذا إبداعا من خيال المؤلف\" تلك الجملة التي ستحميك من تمضية بقية عمرك خلف القضبان وتكون ملاذك الآمن من ذكر الحقيقة ولو حتى أمام المرآة. فإن هاجمك العلماء قل لهم أنا أكتب رواية، وإن نقدك الأدباء تحجج بالتاريخ، وإن راجعك المؤرخون بوثائق قل لهم ما أزيف ما إليه ترجعون. وبالطبع نتائج الطبخة تعتمد على النفس وقدرتك على الشهقة لحظة طشة التوم ع الحلة.. والحقيقة التي لن تنازعونني فيها أنني نفسي في الكتابة حلو. كلمة أخيرة.. بعد مئة سنة أو أكثر وبعد أن نمضي جميعا من هذا العالم ستموت جريمة الكموني وستختفي كذبات العوا ولكن ستتحول مؤلفاتي إلى مراجع تاريخية ولن يفطن أحد بسهولة ويفصل بين ما هو حقيقي فيها وبين ما هو من خيال المؤلف وبعد هل من ينازعني في الجائزة؟ وهنا نصل للصوت الأخير ومع أنه صوت غير مشهور إعلاميا إلا أنني وقفت أمام حكمته وكلماته عاجزا وانحنيت له احتراما والآن مع المهندس (سيد عبد العزيز) محافظ الجيزة: ما هذا؟ ومن أنتم؟ ولماذا أبحث عن جائزة من أي كان؟ أنا لم أفعل إلا الواجب، وما يمليه على الضمير والقانون، وخدمة البلد والحزب والدين.. صحيح أنني وللمرة الأولى أوحد الصفوف المتدينين خلف الحزب والحكومة.. ودون غوغائية ولا كذب أو تأليف مفضوح.. سلاح الكموني سيظل سبة في جبين الإسلام.. وكذب العوا رائحته نتنة وأي بسيط العقل سيفضحه.. ومع أن تأليفات زيدان قد أرهقتهم إلا أنها وفي كل الأحوال مردود عليها بأدلة ومستندات وتاريخ شهد عليه أجانب ومنهم عرب ومسلمون قبل أن يشهد عليه أصحابه. أنا ببساطة شديدة دفعت المسيحيين نحو حافة التهور.. طلبوا كنيسة.. ابتسمت وقلت من عيني ده حقكم.. إحنا في دولة مواطنة وحقوق..والكنيسة إجراءاتها طويلة ويا مين يعيش لغاية ما تخلص؟ وكمان عشان خاطري والكرسي والظروف والإخوان والجماعات والانتخابات نكتب في الرخصة مبنى.. وبعدين بهدوء اعملوا اللي انتوا عاوزينه.. هم طبعا بسطاء كالحمام وصانعي سلام وبيقولوا ما لقيصر لقيصر.. والقانون لا يحمي.. وبعدين يروح موظف صغير يقول السلم غلط.. ويجيي موظف أكبر يقول القبة غلط.. يهرولو لحسن نهدها على دماغهم.. يقاومو القانون.. يقف لهم رجال القانون.. يقولوا حقنا.. يقولوا عاوزين نصلي.. يقولوا معانا رخصة.. نقول لهم افتكروا الرخصة.. والأمور تسخن.. وكام طوبة منهم على كام قنبلة غاز مننا.. يهيجوا يعملوا مظاهرات.. وكام واحد في النص من اللي بيتأجروا في الانتخابات.. يخلو المسيحيين كلهم يبقوا بيقاموا السلطات ومن حقنا فرض النظام.. أنا كل اللي مزعلني إن اللي ماتوا تلاتة بس.. وإننا ما قبضناش غير على ميه حاجة وخمسين بس. أنا كنت بأنفذ القانون.. والقانون فوق الجميع.. وما حد يقدر يقول عني متزمت دا أنا بتغاضى عنه أحيانا وأنفذ روحه بس عشان الناس تترزق وتاكل عيش في أم الضنك دي.. فطبعا في بعض أصحاب عمارات انضحك عليهم في أرض بالملايين لازم نسبهم يعلوا حتى لو عرض الشارع ما يسمحش عشان نحافظ على الاقتصاد والمستثمرين وخاصة إنهم ناس عندهم لله كتير بيسيبوا دور أو اتنين يتعملوا جوامع للناس تصلي بدل ما يسدوا الشوارع وبكده بيساهموا ف ححل أزمة المرور.. وأصحاب قهاوي بيدفعوا إيجارات باهظة من قوت عيالهم فلازم نسيبهم يفرشوا حتى لو هتكوا عِرض الشارع.. وباعة جائلين نسيبهم بدل البطالة.. وحلات الفراخ نسيبهم عشان توفير البروتين الحيواني.. في كل ده وأنا ما حدش يقدر يلومني.. أما المسيحيين الهمج الكفرة فمش ممكن نسيبهم يعملوا دولة فوق الدولة ولا حتى دولة داخل الدولة ولا نسمح لأولادهم اللي بره يساندوهم لأن ده يعتبر استقواء بالخارج.. وبناءا على ذلك قرر مجلس شياطين الإنس بالاتفاق مع جمعية محبي النار الدولية: منح الجائزة للمواطن رباعي الأوجه ( يوسف سليم عبد العزيز الكموني ) ولا عزاء لمصر ولا للسلام ولا للمسلمين المؤمنين من قلوبهم بأن الحق والعدل من أسماء جل جلاله ولا للأزهر الداعي للوسطية والإسلام السمح ولا عزاء لرسول الإسلام الكريم الذي أوصى بالمسيحيين خيرا وخص منهم القبط برعاية إضافية وكان ابنه الوحيد من رحم قبطية؛ فقد لوث هذا المواطن الرباعي الأوجه أو أكثر ما بوجوههم من جمال بنسب تصرفاته إليهم.