الأقباط متحدون | قصص في زمن الميلاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٩ | الخميس ٢٣ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٤ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قصص في زمن الميلاد

الخميس ٢٣ ديسمبر ٢٠١٠ - ٤١: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: الأب القمص/ أفرايم الأورشليمي
 
أمين تعال أيها الرب يسوع
 حدثت هذه القصة في "رومانيا" أثناء الحقبة الشيوعية.. في أحد فصول الدراسة وقرب أعياد الميلاد، وكانت المعلمة "جيرترود" تعرف أن إحدى تلميذاتها في الصف الرابع مؤمنة بالمسيح، وتذهب إلى الكنيسة صباح كل أحد للصلاة، وبالحقيقة كانت المعلمة تريد أن تخضعها وتهدم ما فيها من إيمان تحسدها عليه.. طلبت جيرترود من تلميذتها  إنجيل" الوقوف في الصف، وأخذت تُثني على أخلاقها والتزامها، ثم سألتها عد جدها الذي توفى وقالت لها أننا نشاطرك الأحزان، ولكن أريد أن أسالك:
"هل لو ناديت على هذا الجد الآن سيسمعك ويجيبك؟".
قالت التلميذة "إنجيل": "لا لن يسمعني لأنه توفي". 
قالت لها: "ولكن كيف تصلين وتطلبين من يسوع الذي مات منذ مئات السنين.. إنه لن يسمعك؟".
إنجيل: هناك فرق بين يسوع وجدي يا معلمتي، فيسوع المسيح حي لا يموت حاضر دائمًا، ويستجيب الدعاء .
سخرت المعلمة بخبث من تلميذتها، وقالت لها أن هذه القصص هي من وحى الخيال المريض لأهلك. وأتحدى أن تطلبي منه الآن فيأتي، لنؤمن به معك، وإلا فاتركي عنك قصص أمك وستك المريضة.
 في تحدٍ واضح ومواجهة ساخنة بين إيمان طفلة وإلحاد معلمتها، طلبت "إنجيل" من المعلمة أن تنادي على يسوع ليأتي! طلبت منها المعلمة بسخرية أن تستدعيه. وقفت التلميذة تنادي بحرارة الإيمان: "آمين تعال أيها الرب يسوع.. آمين تعال أيها الرب يسوع". فجأة انفتح باب الصف وإذا بنور هادئ خفيف يظهر كقرص الشمس، ويدخل إلى الفصل، وأمام السبورة وعلى بعد المترين من الأرض، ومن القرص المنير، يظهر يسوع الطفل وديعًا مبتسمًا، ينظر إلى تلاميذ الصف، في محبة تذيب القلب، وكشعاع من الحب يدخل الي القلب.. وبعد عدة دقائق نظر بشفقة إلى معلمة الصف... ثم اختفى لتصرخ المعلمة وهي تهرول الي غرفة المدير... "نعم لقد أتي.. أنه يسمع.. إنه حاضر... ياله من حب.. لقد انقشعت الغمامة عن عيني". وبعد أن سمعوا منها القصة وذاع أمرها، أودعوا المعلمة مصحة للأمراض العقلية، حتى أُفرج عنها بعد انهيار الشيوعية في رومانيا، لتخرج تبشر بفضل الذي نقلها من عالم الظلمة إلى نوره العجيب.
 
الملاك يعزف أمام مغارة الميلاد
حدثت هذة المعجزة في القدس، في احتفالات عيد الميلاد 2000، كانت "إميلي" تعمل سكرتيرة في إحدى مدارس القدس المسيحية الخاصة، وتعيش في بيت صغير قرب أهلها، حيث أنها فضلت حياة البتولية، وكانت تحتفل شأنها كغيرها من الأسر المسيحية بتزيين شجرة الميلاد، ووضع المغارة وطفل المذود أسفلها.. إلا أن "إميلي" ليست مثل هؤلاء الذين يضعون المغارة والشجرة كما لقوم عادة. كان لها القلب المرنم والإيمان البسيط، تحب يسوع المسيح عريسًا لنفسها، تكتب له الشعر، تقول له أحلي الكلام، عندما يأتي الليل والناس نيام ترتل له ما تحفظ وتحكي له همومها..
في ليلة ما قبل العيد أخذت ترتل: ليلة الميلاد ليلةَ الميــلاد يُمَّحـى البُغْضُ، ليلةَ الميلاد تُزْهِر الأرضُ، ليلةَ الميـــلاد تُدْفَـنُ الحَرْبُ، ليلةَ الميلاد يَنْبُتُ الحُبُّ، عندما نَسْقي عَـطشانَ كَأسَ ماءْ، نكونُ في الميلاد عندما نَكْسي عُريانَ ثـوبَ حُبّ، نكونُ في الميلاد، عندما نُكَفْكِفُ الدموعَ في العُيونْ، نكون في الميلاد،عندما نفرش القلوب بالرجــاء، نكون في الميلاد، عندما أُقَبِّـلُ رفيقي دونَ غِـشّ، أكونُ في الميلاد. عندما تموتُ فـيَّ روحُ الانتقامْ، أكونُ في الميلاد. عندما يُـرَمَّدُ فـي قلبيَ الجَفاء، أكونُ في الميلاد. عندما تذوبُ نفسي في كِيانِ الله، أكونُ في الميلاد.. فجأة ظهر لها ملاك من نور يمسك بالقيثارة ويعزف لها الألحان وهي ترتل.. نعم نظرته.. إنه كالطفل النوراني، معلق في الهواء، يطير أمامها فرحًا، يعزف على الأوتار، فتسبح بأكثر شدة وروحانية.. 
وفجأة خطرت علي بالها فكرة.. هل يمكنني أن ألتقط له صورة؟! لابد أن أستأذنه، طلبت منه فأوما لها بالإيجاب.. بحثت عن كاميرتها الصغيرة.. وعلى النور البسيط لأضواء شجرة الميلاد التقت الصورة وبدون فلاش.. حمضت الفلم، وهنا ظهر الملاك من نور يمسك بقيثارة من نور، يعزف للنور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان أتٍ إلى العالم.. أتت إلى "إميلي" بالصورة الملائكية وعينيها تطير فرحًا وقلبها ممتلئ بالسلام، نعم إن الهنا نور وساكن في النور، وتسبحه ملائكة النور، فماذا نقول إن كان البعض أحبوا الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم شريرة... إننا نصلي لطفل المذود ليفتح عيون العمي لتستضئ بنوره الإلهي الهادئ الوديع، لا سيما في هذه الأيام المقدسة.
 
هدية القديس جوزيف
حدثت هذه القصة في جنوب فرنسا.. شاب نشأ في ظروف أسرية مفككة، ولم يجد الرعاية والحنان في ظل انفصال الأب والأم منذ الصغر، وزواج الأم من آخر. فما كان إلا أن يكبر وينحرف إلى الإدمان والسرقة، وفي احتفالات عيد الميلاد وما بقي من ذكريات طيبة لهدايا الميلاد، ومن أجل حاجته للمال، داهم منزلاً ليسرق ما يجد فيه مما خف وزنه وغلا ثمنه، للإنفاق على ملذاته وإدمانه.. أخذ يبحث في المنزل عن مال أو مجوهرات، ووجد شنطة سفر، أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والأشياء الثمينة، والتحف الفنية التي كانت الأسرة مغرمة باقتنائها، كان الرجل وزوجته خارج البيت، ولكن تركا ابنهما ذو الستة أعوام "بول" وابنتهم "كاترين" الأصغر نيام في البيت. ومع حركة اللص استيقظ الطفلان وأخذا يبحثا لعله "بابا نويل" قد أحضر لهما هدايا عيد الميلاد، سألت "كاترين" أخيها هل أتي بابا نويل محملًا بالهدايا؟ قال لها "بول" دعينا نبحث عنه.. وأخيرًا أمسكا باللص، وفي براءة الأطفال سألاه: "بابا نويل فين؟! أنت مين؟".
ارتبك اللص وقال: أنا سانت "جوزيف"!
 وأين بابا نويل؟
إنه مشغول وطلب مني أن أساعده!
ولماذا ملابسك غير مرتبة وشعرك غير مرتب وغير حليق؟ تساءلت كاترين..
أجابها اللص: إنها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا!
 أخذ الابن يتحدث عن العيد، والابنة تحضر الحلوى والطعام للقديس يوسف، وكانا يتبادلان الحديث الودي عن عيد الميلاد، حتى نسى أنه لص، وذاب قلبه محبة، وقدم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة، وفجأة سمع اللص صوت سيارة الأب والأم معه تدخل للبيت فأستاذن من الابناء ليمضي، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر أهلهما للسلام عليه والترحيب به.. إلا أنه اعتذر ليواصل توزيع الهدايا، لكنه هرب الباب الخلفي ومضى واختفى! 
لم ينم الشاب ليلته هذه متأثرًا بمحبة الأطفال، وتضاربت الأفكار في ذهنه، وقرر أن يتغير، وذهب بعد إلى الكنيسة صباحًا ليحتفل بمولود المذود، الذي ولد في قلبه بالتوبة. وكانت هذه الحادثة سبب لتغيره وتوبته ورجوعه إلى الله، والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة... إلا أنه لم ينسى أن يكتب قصته لتكون حافزًا ودعوة لآخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجع إليه.
إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعون بارًا لا يحتاجون إلى التوبة.. فهل نُفرح بتوبتنا صاحب العيد؟!. 
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :