استقبل الرئيس حسني مبارك، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الأربعاء، قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وكانت الأنباء قد ترددت حول أن البابا شنودة قـرر الاعتكاف في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون احتجاجاً على عدم الإفراج عن 154 من الشباب الأقباط، المحبوسين في أحداث كنيسة العمرانية.

إلا أن بعض المصادر القبطية نفت ما تردد عن اعتكاف البابا شنودة مشيرة إلى أن بقاء البابا هذا الأسبوع بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون يرجع إلى رغبته في الحصول على فترة صلاة وتعبد بمناسبة صوم الميلاد وليس الهدف منها ممارسة أي ضغوط على الحكومة للإفراج عن المتهمين في أحداث العمرانية.

تأـى زياة البابا لمقر الرئاسة هي الأولى له منذ زيارته لتهنئة الرئيس مبارك بمناسبة نجاته من مؤامرة الاغتيال في أديس أبابا عام 1995

ويأتى لقاء البابا بالرئيس مبارك فى وقت يعانى فيه الاقباط من مشاكل متراكمة انتشرت خلالها شائعات توحى بوجد تصادم محتمل بين الكنيسة والدولة فكان هذا اللقاء اكبر رد على مروجى الشائعات . 

ومن جهة اخرى هناك ملفات مفتوحة وبدون حلول جذرية من جانب الدولة خاصة قضية قانون دور العبادة الموحد وقانون الاحوال الشخصية للطوائف المسيحية وتكرار حوادث الاعتداء على الاقباط فى اماكن متفرقة دون صدور احكام رادعة ضد مرتكبى هذة الاحداث الامر الذى يشجع الاخرين على تكرار الهجوم على ممتلكات وأرواح الاقباط .

لقد مر عام كامل على قتل الأقباط ليلة العيد فى أكبر مذبحة للأقباط فى نجع حمادى وحتى الأن لم يصدر حكم على الجناة ولم يتم ضبط المحرضين الأساسين فى القضية ؟!ناهيك عن تعينات الأقباط الأخيرة فى مجلس الشعب والتى جاءت مخيبة للآمال بشكل محبط وغير مبرر سياسيا .

 والسؤال الذى يطرح نفسه حول توقيت مقابلة الرئيس للبابا ؟ خاصة بعد أن ترددت شائعات عن اعتكاف البابا بالدير والتفكير فى الغاء احتفالات عيد الميلاد فى ظل وجود اصوات عديدة من الداخل والخارج تضغط علىى البابا لالغاء الاحتفالات  .

لقد تكررت فى الآونة الأخيرة تكرار حوادث الاعتداء على الاقباط والتى بدات بخروج مظاهرات فى القاهرة والاسكندرية تسئ للكنيسة والى وطنية البابا تحديدا . وهو ما أعتبر بمثابة خروج عن الخط الأحمر 

تأتى مقابلة الرئيس للبابا فى وقت تستعد فيه مصر للانتخابات الرئاسية فى مارس القادم . ومعروف ان الانتخابات الرئاسية الماضية كانت فيه اصوات الاقباط حاسمة وقاطعة لتأييد الرئيس مبارك حيث قام البابا بأسم الكنيسة القبطية بعمل وثيقة مبايعة للرئيس مبارك الأمر الذى أثار غضب المعارضة ألا أن الكنيسة ضربت عرض الحائط بكلام المعارضة .

لاشك أن مقابلة الرئيس مبارك للبابا تحمل الكثير من الرسائل للجهات الأمنية والمسؤلة والسلطات التنفيذية لتصحيح مسار معالجة الملف القبطى , والاكثر أهمية تهدئة مشاعر الاقباط الملتهبة والمتأججة خاصة بعد فضيحة أعتداء قوات الأمن المركزى على الأقباط فى كنيسة العمرانية والقبض على 154 من شباب الاقباط الأبرياء 

تأتى مقابلة الرئيس مبارك للبابا عقب لقاء مصطفى الفقى بالبابا فى مقر أعتكافه بدير الأنبا بيشوى وهو ما فسره الفقى انه لقاء ودى وبصفة غير رسمية ألا ان نتائج هذا اللقاء التى تبلورت بعد المقابلة  بأيام كشفت الكثير والكثير من مخزى الزيارة التى قيل أنها كانت غير رسمية .ويبدو أن الأيام القادمة ستكشف عن مفاجات كثيرة وغير متوقعة !